اللي فهمته منه أنه يريدنا أن ندخل في ما يسمى الحداثة بعنف، حتى لو مزق سياج الحداثة جلودنا وأظهر سوءاتنا وقطع تراثنا، أهم شيء نكون كما هم الآخرين. هذه خطة فاشلة وأسهل السقي التشريع، ما هكذا تورد الإبل يا سعد.
قراءة الكوبرنيكية قراءة غربية من داخل الوجدان الغربي ونقلها إلينا لا يصح، فإن جرحت الكوبرنيكية نرجسية الغربي لا يلزم انجراحنا معهم، وجدان الأفراد ومعارفهم وتراثهم شديد الاختلاف، فكيف بوجدان ومعارف وتراث الأمم. ولهم في أصولهم الفلسفية والدينية واللغوية إيحاءات لهذه المركزية النرجسية، ففي لغتهم يكثرون من "أنا" عند التعبير عن النفس، وفي المنطق الأصل الجوهر والموضوع ويحمل عليهما، وفي الفلسفة الذات هو الأصل مقابل الموضوع، وفي التراث المسيحي الىهودي كذلك إشارات لهذه المركزية. فهذه تجربتهم. أما في الإسلام والعربية، فلا يصح ان ننقل تجاربهم وثوراتهم لأن لنا مسار آخر مختلف.