لازم اليُسر أحكام الشريعة كلّها، ومنها الصلاة، ومن مظاهر اليُسر فيها: شُرِعت الصلاة بهيئةٍ وطريقةٍ لا يعجز عن أدائها أحد، فهي مُيسّرةٌ لكلّ شخص. التخفيف في عددها؛ إذ شُرعت أوّل الأمر خمسين، ثمّ خُفِّفت إلى خمسٍ في اليوم والليلة. تشريع قَصْر الصلاة في السفر، وجَمْعها؛ للحاجة المُستدعية له، كالمرض، والسفر، والمطر. تشريع سجود السهو؛ لجَبر الصلاة حين وقوع الغفلة في أدائها. عدم الإلزام بغير الصلوات الخمس؛ فصلاة التراويح في رمضان لم تُفرَض على المسلمين؛ خشية إلحاق المَشقّة بالعباد. التخفيف في صلاة الجماعة؛ مراعاةً لأحوال الناس، ومشاغلهم. الرخصة في صلاة المريض؛ إذ يؤدّيها على الحال التي يستطيعها؛ فإن لم يستطع قائماً، فقاعداً، فإن لم يستطع، فمضجعاً؛ لِقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ). التخفيف في قيام الليل، ونَسخه من الوجوب إلى الاستحباب، قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّـهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
12 мар 2024