في هذا الشهر الفضيل، وتجسيداً لثقافة الإعتراف، ومن خلال هذه الحلقة الأولى في الطرب الغرناطي، التي تشتمل على “تويشية إنصراف نوبة الحسين ثم صنعة الإنصراف منه ثم مخلص”، تكرم مجموعة نوبة شيخ هذا الفن في المغرب، الحاج أحمد بيرو، حفظه الله وأمده بالصحة والعافية.
“هذا الرجل الذي أفنى عمره في خدمة هذا الفن المغربي الأصيل، غناءً وعزفاً، حفظاً وتدويناً وتأليفاً.
نشأ الحاج أحمد بيرو في أسرة صوفية ترى التغني بالرسول الأكرم ما يجعلها تتعلق بكل ما يوصل اليه من نشيد منظوم أو سماع منعوم... تلك حقيقة تاريخية أريد أن أوثقها لكل الذين يبحثون عن سر وصول هذا التراث إلينا، حفيدًا عن جد، وولدًا عن والد.”
من تقديم د.عبد الهادي التازي رحمه الله لكتاب الإحاطة في أنغام غرناطة للحاج أحمد بيرو.
تخصص الحاج أحمد بيرو في الطرب الغرناطي بعد أن تتلمذ على يد كبار الموسيقيين آنذاك، منهم أحمد بناني، الحسين بلمكي، وغيرهم. وتخرج على يده العديد من الفنانين، من بينهم الفنانة الأستاذة بهاء روندا.
نال وسام الرضى سنة 1989م، وهو وسام ملكي يمنح للشخصيات الثقافية والسياسية بالمغرب.
أصدر سنة 2013 كتاب توثيقي “الإحاطة في أنغام غرناطة “عن خصوصيات وأساليب وإيقاعات الموسيقى الغرناطية، اشتغل عليه 28 سنة، مدة كان يبحث وينقب في ذاكرات الشيوخ وحفاظ الطرب الغرناطي، حيث وجد صعوبات عديدة اعترضته في سبيل إتمام مشروعه، منها بسبب عدم تفرغه، فكان عليه أن يوفق بين البحث وبين ممارسته للتجارة التي هي مصدر رزقه، وكذلك ندرة المراجع والمصادر بشكل كاد أن يدعوه لليأس. فاعتمد كتاب أساسي في هذا الفن ألفه عام 1904 اليهودي
الجزائزي إدمون نطال يافيل، كما اعتمد على ما كتبه شيخ المادحين والمسمعين المغاربة عبد اللطيف بنمنصور،بالإضافة إلى بعض المخطوطات المحفوظة عند هواة الطرب الغرناطي.
مجموعة نوبة اليوم تكرم هذا الهرم عبر هذه الشذرات من الطرب الغرناطي التي هي من إبداعه وتنسيقه وغنائه أيضًا. وما يزيد المجموعة افتخارًا هو أن كل أعضائها أخذوا أو يأخذون أصول هذا الفن عن هذا الهرم الكبير، وعلى رأسهم إبنه البار الأستاذ طه بيرو الذي يسعى لإكمال مسيرة والده بنفس التوهج والبريق.
حفظ الله شيخنا الحاج أحمد بيرو وأمده بالصحة والعافية، وجزاه عنا وعن كل عشاق هذا الفن الجميل خير الجزاء لما بذل من تضحيات في سبيل إيصال هذه الرسالة
15 окт 2024
