من أجل ما ينفع طالبَ العلم= قولُ سيدنا أبي عبدالله مالك بن أنس رضي الله عنه: "ما تعلمت العلم إلا لنفسي، وما تعلمت ليحتاج الناس إلي، وكذلك كان الناس". اقرأ لنفسك وتعلم لنفسك وأمطْ عنك ذكر الناس ونحِّ عنك أعينهم.
بسم الله الرحمن الرحيم المحاضرة الأولى: طالب العِلم والمُكوِّن الإيماني، للشيخ: عبدالله العجيري.🌿 ملخص الجزء الأول 🌸 المكوِّن الإيماني هو أهم ما يكُون في حياة طالب العلم. 🌸 ينبغي أن يُقحم المُعلِّم والمُربي ما يسمى بعلم السلوك والتزكية في صميم دروسه العلمية اقتداءً بهدي رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه في الاعتناء بمكون الإيمان والتربية عليه. وقد ثبت عن جندب بن عبد الله أنه قال: "كُنا مع النبي ﷺ ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً". •حزاورة: مقاربين للبلوغ. 🌸 كلمة مهمة ومفيدة للدُّعاة والتي تحمل الداعية على عدم تجنب التحدث حول موضوعات معينة تحت وطأة الشعور بالذنب الذاتي: يقول ابن الجوزي رحمه الله: "وقد يُلَبِّس إبليس على الواعظ المحقق فيقول له مثلك لا يعظ وإنما يعظ متيقظ فيحمله على السكوت والانقطاع وذلك من دسائس إبليس لأنه يمنع فعل الخير". •فقد تكون من مداخل الشيطان عليك حرمانك من دعوة نفسك ودعوة غيرك إلى حق تحت وطأة الشعور بالحرج وأنه لا ينبغي أن يَتَخوَّض في هذا الباب إلا من كان متحققًا كاملًا فيه. وعن ثابت قال: "كان الحسن في مجلس فقيل للعلاء: تكلم، فقال: أوهناك أنا! ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته. قال ثابت: فأعجبني قال: ثم تكلم الحسن: وأينا هناك؟! يود الشيطان أنكم أخذتموها عنه فلم يأمر أحدا بخير ولم ينهه عن شر". •قول الحسن (وأينا هناك؟!) يعني بها أن ليس هناك أحد بلغ تلك المرتبة التي تؤهله لتحقيق الكلام في هذه الأبواب لكن الشيطان يتمنى من الإنسان أن يحظى بمثل هذا ولو حظي منه بمقل هذا لما أمر أحد بمعروف ولما نهى عن منكر. - فيعظ الإنسان وإن كان عاصياً، ويقصد أول ما يقصد نفسه ويسعى لصلاحها. إذا لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد 🌸 مُتعين على كل مسلم فهم باب أعمال القلوب. يقول ابن تيمية: "أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونًا بالظن، ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أوليائه المتقين". ويقول: "المجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق، وقد سلك طريقه، وأما متبع الهوى المحض: فهو من يعلم الحق ويعاند عنه. وثَمَّ قسم آخر -وهو غالب الناس- وهو أن يكون له هوًى فيه شُبهة، فتجتمع الشهوة والشُّبهة؛ ولهذا جاء في حديث مُرْسَلٍ عن النبي ﷺ أنه قال: "إن الله يحب البَصَر النَّافِذَ عند وُرُود الشُّبهات، وَيحب العقل الكامِل عند حلول الشهوات" فالمجتهد المحض مغفور له ومأجور، وصاحب الهوى المحض مستوجب للعذاب، وأما المجتهد الاجتهاد المُركب من شبهة وهوى: فهو مُسيء. وهم في ذلك على درجات حسب ما يَغلِب، وبحسب الحسنات الماحية". فتؤكد العبارة أن الكل داخل في إطار هذا الموضوع. يقول الشوكاني: "ولقد رأيت من أهل عصري في هذا عَجَبًا، فإن بعض من جمعني وإياه الطلب لعلوم الاجتهاد يتعصب لبعض المصنفين من قرابته تعصبا مفرطا، حتى إنه إذا سمع من يعترض عليه، أو يستبعد شيئًا قاله اضطرب، وتزبد وجهه، وتغيرت أخلاقه، سواء عليه من اعترض بحق أو بباطل؛ فإنه لا يقبل سمعه في هذا كلامًا، ولا يسمع من نصيح ملامًا ومع هذا فهو بمحل من الإنصاف ومكان من العرفان، قد تحصلت له علوم الاجتهاد تحصلاً قويا، ونظر في الأدلة نظرا مشبعا، وكان صدور مثل هذا منه يحملني في سن الحداثة، وشرخ الشباب على تحرير مباحث أنقض بها رسائل ومسائل من كلام قريبه، قاصدا بذلك إيقاظه، ورده إلى صواب الصواب، وكنت إذا أردت إغضابه أو الانتصاف منه ذكرت بحثا من تلك الأبحاث، أو مسألة من تلك المسائل التي اعترضتها". 