الشيخ سعيد الكملي
المُضرية و اليمنية في حضرة الخليفة
في كتاب أنساب الأشراف للبلاذري - أحضر أمير المؤمنين أبو العباس(السفاح) إبراهيم بن مخرمة الكندي وناساً من بني الحارث بن كعب أخوال أبي العباس، وخالد بن صفوان التميمي و كان من فصحاء مُضر فتفاخروا.
فقال ابن مخرمة:" إن أهل اليمن ملوك العرب في الجاهلية كانت لهم البدأة، ووراثة الملك، كابراً عن كابر، وآخراً عن أول، وغابراً عن سالف، فمنهم النعمانات والمنذرات والقابوسات، ومنهم عياض صاحب البحر، ومن حمت لحمه الدبر ومنهم غسيل الملائكة ومن اهتز لموته العرش، ومنهم مكلم الذئب، ومن كان يأخذ كل سفينة غصبا وليس من شيء له خطر إلا وينسب إليهم من: فرس رائع، وسيف قاطع، ودرع حصينة، وحلة مصونة، إن سئلوا أعطوا، وإن نزل بهم ضيف قروا، لا يكاثرهم مكاثر، ولا يفاخرهم مفاخر، فهم العاربة وغيرهم متعربة".
قال أبو العباس: ما أحسب التميمي يرضى بهذا.
ثم قال ما تقول أنت يا خالد؟
قال: إن إذن لي أمير المؤمنين في الكلام تكلمت.
قال: تكلم ولا تهب أحدا.
فقال خالد: " أخطأ المتقحم بغير علم. ونطق بغير صواب إذ فخر على مضر، ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخلفاء من أهل بيته، وكيف يفاخر مضر بقوم هم بين راكب عرد، وناسج برد، وسائس قرد، ودابغ جلد، دل عليهم هدهد، وغرقهم فأرة، ثم التفت إلى الكندي فقال الفخر بالفرس الرائع والسيف القاطع والدرع الحصينة؟ ألا وأي فخر أفخر من محمد خير الأنام، وأكرم الكرام، ولله به المنة علينا وعليهم، لقد كانوا أتباعه، فيه عرفوا وأكرموا، لنا النبي المصطفى والخليفة المرتضى والسؤدد والعلى، ولنا البيت الموضوع، والسقف المرفوع، والمنبر المحضور ولنا زمزم وبطحاؤها وسقايتها فهل يعدلنا عادل أو يبلغ مدحتنا قول قائل. ومنا ابن عباس عالم الناس، الطيبة أخباره، المتبوعة آثاره، ومنا أسد الله وسيفه، ومنا الصديق والفاروق وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، لم يكفر بالله قط، ولم يزغ بباطل عن الحق، وذو النورين عثمان الشهيد".
ثم سأل إبراهيم بن مخرمة و قال له : كيف علمك بلغة قومك ؟
قال: نعم.
قال: فما اسم العين عندكم؟
قال: الجمجمة.
قال: فما اسم السن؟
قال : الميزم.
فقال له خالد : ما اسم الأصابع عندكم؟
قال إبراهيم : الشناتر.
قال: فما اسم الأذن؟
قال: الصنارة.
قال :فما اسم الذئب؟
قال: الكنع.
قال : أفعالم أنت بكتاب الله عز و جل؟
قال: نعم .
قال خالد :" فإن الله تعالى يقول (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) وقال تعالى (بلسان عربي مبين) وقال تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) فنحن العرب والقرآن بلساننا أنزل ،ألم تر أن الله تعالى قال (والعين بالعين) ولم يقل والجمجمة بالجمجمة ، وقال تعالى ( والسن بالسن ) ولم يقل والميزم بالميزم، وقال تعالى (والأذن بالأذن) ولم يقل والصنارة بالصنارة، وقال تعالى (يجعلون أصابعهم في آذانهم) ولم يقل شناتير هم في صناراتهم، وقال تعالى ( فأكله الذئب ) ولم يقل الكنع" .
ثم قال لإبراهيم: إني أسألك عن أربع إن أقررت بهن قهرت وإن جحدتهن كفرت.
قال: وما هن؟
قال: الرسول منا أو منكم؟
قال: منكم.
قال: فالقرآن أنزل علينا أو عليكم؟
قال: عليكم.
قال: فالمنبر فينا أو فيكم؟
قال: فيكم.
قال: فالبيت لنا أو لكم؟
قال: لكم.
قال: فاذهب فما كان بعد هؤلاء فهو لكم .
فقال الخليفة أبو العباس رضي الله تعالى عنه:" مالك يا يماني ولرجال مضر"، وأمر لخالد بمال وقطيعة بالبصرة
انضموا إلى صفحتنا على الفيسبوك: / %d9%85%d8%ad%d8%a8-%d8... %%8A%D8%AE-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%85%D9%84%D9%8A-178382759344000/
4 апр 2017