إن مقاربة الفكر الأخلاقي المغربي هو موضوع يندرج ضمن الإطار العام لمقاربة الفكر الإسلامي عموما، فالأخلاق والقيم حاضرة في كل شيء، تنظيرا وممارسة، ولا يخفى ما للقيم من أهمية في حياة البشر أفرادا وجماعات وأقواما، في تصرفاتهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم. يتجلى حضورها في جميع مجالات الحياة؛ الأسرية منها أو الروحية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية أو السياسية، وأيضا في الميادين العلمية والفكرية، بل والفطرية والشعورية. إن القيم هي التي تمكن الأفراد من البطولات والزعامات والسلوكات المتزنة المحمودة، كما تمكن المجتمعات من الرقي والتقدم، باعتبار هذه القيم من مرتكزات الحضارة الإنسانية. كل تلك العناصر نجد صداها في تاريخ المغرب الذي حفل بكم هائل من الوقائع والأحداث والعلاقات والتفاصيل، فقد لعب دورا بطوليا في الماضي والحاضر، ومن ضمنها محطات انعطافية شكلت تحولات جذرية في المجتمع وقادته إلى اختيارات جديدة ومن ثم تحقيق مخرجات حضارية وعمرانية عبّرت عن هويته وطبيعة منظومته الأخلاقية.
7 сен 2024