🌸 الهوى لا يكون بالضرورة ظاهرًا متجليًّا بل قد يكون خفيًّا. وذكر عدة أمثلة منها: السبق بالدفاع على أحد من المذكورين (ربنا تبارك وتعالى - الأنبياء والصحابة - إمامك) وحسب السبق يتجلى الحُكم بأن قلبك قد سيطر عليه نوع من الهوى أم لا. أو إثنان يأتونك يستفتونك في مسألة معينة وتكون أنت تحب أحدهما أكثر من الآخر فهل يكون لديك تحيز في المسألة العلمية وهكذا تقاس أيضاً مسألة الهوى. 🌸 مسالك الهوى أكثر من أن تُحصى. 🌸 مُحاسبة النفس والتجرد عن الأهواء قضية ضرورية جدًّا في كثير من المقامات العلمية. 🌸أكثر الآفات التي تقع لطالب العلم بسبب اللسان. يقول ابن القيم رحمه الله: "ومن العجب أنّ الإنسان يهون عليه التحفُّظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرّم، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفُّظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجلَ يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلّم بالكلمات من سخط الله، لا يُلقي لها بالًا، يزِلّ بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب! وكم ترى من رجلٍ متورعِّ عن الفواحش والظلم، ولسانه يَفرِي في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول!".
•ألم هذه العبارة أنها تتحدث -على الأقل في التمظهر الاجتماعي- عمن يشار إليه بالدين والزهد والعبادة. حديث: يقول ﷺ: "وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم". 🌸 العلاقة بين العلم والإيمان (علاقة جدلية). ماهي العلاقة الجدلية؟ أن يكون فيها كل طرف من الأطراف مؤثر ومتأثر في آن واحد. فالعلم يؤثر إيجابًا في الإيمان، والإيمان يؤثر إيجابًا في العلم. 🍇 العلم يثمر الإيمان، يقول الله تعالى: ﴿وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ﴾. ويقول تعالى: ﴿إِنَّما يَخشَى اللَّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ﴾. قال الحسن البصري: "كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وهديه وفي لسانه وبصره وبره". قيل لابن المبارك: إلى متى تكتب العلم؟ قال رحمه الله: "لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد". 🌸 العلم يوجِب العمل. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل". 🌸 بمقدار المغامرة التي يدخل بها الإنسان إلى طريق طلب العلم إما أن تعظم فيه مكاسبه أو أن تعظم فيه خسائره -نسأل الله السلامة-، فإما أن يرتفع الإنسان بالعلم إلى مقام رفيع جدًّا في ميزان الشرع أو يكون أول من تُسعر به النار يوم القيامة. قال رسول الله ﷺ : "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم". قيل لإبراهيم بن عيينة: أيُّ الناس أطول ندامة؟ فقال: أما في عاجل الدنيا فصانع المعروف إلى مَن لا يشكره، وأما عند الموت فعالِمٌ مُفَرِّط. قال محمد بن السماك: "كم من شيء إذا لم ينفع لم يضر، ولكن العلم إذا لم ينفع ضرّ". 🍇 الإيمان يُثمر العلم. شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نــــــــــورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي - الإمام الشافعي. قال الكسائي: "صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي؛ فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط! أردت أن أقول:﴿لعلهم يرجعون﴾ فقلت: (لعلهم يرجعين)! قال:فوالله ما اجترأ هارون أن يقول لي :أخطأت ولكنه لما سلمت قال لي: يا كسائي! أي لغة هذه؟ قلت يا أمير المؤمنين! قد يعثر الجواد فقال:أما هذا فنعم "! 🍇 فخلاصة الحديث أن العلم يثمر إيمانًا والإيمان يُثمر علمًا. قال ابن المبارك: "إن الفضيل بن عياض صدق الله، فأجرى الحكمة على لسانه، فالفضيل ممن نفعه علمه". قال مالك بن دينار: "من تعلَّم العلم للعمل كَسَره علمه، ومن طلبه لغير العمل زاده فخرًا". - تم الجزء الأول ولله الحمد🍃
