أشد من السليمان بمراحل لكنه أعلم أيضا بمراحل، حتى قدم في العلم بأحوال الرجال على الشيخ أحمد شاكر وأحمد الصديق الغماري وكان متمكنا في علوم الآلة وفي الفروع بحيث لا يقاس بالسليمان، فالحاصل أن الإمام المعلمي كان يرد على عالم من العلماء وإن كان جهميا، فاوجب له ما معه من العلم من الاحترام ما لا يستحقه السليمان فالمعلمي كان يتكلم مع عالم وانت تتكلم مع جاهل فمع غروره واعتداده بنفسه يزيده احترامك له غرورا. زادك الله أدبا وحكمة
أوافقك على كلامك وأفكاره، وأختلف معك في الإنكار على نوع التّأدّب الّذي يستعمله الشّيخ أبو الفضل. لقد أنكرت بلطف على الشّيخ أبي الفضل استخدامه لكلمة "فضيلة" في تعبير "فضيلة الشيخ" عند الإشارة إلى المتصابي فاقد العدالة لندنيّة. ولكن لم أنكر عليه استخدام لفظ "شيخ" مثلًا، بالرّغم من أنّي ممّن يظهرون الكراهية والاحتقان دائمًا لرؤوس الحدّاديّة. ولم أجد في كلام الشّيخ أبي الفضل ما أنكره في كلامه عن مو طعن الدين السليمان (ولاحظ كيف أسمّيه، فأنا أبغض أن أعطيه اسم نبيّنا صلى الله عليه وسلم وأعطيه كنية لاعب الكرة مو صلاح، مع ما يليق به من كنية طعن الدين). في المقابل، أنكرت سابقًا على الأخ عابر السبيل تسميته لمو طعن الدين بلقب "الأخ" وغيرها ممّا رأيته احترامًا مبتذلًا غير لائق برؤوس الحدّاديّة. فأنا أؤمن بأهمّيّة إنزال النّاس منازلهم، كما أخبرت أمّنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها عن الرّسول صلى الله عليه وسلم. ومعلوم أنّ السّفهاء تكون منازلهم سفليّة. لكن أسلوب الشّيخ أبي الفضل عامّةً ليس فيه ما يمكن الإنكار عليه. فأسلوبه فيه تأدّب، نعم، ولكنّه ليس تأدّبًا مبتذلًا أو زائدًا عن اللائق. أيضًا بقيّة كلام وأسلوب الشّيخ أبي الفضل موضوعيّ متناسق مع كلمات التّأدّب. وليس مثل ما يقوم به بعض صغار الدّعاة من تأدّب زائد أو مبتذل في بعض المواضع ثمّ انتصار لأنفسهم واستفزاز للخصوم السفيهة في مواضع أخرى. يعني الواحد منّا لن ينكر على الشّاب الدّاعية استفزازه أو إهانته لسفيه زنديق، ولكن كما نقول: ارسَ على برّ! هل نيّتك التّأدّب أم التّحقير؟ مثال آخر من التّأدّب المبتذل جدًّا كان سلوك الأخ زين خير الله -- هداه الله -- مع لندنيّة، توقير مؤسف مبتذل، وأنزله منزل والده وإلى آخره. والآن انظر إلى سلوك زين خير الله في الكلام عن لندنيّة. باختصار، أمثلة الاحترام المبتذل الّذي يُنكَرُ عليه موجودة، وأغلبها من أصاغر الدّعوة (سنًّا). ولكنّي لا أرى أنّ أسلوب الشّيخ أبي الفضل يمكن الإنكار عليه، لأنّه فيه اعتدال ورزانة ومتناسق مع بعضه البعض، وخاصّةً لأنّ الشّيخ أبي الفضل على ثغر عظيم بهذا الأسلوب في الرّدّ على الحدّاديّة، وهو ثغر الرّدود العلميّة الخالصة في موضوعيّتها وهدوئها والتّأدّب بلا زيادة. وحتّى الشّيخ الحبيب أبو عمر الباحث سخر من مو طعن الدين السليمان في بعض ردوده العلمية على الحدّاديّة (وطبعًا شفى صدورنا وأحسن فلا نستطيع أن ننكر عليه). فنحن لم يتبقّى لنا من الدّعاة الّذين يردّون بردود علميّة بالفعل على الحدّاديّة وبدون أيّ إساءة إلّا الشّيخ أبو الفضل فيما أعلم. فأسأل الله أن يعينه ويثبّته على ما هو عليه لأنّه بالفعل وحده فيما أعلم على هذا الأسلوب المحدّد والنّوع المعيّن من الرّدود على الحدّاديّة. وأنا أعلم أنّ الأمر عسير عليه، لأنّه يغار على علمائنا كما نغار عليهم. لذا فعلينا ألّا ننكر عليه، بل ندعمه ونؤيّده ونشجّعه على ما هو عليه. ولهذا اهتممت بهذا التّعليق وكتبت ردًّا طويلًا عليه.
@@مهاجر-في-الغربة جزاكم الله خير الجزاء وبارك الله فيكم وأسأل الله تعالى أن يغفر لي ما لا تعلمون وأن يجعلني خيرا مما تظنون وأن لا يؤاخذني بما تقولون نسأل الله الستر والعافية