قصيدة
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
سامي أحمد مبارك القاسم
يا طارقَ الباب إن القومَ قد رحلوا
لم يبق طفلٌ هنا في الدار أو رجلُ
لم يبق إلا صريرَ البابِ أسمعهُ
و للنوافذِ لونٌ باهتٌ خِجلُ
حتى العناكبُ حاكتْ بيتها ثقةً
لا خوفَ يمنعها من ذاك أو وجلُ
إن جئتَ مطبخهمْ تلقاهُ متسخاً
من علبةٍ سُكبتْ أو أكلةٍ أكلوا
قد كُنتُ الحظهمْ في كلِ ناحيةٍ
كمْ مرةٍ خرجوا ، كمْ مرةٍ دخلوا
كمْ وردةٍ قطفوا ، كم لوحةٍ رسموا
كمْ كانَ يسبقهمْ نحو العُلا املُ
كمْ مرةٍ تركوا الأبوابَ مشرعةً
وأشعلوا شمعةَ الأفراحِ واحتفلوا
وكمْ وكمْ .. لستُ ادري كمْ أُكرِرُها
في شرحِ فرحَتِهمْ لنْ تنفعَ الجملُ
لكن قصتهمْ إن جئتُ أذكُرها
تبكي لذكرِهمُ من حرقةٍ مقلُ
طافت بليلتهمْ ما ليسَ ندركهُ
وخيلَ فرحتنا قد صابها شللُ
وارتجَ إيوانُ أحلامي بكاملهِ
واطفأت كل أنواري إذ انتقلوا
وبتُ في حيرةِ الأحبابِ أرقُبُهمْ
والشوقُ والحبُ والأهاتُ تقتتلُ
وعدتُ أندبُ نفسي كلما التفتتْ
نحو النوافذِ بالأبياتِ تشتعلُ
أُشاهدُ البيتَ والأشعارَ أكتُبها
أُحملُ القلبَ هماً ليس يحتملُُ
وأسرجُ القلبَ نحو الشوقِ يطلبهُ
نحو اللقاءِ شعورُ الحب و القبلُ
فعدتُ مثلَ جناحِ الطيرِ نازفة
قد صابها حجرُ الاطفال إذ نبلوا
24 сен 2024