بسم الله الرحمن الرحيم المحاضرة الأولى: طالب العِلم والمُكوِّن الإيماني، للشيخ: عبدالله العجيري.🌿 ملخص الجزء الثاني 🌸 ثمرات الاهتمام بالجانب الإيماني في العلم: ١/ الإيمان يعين على إيجاد الباعث والمحرك للإقبال على هذا الطريق ويحفزه على مجاوزه المشاق في طريق طلب العلم والثبات عليه. ٢/ ضمان بوصلة النية لطالب العلم. •المعادلة المتعلقة بطلب العلم الشرعي معادلة صفرية إما أن تثاب عليه (لو جعلته خالصًا لله تعالى) أو تعاقب عليه (لو كان هناك خلل في مسألة الإخلاص). قال رسول الله ﷺ: "من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يُماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم". وقال عليه الصلاة والسلام: "من تعلم عِلمًا مما يُبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عَرَضًا من الدنيا، لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة". "أمارة النجابة طلب العلم للعمل به". - ابن الجوزي رحمه الله. قال السلف: "طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله". •معنى ذلك أنهم كانوا يحبون العلم بمُقتضى الفطرة السليمة للإنسان في محبة المعروف، والعلم معروف. فهُم لم يتعلموا العلم للرياء ولكن تعلموه بمقتضى فطرتهم؛ فكان ثوابات ذلك -إذا كان مُحبًّا للحسن عاملًا له- إما زيادة فيها وفي أمثالها فيتنعم بها في الدنيا (أي: العلم)، أو قد يُثيب الله الإنسان بأن يجعله يعمل بتلك الحسنات لمرضاته فيدخله لأجل ذلك الجنة. » فالمعادلة التي تحصل أن الإنسان بفطرته السليمة يحب العلم فإذا بدأ في طلبه أدرك أن أحد العبوديات التي يُتقرب بها إلى الله عز وجل طلب العلم فتحصل له النية بعد ذلك. في تحقيق مقام الإخلاص في المقام العلمي: قال الإمام الشافعي "وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إلي منه شيء". 🌸 الذي يتحقق فيه رتبة الإخلاص لله عز وجل في طلب العلم يتخلق بأخلاق طلبة العلم فلا ينسب العلم لنفسه ويكثر الحمد لمن علمه. 🌸 بمقدار مراعاتك للمكون الإيماني ستكون حساسًا في مسألة الإخلاص وهي مسألة في غاية الأهمية بالنسبة لطالب العلم. 🌸 إذا ضمُر الإيمان في القلب نتجت عنها مخاطر وتشوهات منها: ١/ أن يوظف طالب العلم العلم للانتصار لنفسه دون إرادة الحق أو الإذعان له فلا يرضخ للحق ولا يتراجع عن خطأ ارتكبه أو قاله. ٢/ أن يصير إقباله على المسائل الدينية الشرعية التي يتحقق له بها نوع من المباهاة والمُفاخرة. 🌸 الاعتراف بالخطأ لا يقلل من مقام الإنسان بل عكس ما تتصوره الطبيعة البشرية فإنها تكسبه أجمل الذكر. - تم الجزء الثاني ولله الحمد🍃
فوائد: * قال ابن تيمية: المجتهد الاجتهاد العلمي المحض هو الذي ليس له غرض سوا الحق وقد سلك طريقه، ومتبع الهوا المحض هو من يعلم الحق ويعارض عنه، قسم آخر هو عامة الناس هو ان يكون له هوا فيه شبهة فتجتمع الشبهة مع الهوا. المجهد مغفور له مأجور، ومتبع الهوا فهو مستحق للعذاب، والصنف الثالث فهم على درجات. * قال ابن القيم: ترى الرجل يشار اليه بالدين والزهد والعبادة ولسانه يفري في اعراض الأحياء والأموات لا يبالي بما يقول. * معاصي اللسان فاكهة الانسان كالغيبة والنميمة والتفاخر، ومن أسباب ذلك سهولة حركة اللسان، لذلك هو من أكبر بوابات الدخول الى النار. * علاقة العلم والايمان طردية بحيث إذا زاد العلم زاد الايمان، والايمان هو من ثمرات العلم. * ذنب العالم الذي تلعب به الدنيا اي الذي لا يعمل بعلمه كذنب اليهود. * لحظة التخلي عن الموقف الذاتي في مناظرة او نحوها له ارتياح وبهجة نفسية إضافة الى الذكر الحسن بين الناس.
