الفكر الإسلامي ليس ترفا من القول، وليس بضاعة نظرية صرفة، وليس شيئا على هامش العلم أو على هامش المعرفة، الفكر الإسلامي هو الصياغة النظرية لعلوم الدين والشريعة والقدرة على استخلاص وبناء نظم وأنساق للمعرفة تخدم هذه العلوم وتؤطر هذه العلوم وتسهم في الحد من مشكلات هذه العلوم، والفكر الإسلامي لصيق بالإسلام نفسه، لصيق بعلوم الدين نفسها، ولصيق بالمعرفة الدينية وليس ترفا أو شيئا آخر زائد، فهو موسوم بالإسلام، وهنا لا نتحدث عن فلسفة يونانية أو عن حكمة هندية أو عن معرفة صينية، هنا نتحدث عن فكر موسوم بالإسلام، بمعنى أن مرجعية استمداده وأصوله التي ينبني عليها ليست شيئا آخر غير الإسلام أي القرآن والسنة، ومن ثم فمجال اشتغال الفكر الإسلامي هو المعرفة الدينية، وإن كان مجال اشتغاله أو من تخصص علمي في مجال محدد، فعلم الحديث له أسس ونظمه والمشتغلين فيه، وكذلك علوم القرآن، وأصول الفقه وغيرها من التخصصات العلمية التي لكل منها آليات اشتغال منضبطة، إن شئتم الفكر الإسلامي هو عملية تركيب مندمجة للعلوم الدائرة في فضاء المعرفة الإسلامية، والباحث فيه ينبغي أن تكون له هذه القدرة وهذا الإمكان للنظر التركيبي للنسق الذي يجمع هذه العلوم الإسلامي المتعددة والمختلفة.
7 сен 2024
