جاء في كتاب " الوصفات المنزلية المجرّبَة وأسرار الشفاء الطبيعية " وهو كتاب بالإنقليزية لمجموعة من المؤلفين الأمريكيين ، أنّ القيام من الفراش أثناء اللّيل، والحركة البسيطة داخل المنزل، والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، و تدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق له فوائد صحية عديدة ، والمتأمل لهذه النصائح يجد أنّها تماثل تماماً حركات الوضوء والصلاة عند قيام الليل، وقد سبق النبي صلى الله عليه وسلّم كلّ هذه الأبحاث في الإشارة المعجزة إلى قيام الليل ، فعن بلال رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : " عليكم بقيام اللّيل ، فإنّه دأب الصّالحين (أي عادتهم وشأنهم) قبلكم ، وقربة إلى الله تعالى ، ومنهاةٌ عن الإثم ، وتكفيرٌ للسيّئات ، ومطردة للدّاء عن الجسد " و عن كيفية قيام الليل بطرد الداء من الجسد فقد ثبت الآتي:
" يؤدّي قيامُ الليل إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزون ( وهو الكورتيزون الطبيعي للجسد ) خصوصاً قبل الإستيقاظ بعدّة ساعات ، وهو ما يتوافق زمنيّاً مع وقت السّحر(الثلث الأخير من الليل)، ممّا يقي من الزيادة المفاجئة في مستوى سُكَّرِ الدّم، والذي يُشَكّلُ خطورةً على مرضى السُّكَر، و يُقلّل كذلك مِن الإرتفاع المفاجئ في ضغط الدم، ويقي من السكتة المخيّة والأزمات القلبية في المرضى المُعَرّضين لذلك، كذلك يقلّل قيامُ الليل مِن مخاطر تخثّر الدّم في وريد العين الشّبكي، الذي يَحْدُثُ نتيجةً لبطء سريان الدم في أثناء النوم، وزيادة لزوجة الدم بسبب قلّة تناول السوائل، أو زيادة فقدانه ، أو بسبب السّمنة المفرطة وصعوبة التنفس، ممّا يعوق إ رتجاع الدم الوريدي من الرأس.
ويؤدي قيام الليل إلى تحسّنٍ و ليونةٍ عند مرضى إلتهاب المفاصل المختلفة، سواءً كانت روماتيزميّة أو غيرها، نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء.
كذلك قيام الليل علاج ناجح لما يعرف باسم " مرض الإجهاد الزمني" : لِمَا يُوفّرُه قيامُ اللّيل من إنتظام في الحركة ما بين الجهد البسيط والمتوسّط، الذي ثبتت فاعِلِيَّتُهُ في علاج هذا المرض، ويؤدي قيامُ اللّيل إلى تخلُّصِ الجسد مِن ما يُسَمّى بالجليسيرات الثلاثية triglyciride( نوع من الدهون ) التي تتراكم في الدم ،خصوصاً بعد تناوُلِ العَشاء المحتوي على نسبةٍ عاليةٍ مِن الدُّهون، والتي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التّاجية بنسبة 32% في هؤلاء المرضى مقارنة بغيرهم ،
ويقلّل قيامُ الليل مِن خطر الوفيّات بجميع الأسباب ، خصوصاً النّاتجةِ عن السّكتة القلبيّة والدماغية وبعض أنواع السرطان، كذلك يُقَلّل قيامُ اللّيل مِن مخاطر الموتِ المفاجئ بسبب إضطراب ضربات القلب، لِمَا يُصاحِبُه مِن تَنَفُّس هواءٍ نقيّ خالٍ مِن مُلَوِّثات النّهار وأهمُّها عوادِمِ السيّارات ومُسَبِّبَات الحساسيّة، قيامُ اللّيل يُنَشِّطُ الذّاكرة، ويُنَبِّهَ وظائِفَ المُخِّ الذِّهْنِيّةِ المختلفة، لِما فيه مِن قراءةٍ و تَدَبُّرٍ للقرآن و ذِكرٍ ومُناجاةٍ للملِكِ العلاّم ، فيقي مِن أمراض الزهايمر وخَرَفِ الشّيخوخة والإكتئاب وغيرها، وكذلك يُقَلّلُ قيامَ اللّيل مِنْ شِدَّةِ حُدُوثِ والتّخفيف مِنْ مرَضِ طنين الأذن لأسبابٍ غيرِ معروفة،
17 окт 2024