بسم الله / نادى إثمار متأخرة لكن الحمدلله تلخيص الجزء الأول من البداية حتى الدقيقة 1:00:0 • الترجمة الأولى بوب لها الإمام الذهبى بعنوان: الشهيد محمد بن احمد السهلن الرملى ( يعرف بابن النابلسى) - أول ما يلفت النظر هنا كلمة الشهيد - من يقرأ فى السير يهرف أن الإمام الذهبى يكثف حكمه الجملى على هذا العالم ( سيتم نقل الترجمتين كما هما حتى يدرك الإنسان القضايا المدخلية المناسبة للدلوف إلى مكون القضايا للعلوم الإيمانية) / الترجمة الثانية لأبى حنيفة بن النعمان بن محمد بن منصور المغربى عند الوقوف إلى الترمة الأولى و الثانية نجد فرق رهيب و عتدما نتأمل ذلك نجد أن هذا الفرق يعود إلى طبيعة المكون الإيمانى / يجب أن يدرك الإنسان أهمية المكون الإيمانى لطالب العلم / تعلم الإيمان: يدخل بتعلم السلوك و التزكية / عندما يتكلم علماء الإسلام فى المكون الأيمانى يشعرون بالحرج - يؤدون زكاة أحوالهم /يقول ابن الجوزى: و قد يلبس إبليس على الواعظ و المحقق مثلك لا يعظ و إنما يعظ متيقظا فيحمله على السقوك و الانقطاع فذلك من دسائس إبايس لأنه يمنع فعل الخير - الفائدة: أن يكون مداخل الشيطان عليك حرمانك من دعوة نفسك أو دعوة غيرك إلى حق و أنه لا يجب أن يتوطأ من باب الحرج و ألا يتوطأ فيه إلا من كان كاملا متحقاا فيه / أحد القضايا الأساسية التى يتاج ألى أن اليدؤكها الإنسان فى تعلم المكون الإيمانى الحديث عن أعمال القلوب و أمراض القلوب و أن الكل متعين عليه التعلم من فقه هذا الباب - يقول ابن تيمية: إن الرجل العظيم فى العلم و الدين من الصحابة و التابعين و من بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت و غيره - قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي إتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين / مسالك الهوى قد تكون خفية جدا و عدم التفطن له يجعل مواجهته صعبة / ضرورة محاسبة و مراجعة النفس فى كثير من المقامات العلمية / أكثر الآفات التى تدخل على طالب العلم تدخل عن طريق اللسان / بمقدار المغامرة التى يدخل بها الإنسان تعظم مكاسبة و او خسائره / عندما يدخل الإنسان فى العلم يدخل مغامرة كبيرة جدا / لا يطلق لقب على عالم إلا على إنسان ملتزم بعلمه / العلم إذا لم ينفعك ضرك / العلم يثمر فى النفس إيمانا / ما أثر الإيمان على العلم ؟ كلما ازداد الإنسان و ثمر و كثر الحالة الإيمانية فى نفسه ينعكس إيجابا على حياته العلمية / الخطايا و الذنوب تنسى الإنسان العلم من الدقيقة 1:00:00 إلى النهاية / إذا طالب العلم أحاديثه لم تجمع من أحاديث شعبة سفيان و مالك و حماد بن زيد و سفيان بن عيينة يكون فقسؤ فى الأحاديث / ما هى الثمرات التى يجنيها الإنسان على مسيرته العلمية متى كثر و احتثى و عمل بقضية الإيمان ؟ - من أهم المحركات التى تدفعه لطلب العلم هو مقدار وجود ذلك الإيمان فى نفسه - أنه ضمان لبوصلته الإيمانية / الغم بالغمر إذا أخلص العبد النية لله عز و جل فى طلب العلم فقد تحقق بأعظم العبوديات / الحذر من العجب داخل النفس / من أعجي النماذج التى مرت فى تاريخ الإسلام فيما يتعلق بتحقيق المقامات الإخلاص فى المقام العلمى الإمام الشافعى رضى الله عنه و له عبارة خاصة عجيبة ، يقول الشافعى: "وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليه منه شيء" و فى رواية أخرى: "وددت أن كل علم اعلمه تعلمه الناس أؤجر عليه و لا يحمدونى"
