لم يعد خافيا على أحد أن إسرائيل لديها معلومات كثيرة . بل و تفصيلية عن المقاومة . سواءا حزب الله أو إيران أو حتى حماس . و التي بات واضحا أنها الأقل اختراقا من نظيرتيها حزب الله و إيران . برغم أن الحصار المفروض على غزة برا و بحرا و جوا كان من المفترض أن يجعل حماس الأكثر اختراقا . لكن الذي يحدث هو العكس تماما . و لأن إسرائيل تدرس قيادات المقاومة دراسة تحليلية وافية . فقد عمدت إلى اغتيال قيادات تعلم مسبقا أنها الأكثر هدوءا و استعدادا للتفاوض . و تعلم في ذات الوقت أن الذي سيخلف كل قيادة سيكون الأشرس . فلا مجال للمفاوضات . و إنما الحديث في ساحة المعركة . فلماذا تفعل إسرائيل هكذا ؟ . هل تريد أن تؤذي نفسها ؟ . أم أن في الأمر شيئا خطيرا . بالطبع لا تريد إسرائيل أن تلقي بنفسها في آتون الحروب . فاليهود أحرص الناس على الحياة . لكن كلمة السر هي بنيامين نتنياهو . فبنيامين نتنياهو ليس كأي رئيس وزراء تولى السلطة في إسرائيل . و من هنا تبدأ القصة . في الولايات المتحدة الأمريكية . حيث كان نتنياهو حينها سفيرا لإسرائيل لدى الأمم المتحدة . و هناك التقى بأحد الحاخامات من أصول أوكرانية . و هذا الحاخام كان زعيما لحركة يهودية دينية أرسوذكسية . كان هذا في العام ألف و تسعمائة و أربعة و ثمانين . و قال الحاخام لنتنياهو أنه أي نتنياهو سيقوم بتسليم مفاتيح القدس للسيد المسيح . و عقيدة اليهود في السيد المسيح تختلف عن عقيدة المسلمين و النصارى فيه . حيث عند المسلمين و النصارى جاء السيد المسيح و سيعود آخر الزمان . أما عند اليهود فإن السيد المسيح لم يأت من قبل . لكنه سيأتي لأول مرة في آخر الزمان . فاليهود لا يؤمنون بالسيد المسيح الذي جاء إلى الدنيا من قبل . و بعد عدة سنوات . أصبح نتنياهو عضوا في الكنيسيت . و سافر نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية . و قابل الحاخام مرة أخرى . قال الحاخام لنتنياهو أنه أي نتنياهو سيصبح رئيسا لحكومة إسرائيل . و قال له حين تصبح رئيسا للحكومة فعليك أن تجعل إسرائيل دولة دينية . عليك ألا ترحم . عليك بالتوسع بقدر ما تستطيع . لا تعطي شيئا للفلسطينيين . و قال له الحاخام إنك أي نتنياهو ستكون آخر رئيس حكومة لإسرائيل . لأنك من ستقوم بتسليم مفاتيح القدس للسيد المسيح . و من منظور اليهود و في القلب منهم نتنياهو . إن القتل و التدمير و التخريب يعجل بقدوم السيد المسيح . و لكن علينا أن نأخذ في الإعتبار أن اليهود لا يعترفون بالمسيحية و لا بالإسلام . ليس هذا فحسب . بل إن المسيح الذي ينتظرون قدومه لأول مرة ليس هو المسيح عيسى ابن مريم . و إنما مسيح آخر . هل عرفتم الآن من مسيح اليهود ؟ . و ليست الأمور قاصرة على نظرة الحاخام لنتياهو . بل إن المتدينين المتطرفين في إسرائيل . و الذين يقال عنهم اليمين المتطرف . هؤلاء يعتقدون أن نتنياهو هو حمار المسيح . حيث يروا أنهم عليهم استغلال نتنياهو من أجل مجئ المسيح . فسياسات نتنياهو من قتل و تدمير و تهجير للشعب الفلسطيني . هذه السياسات تمهد لهدم المسجد الأقصى و بناء الهيكل . و بالتالي يكون نتنياهو هو حمار المسيح الذي سيقود اليهود إليه . هذا كان وصف صحيفة هاأرتس الإسرائيلية لنظرة اليهود المتشددين المتطرفين إلى نتنياهو . حيث ترى هاأرتس أن اليمين المتطرف الإسرائيلي يدعو إلى عدم معارضة نتنياهو فيما يفعل في الحرب على غزة . مهما فعل في هذه الحرب . لأنه كما يعتقدون حسب العقيدة اليهودية . أن كل ما يفعله نتنياهو هو تمهيد لقدوم المسيح . ربما اتضح الآن لماذا يحرص نتنياهو على اغتيال قادة المقاومة الهادئين . ليأتي بعدهم قادة هم الأشرس في حرصهم على محاربة إسرائيل لا التفاوض معها . فنتنياهو يرى أنه كلما أصبحت الحرب أكثر اشتعالا و تدميرا و سفكا للدماء . كلما كان مجئ المسيح أسرع . و بعد هذه النظرة لنتنياهو . سواءا من الحاخام أو من اليمين اامتطرف في إسرائيل . هل أخطأ يحيى السنوار عندما عندما بدأ معركة طوفان الأقصى ؟ . أم أنه كان على حق ؟ . فيبدو أنه يعلم ما يعتقده اليمين المتطرف في نتنياهو . حتى من قبل وصف هاأرتس لنتنياهو بأنه حمار المسيح . و ربما يعلم ما قاله الحاخام لنتنياهو . فسارع إلى تنفيذ عملية طوفان الأقصى . و ذلك قبل أن يشرع اليهود في هدم المسجد الأقصى . بعد ذبح البقرة الحمراء .
16 окт 2024
