سؤال : هل كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام على صورته الحقيقة وغير صورته الحقيقة ، فقد رآه حقاً وصدقاً ؟
وهل من رأى النبي على غير هيئته التي جاءت في الشمائل ، كان يراه بلحية بيضاء ، أو يراه بلا لحية ، أو يراه اشقر اللون أو عينين زرقاوين ، أو يرى ان نورا يشع في وجهه ولا يرى وجهه ، أو رآه ببنطال وقميص وغيره ، هل يكون ذلك هو الرسول أم لا ؟
جواب : جاء في الصحيحين ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لايتمثل بي ".
وفي البخاري (6995) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وإن الشيطان لا يتراءى بي " . البخاري(110) ومسلم (2266)
لقد شرح العلماء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فان الشيطان لا يتمثل بي )
قالوا : إن هذا محمول على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفاته الخَلقية الواردة في الأحاديث الصحيحة والشمائل المحمدية ، فإن الشيطان لا يتمثل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم .
أما أن يأتي الشيطان في صورة أخرى في المنام ثم يكذب ويقول : إني رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا من الكذب ، وليس هي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم .
ــ وقال الحافظ ابن حجر في الفتح الباري : اخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب حدثني أبي قال : قلتُ لابن عباس رأيتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، قال : صِفه لي ، قال ذكرتُ الحسن بن علي فشبَّهتُه به ، قال : قد رأيتَه ، وسنده جيد .
وروي ان محمد ابن سيرين - إذا قصَّ عليه رجلٌ أنَّه رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : صِف لي الذي رأيتَه ، فإن وَصف له صفةً لا يعرفها قال : لم تره ، وسنده صحيح ." فتح الباري " ( 12 / 383 ، 384 ) .
ــ تبقى مسألة لا بد من الإشارة إليها وهي إذا رأى الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته المذكورة في السنة الصحيحة فهي بشرى وأنه سيراه في اليقظة ، فإذا أخبره بأمر شرعي يخالف ظاهر الكتاب والسنة فهل يعمل بما أخبره به أم يعمل بظاهر الكتاب والسنة ؟ أو أخبره بمسألة لا بد فيها من بينة كأن تراءى الناس الهلال ولم يروه فأخبره أن غداً رمضان فهل يعمل بذلك أم لا أو أخبره أن فلاناً سرق من فلان أو في خصومة أن فلاناً معه الحق فهل يشهد بذلك ؟
ــ نص العلماء على أنه إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأمر يخالف ظاهر الكتاب والسنة أو بأمر لا بد فيه من البينة أنه لا يعمل بذلك ؛ لأن الرؤية ليست تكليفاً وهو مكلف بالعمل بما في اليقظة ، ويجب أن تعلم أن الرؤيا للأنبياء وحي ، وأما رؤية الأنبياء في الرؤيا فليست وحياً بالاتفاق ، ولكنها بشرى ، وقد بين ذلك النووي رحمه الله تعالى .
ــ حالات مرت معي في الرقية انها رؤى النبي بهيئة مخالفة لهيئة الرسول صلى الله عليه وسلم :
1 ـ شاب في الثلاثين رأى الرسول ببنطال وقميص ، ويكتب اية على يده ويقول انت اصبحت ولي .
2 ـ رجل رأى النبي بلحية بيضاء يشع منها النور حل في بيته وقال شفيت انت واهلك .
3 ـ فتاة بالعشرين من عمرها رأيت نور يتلالاء ، ولم ترى وجهه احتضنها وقال لها قومي وصلي واقرئي القران وهي في الدورة الشهرية .
اخوتي الاحبة ابواب استدراج ابليس ابواب كثيرة وخطيرة ومنها الاحلام ليضل بها الناس ويستدرجهم ، فكم وكم ضل الكثير من العباد والصالحين من خلال الاحلام ، فنسال الله ان نرى رسول الله في المنام بهيئته الصحيحة التي جاءت بالأحاديث الصحيحة ، وان لا يحرمنا شفاعته وصحبته بالآخرة .
محبكم في الله الراقي الشرعي : محمد محسوب ابراهيم . هاتف : 00905340525382
17 июн 2021