تلخيص: طالب العلم والمكون الإيماني ١ للشيخ: عبد الله العجيري بسم الله الرحمن الرحيم.. ١- ليدرك طالب العلم أهمية المكون الإيماني في حياته؛ عليه أن يتأمل الفرق بين عالمين كانا على عهد جوهر الصقلي ودولة بني عبيد، ترجم لهما الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء، ترجمة أولهما كالنور والأخر كالظلمة! وهما: الشهيد محمد بن أحمد بن سهل الرملي، الإمام القدوة المعروف بأبو بكر ابن النابلسي، سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة ثم سلخوه. والعلامة المارق قاضي الدولة العبيدية أبو حنيفة النعمان بن محمد المنصور المغربي، ارتد من المالكية إلى الباطنية، وانسلخ من الإسلام، ونافق الدولة؛ بل وافقهم، فكان علمه وبال عليه. فانظر إلى أثر المكون الإيماني، عند حضوره في الأول جعله يثبت وينطق بكلمة الشجاعة، وعند غيابه في الأخر جعله ينافق الدولة ويوافقهم ويرتد إلى الباطنية بعد الإسلام! ٢- عند التحدث عن ملفات السلوك والملفات الإيمانية التزكوية؛ لا يجب أن يكون الحديث في إطار وعظي فقط، بل ينبغي أن يُقحم هذا الحديث في صميم الدرس العلمي، ومما يتلمسه الإنسان في تربية النبي ﷺ لصحابته مدى حضور مكون الإيمان في نمط تربيته ﷺ، فهو ليس حديثًا ترفيًا أو عارضًا أو هامشيًا أو تكميليًا؛ بل أساسيًا ومركزيًا. ٣- على الداعي عدم تجنب موضوعات معينة تحت وطأة الشعور بالذنب الذاتي، فقد يكون من مداخل الشيطان عليك حرمانك من دعوة نفسك ودعوة غيرك إلى الحق تحت وطأة الشعور بالحرج! -يقول ابن الجوزي رحمه الله: "وقد يلبس إبليس على الواعظ المحقق فيقول له: مثلك لا يعظ وإنما يعظ متيقظ. فيحمله على السكوت والانقطاع، وذلك من دسائس إبليس لأنه يمنع فعل الخير. وعن ثابت قال: كان الحسن البصري في مجلس، فقيل للعلاء: تكلم، فقال: أوهناك أنا! ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته، قال ثابت: فأعجبني، قال: ثم تكلم الحسن: وأينا هناك؟ يود الشيطان أنكم أخذتموها عنه، فلم يأمر أحدًا بخير، ولم ينهه عن شر." ٤- كل مسلم متعين عليه أن يتعلم فقه باب أعمال القلوب، وأمراضه، وينمي مكون الإيمان عنده. -يقول ابن تيمية رحمه الله: "إن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة وأهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونًا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي إتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين. فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق، وقد سلك طريقه. وأما متبع الهوى المحض: فهو من يعلم الحق ويعاند عنه. وثم قسم آخر وهو غالب الناس وهو أن يكون له هوى فيه شبهة، فتجتمع الشهوة والشبهة؛ ولهذا جاء في حديث مرسل عن النبي ﷺ أنه قال: "إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات" فالمجتهد المحض مغفور له ومأجور، وصاحب الهوى المحض مستوجب للعذاب، وأما المجتهد الاجتهاد المركب من شبهة وهوى: فهو مسيء. وهم في ذلك على درجات حسب ما يغلب، وبحسب الحسنات الماحية." ٥- جزء من المأزق الكبير في صراعنا مع الهوى أن مسالك الهوى قد تكون خفية جدًا، فالإنسان في هذه الحياة الدنيا إما أن يكون قاصدًا متابعًا للحق، أو واقعًا في شرك من شِراك الهوى، والهوى لا يكون في كثير من تجلياته ظاهرًا، ففي بعض الأحيان يدرك الإنسان أن بداخله هوى فيستطيع تجنب نزغاته ويؤجر على ذلك، لكن الإشكال أنه في كثير الأحيان تدخل علينا النوازع من قِبل الأهواء الخفية التي لا نتفطن لها، وهذا يجعل معركتنا معها أصعب، فقد يتسبب هذا في أن يقرر الشخص تقريرات في المجال العلمي على خلاف الحق من غير أن يدرك أنها نزعة من نزعات الهوى، وهنا يكون ضروري على الإنسان ألا يغفل عن محاسبة ومراجعة نفسه بطريقة معمقة. ->راجع: القائد إلى تصحيح العقائد، المقدمة، إشكالية تعامل النفوس البشرية مع الهوى، للمعلمي اليماني رحمه الله. ٦- من الواجبات الشرعية أنه لا بد أن يرتب الإنسان محابه وتفاعلاته في غضبه للناس بحسب رتبهم الدينية، فغضبك للرسول ﷺ لن يكون كغضبك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وغضبك لعمر لن يكون كغضبك لإمامك! ٧- هناك