مثال على جلال مشهد الختام في قراءة اللحن المفسّر لهذه الكلمات الخالدة
تجمع أم كلثوم في شدوها الرفيع لهذا البيت هنا بين الإبستما والديانويا فإن كانت الأولى تعرّفا مباشرا يُعتَمد عليه ولا يُصبح بعده للبحث من داعٍ فالثانية نتيجة استدلال وتحليل وتفعل أم كلثوم هذا بين الغناء والتشخيص ولا أحد على مسارح الدنيا بمعنى لا أحد إطلاقا يحمل كُليّة هذا التفسير كما تفعله أم كلثوم وانظروا لما تفعل برأسها ويديها مع غنائها في نعم أنا مشتاق وعندي لوعة الأولى ثم الآهة القصيرة الرابطة بين صدر البيت وإعادته ثم الآهة الثانية والإعادة الأخرى المكررة وانظروا الفرق بين الآهتين غناء وتشخيصا وانظروا التأكيد في الآهة الثانية الذي يظهر أوضح من الآهة الأولى مع بسط يديها أكثر وإطالة أنا التي سبقتها كأنها تمهّد لها من بعيد ثم السكوت عند لوعة الأخيرة لتنطلق في استجماع بأس لا يُذاع التي أطالتها في جمال ووقار مدهشيْن بغرض الحشد للقفلة المتدرجة في له سرّ وقبلها ولكنّ مثلي التي تنضح بالعنفوان في نون لكنّ المضعّفة وفي حركتي اليدين المتتاليتين إلى الأمام مع حركة الرأس في مثلي وهو عنفوان مشوب مع ما يقتضيه البيت من أثر لفظ مشتاق فيه ثم انظروا له سرّ التي استرقت فيها بسمة خفيفة اغتصبتها مضطرة لتعطي الجمهور في مشهد النهاية ما ينتظره قبل إسدال الستار من احتضان المحبة والامتنان إلا أن الجلال سرعان ما فرض نفسه ثانيةً حتى التزمت بيديها مرفوعتين إلى سَحْرها مضمومتين تحت عنقها وهنا نسيت مجاملة الجمهور تماما حتى يقف المشهد عند هذا الجلال وأخيرا لن ننسى الاستحكام والاستطاعة المذهلة في تصوير اللوعة بنُطق لفظ لوعة بهذا النحو الفريد العالي
أم كلثوم هي ديوان إنشادنا وغنائنا الذي لا يعيبه نقص ولا غرو ولعلها مطربة الضاد الوحيدة التي تستدعي في غنائها أفلاطون وشيلر وجوته والتوحيدي والسرخسي وعظماء غيرهم
14 окт 2024