تدرجات متعلقة بقضية الهوى، فمثلا: هواك في استحسان وجه دلالة لمسألة معينة لا يتساوى مع استحسانها إذا لم تُسبق إليها، فإذا حدث شيء يخدش صحة هذه الدلالة، قد يحملك هواك على تمني عدم صحة هذا الخادش، فإذا ظهر هذا الخادش بعد نشرك هذه الدلالة للناس؛ يُصعِّب عليك هواك التراجع عنها، فإذا لم تتفطن له؛ بل فُطِّنت إليه، يزداد الأمر صعوبة، فإذا كان من رد عليك ممن تبغضه؛ يزداد صعوبة أكثر فأكثر، وهكذا، لذا لا يسعك إلا أن تراقب نفسك وتحاسبها وتطهرها من أهوائها أولًا بأول. ٨- أكثر الآفات التي تدخل على طلاب العلم، تدخل عليهم عبر اللسان! يقول ابن القيم رحمه الله: "معاصي اللسان فاكهة الإنسان." احفظ لسانك أن تقول فتبتلى *** إن البلاء موكل بالمنطق! ٩- يقول ابن تيمية رحمه الله: "فإن الخير كله أصله وفصله منحصر في العلم والإيمان" فما العلاقة الرابطة بين العلم والإيمان؟ هي علاقة جدلية؛ فالعلم يؤثر إيجابًا في الإيمان، وكذلك الإيمان يؤثر إيجابًا في العلم، فكليهما مؤثر ومتأثر بالأخر، فالإيمان يثمر علمًا، والعلم يثمر إيمانًا. -قال ابن المبارك: "إن الفضيل بن عياض صدق الله؛ فأجرى الحكمة على لسانه، فالفضيل ممن نفعه علمه" ١٠- ذكر معروف الكرخي في مجلس أحمد بن حنبل رحمه الله، فقال رجل ممن حضر: حسبك من معروف أنه قصير العلم. فقال له أحمد: أمسك عافاك الله، وهل يُراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف؟! ١١- العلم يثمر حالة عملية إيمانية، يقول عبد الله بن المبارك: "عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة"، وروى عنه أنه قيل له: إلى متى تكتب العلم؟ فقال: "لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد" وهذا يكشف أن أثناء طلبه للعلم عينه دائمًا على الأثر الإيماني. ١٢- نُقل عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وعن غير واحد من السلف أنهم قالوا: "هتف العلم بالعمل، فإن أجابه؛ وإلا ارتحل". ١٣- من لم تحقق فيه ثمرة العلم يقع منه ندم كبير عند لحظة الموت، فذنبه من جنس ذنب يهود! -قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "إني لأرحم ثلاثة: عزيز قوم ذل، وغني قوم افتقر، وعالما تلعب به الدنيا". يتبع في الردود..
١٤- مما يجب أن يعيه طالب العلم: أن هذا الباب محكوم بسنة الله في هذا الكون، بقاعدة يسميها العلماء: (الغُنم بالغرم)، قانون الربح والخسارة، متلازمة قول النبي ﷺ: "الخراج بالضمان"، فبمقدار المغامرة التي يدخل فيها الإنسان تعظم مكاسبه أو تعظم خسائره، ولأن المكتسبات من العلم عظيمة جدًا؛ فكذلك خسائره، فهي معادلة صفرية، إما أن يرتفع الإنسان بالعلم لمنزلة رفيعة جدًا في ميزان الشرع، أو يكون من أول من تسعر بهم النار يوم القيامة؛ فالعلم إذا لم ينفعك ضرك. ١٥- ليس في وعي السلف الفرق الذي في وعيينا اليوم بين العلم والإيمان! عن هرم بن حيان قال: إياكم والعالم الفاسق. فبلغ هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكتب إليه وأشفق منها: ما العالم الفاسق؟ فكتب إليه هرم: والله يا أمير المؤمنين ما أردت به إلا الخير، يكون إمامًا يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشتبه على الناس فيضلوا" فعلق الذهبي رحمه الله على هذا الأثر: إنما أنكر عليه عمر أنهم لم يكونوا يعدون العالم عالمًا إلا من عمل بعلمه. ١٦- كلما أحسن الإنسان التعاطي مع القضايا الإيمانية ينعكس هذا إيجابيًا على تحصيله للعلم. -عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها"، وقال مالك بن دينار رحمه الله: "إذا تعلم العبد العلم ليعمل به كسره علمه، وإذا تعلم العلم لغير العمل زاده فخرًا". ١٧- حقيقة العلم التي يجب أن يتصورها طالبه طوال مسيرته العلمية: أنه لن ينتفع بشيء من علمه حتى يتقي ربه، فالعلم ليس بالكثرة وإنما هو نور يقذفه الله في القلب. ١٨- هناك مكتسبين يتحصل عليهما طالب العلم من تنمية المكون الإيماني في مسيرته: أ. أن الذي يسهل على طالب العلم ويحركه لمواصلة مشوار الطلب والثبات عليه هو مقدار وجود الإيمان في نفسه، واستشعاره له، فيحفزه على تجاوز المشاق الحاصلة له في هذا الطريق. ب. أنه ضمان لبوصلة النية والإخلاص بالنسبة لطالب العلم. ١٩- قال الذهبي رحمه الله: "كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولًا لا لله، وحصلوه، ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق"، وقال غير واحد من السلف: "طلبنا هذا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله". ولابن تيمية رحمه الله تأصيل لهذه القضية، فيقول: وهذه الأمور التي تحبها النفوس والقلوب بفطرتها هي المعروف، والتي تبغضها هي المنكر، فإن المعروف هو إحساس مع محبة، والإنكار إحساس مع بغضة. فأما ما لم يُحَسّ بحال فلا يُعرف ولا ينكر، وما لا يُحب ولا يبغض بحال فلا يُعرف ولا ينكر. وإذا حُدِّث الرجل بحديث فأنكره لجهله فإنه أنكر ما لا أحبه سمعُه، وكذلك الحديث المنكر عند أهل الحديث هو ما لم يسمعوه فيحبوه لصحته وصدقه، فإذا سمعوه بذلك أنكروه بعد إحساسه، والمقصود هنا أن محبة هذه الأمور الحسنة ليس مذمومًا بل محمودًا، ومن فعل هذه الأمور لأجل هذه المحبة لم يكن مذمومًا ولا معاقبًا، ولا يُقال إن هذا عمله لغير الله، فيكون بمنزلة المرائي والمشرك، فذاك هو الشرك المذموم. وأما من فعلها لمجرد المحبة الفطرية فليس بمشرك ولا هو أيضًا متقربًا بها إلى الله، حتى يستحق عليها ثواب من عمل لله وعبده، بل قد يثيبه عليها بأنواع من الثواب: إما بزيادة فيها في أمثالها، فيتنعَّم بذلك في الدنيا، ولهذا كان الكافر يُجزى على حسناته في الدنيا وإن لم يتقرب بها إلى الله، ولو كان فِعلُ كل حَسَن إذا لم يُفعل لله مذمومًا يستحق به صاحبه العقاب لما أُطعم الكافر بحسناته في الدنيا إذا كانت تكون سيئات لا حسنات، وإذا كان قد يتنعَّم بها في الدنيا ويُطعم بها في الدنيا، فقد يكون من فوائد هذه الحسنات ونتيجتها وثوابها في الدنيا أن يهديه الله إلى أن يتقرب بها إليه، فيكون له عليها أعظم الثواب في الآخرة". ولإزالة الإشكال وحتى لا يُظن بأن قول السلف لهذه العبارة على سبيل الرياء، انظر لدقة محاسبتهم أنفسهم، فعن أيوب العطار: أنه سمع بشرًا يقول: حدثنا حماد بن زيد.. ثم قال: أستغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء. -يقول الذهبي رحمه الله: "ثمرة المحنة المحمودة أنها ترفع العبد عند المؤمنين، وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ويعفُ الله عن كثير، ومن يرد الله به خيرًا يصب منه". يتبع في الردود..
٢٠- من أعظم البركات التي تحصل للعالم لحظة إخلاصه لله تعالى هو نشر علمه بين الخلائق. -يقول الذهبي رحمه الله في ترجمته لأبي إسحاق الشيرازي رحمه الله: "وبحسن نيته في العلم اشتهرت تصانيفه في الدنيا". ٢١- الذي تتحقق فيه رتبة الإخلاص لله عز وجل في طلب العلم يتخلق بأخلاق طلبة العلم. ٢٢- كان الخليل ابن أحمد الفراهيدي إذا فاد إنسانًا شيئًا لم يُرِّهِ بأنه أفاده، وإن استفاد من إنسان شيئًا أراه بأنه استفاده منه. ٢٣- يظهر أثر الإيمان في فتوى العالم واختياراته في المسائل الشرعية! ٢٤- التشوهات العلمية التي تحصل لطالب العلم متى ما ضمر في نفسه المكون الإيماني: أن يوظف طالب العلمِ العلمَ للانتصار لنفسه دون إرادة الحق أو الإذعان له، فيصعب عليه التراجع عن قوله إذا استبان له الحق في قول الطرف المقابل. ٢٥- الواقع يقول أنك إذا انتصرت على نفسك واعترفت بخطئك ورجعت للحق يحصل لك مع الاطمئنان والارتياح النفسي وشعور التقرب إلى الله عز وجل، الذكر الحسن بين الناس! -ومما قاله ابن حزم في هذا الأمر: "واعلم أن هذا الفعل يكسبك أجمل الذكر مع تحليك بالإنصاف الذي لا شيء يعدله. ولا يكن غرضك أن توهم نفسك أنك غالب أو توهم من حضرك ممن يغتر بك ويثق بحكمك أنك غالب وأنت بالحقيقة مغلوب، فتكون خسيسًا وضيعًا جدًا، وسخيفًا البتة، وساقط الهمة، بمنزلة من يوهم نفسه أنه ملك مُطاع وهو شقي منحوس، أو في نصاب من يقال له أنك أبيض مليح وهو أسود مشوه، فيحصل مسخرة ومهزأة عند أهل العقول الذين قضاؤهم هو الحق". ->راجع: أدب الطلب ومنتهى الأرب للشوكاني. ٢٦- يقول ابن العربي في كتابه أحكام القرأن: "أخبرني محمد بن قاسم العثماني غير مرة: وصلت الفسطاط مرة، فجئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري، وحضرت كلامه على الناس، فكان مما قال في أول مجلس جلست إليه: إن النبي ﷺ طلق وظاهر وآلى، فلما خرج تبعته حتى بلغت معه إلى منزله في جماعة، فجلس معنا في الدهليز، وعرفهم أمري، فإنه رأى إشارة الغربة ولم يعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه، فلما انفض عنه أكثرهم قال لي: أراك غريبًا، هل لك من كلام؟ قلت: نعم. فقال لجلسائه: أفرجوا له عن كلامه. فقاموا وبقيت وحدي معه. فقلت له: حضرتُ المجلس اليوم متبركًا بك، وسمعتك تقول: آلى رسول الله ﷺ وصدقت، وطلق رسول الله ﷺ وصدقت، وقلت: وظاهر رسول الله ﷺ وهذا لم يكن، ولا يصح أن يكون؛ لأن الظهار منكر من القول وزورًا، وذلك لا يجوز أن يقع من النبي ﷺ. فضمني إلى نفسه وقبل رأسي، وقال لي: أنا تائب من ذلك، جزاك الله عني من معلم خيرًا. ثم انقلبت عنه، وبكرت إلى مجلسه في اليوم الثاني، فألفيته قد سبقني إلى الجامع، وجلس على المنبر، فلما دخلت من باب الجامع ورآني نادى بأعلى صوته: مرحبا بمعلمي، أفسحوا لمعلمي، فتطاولت الأعناق إلي، وحدقت الأبصار نحوي، وتعرفني يا أبا بكر -يشير إلى عظيم حيائه، فإنه كان إذا سلم عليه أحد أو فاجأه خجل لعظيم حيائه، واحمر حتى كأن وجهه طلي بجلنار- قال: وتبادر الناس إلي يرفعونني على الأيدي ويتدافعوني حتى بلغت المنبر، وأنا لعظم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض، والجامع غاص بأهله، وأسال الحياء بدني عرقًا، وأقبل الشيخ على الخلق، فقال لهم: أنا معلمكم، وهذا معلمي؛ لما كان بالأمس قلت لكم: آلى رسول الله ﷺ وطلق، وظاهر؛ فما كان أحد منكم فقه عني ولا رد علي، فاتبعني إلى منزلي، وقال لي كذا وكذا؛ وأعاد ما جرى بيني وبينه، وأنا تائب عن قولي بالأمس، وراجع عنه إلى الحق، فمن سمعه ممن حضر فلا يعول عليه، ومن غاب فليبلغه من حضر، فجزاه الله خيرًا، وجعل يحفل في الدعاء، والخلق يؤمنون. ثم يُعلق ابن العربي رحمه الله: فانظروا رحمكم الله إلى هذا الدين المتين، والاعتراف بالعلم لأهله على رءوس الملإ من رجل ظهرت رياسته، واشتهرت نفاسته، لغريب مجهول العين لا يعرف من ولا من أين، فاقتدوا به ترشدوا. تم بحمد الله ٣ صفر ١٤٤٦هـ
اللهم هب لي حكماً وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين واجعلني!من ورثة النعيم ولا تُخزني يوم يُبعثون يوم لاينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
At 15:36 the Shiekh mentioned a book biladu shinqidi and he also mentioned a scholar Mohamed waliyuAllah nadwi couldn’t find both the book or the scholar in google. I’ll appreciate if someone could help. JazakaAllah kheyr.
إنما جماع ذلك كله في التقوى (فاتقوا الله ما استطعتم) وأن يكون منطلق المرء من عبادة حقيقة ومعنى لا هوى . العامل على التفريق والبصيرة بين مسالك النفس وبين إرادة العبادة إبتداءً ومنتهى وهذا أيضاً لا يحصل إلا بالتقوى (..إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً..) فالمدار على التقوى ، تعظيم الله وتعظيم أمره اللهم أعنا على الإستجابة لك
