الشيخ المهاجر :
من وراء فاجعة قطّارة الإمام علي ؟!
هل الحادثة انهيار في المزار فعلاً كما يزعمون ؟!
وهل من الصدفة أن تقع الفاجعة في يوم تفجير مرقد الإمامين العسكريين صلوات الله عليهما في سامراء ؟!
أسئلة منطقيّة جدّاً يطرحها الشيخ المهاجر بخصوص فاجعة قطارة الإمام علي صلوات الله عليه .. ويوجّه بعدها رسالة إلى المسؤولين
شاهد الفيديو :
• الشيخ المهاجر : من ورا...
--------------------------
المقطع من برنامج ( بقيت الله خير لكم ) على قناة المهتدي الفضائيّة ليلة 24 محرم 1444 هـ
المحاضرة تحت عنوان : موعظتان للإمام السجّاد صلوات الله عليه
رابط المحاضرة:
• بقيت الله خير لكم - ( ...
----------
في كتاب الفضائل لابن شاذان جاء هذا الخبر الذي يحكي القصّة التأريخيّة لمزار قطارة الإمام علي
يقول:
( ومن فضائله يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنّهُ لما سار إلى صفّين أعوز أصحابُهُ الماء، فشكوا إليه الماء، فقال: سيروا في هذه البريّة واطلبُوا الماء، فساروا يميناً وشمالًا وطُولًا عرضاً فلم يجدُوا ماءً، فوجدُوا صومعةً وبها راهبٌ فنادوهُ وسألوهُ عن الماء ، فذكر أنّه يُجلِبُ إليه في كلّ أُسبوعٍ مرةً واحدةً، فرجعُوا إلى أمير المؤمنين فأخبروهُ بما قال الراهب فقال: الحقوا بي،
ثمّ سار غير بعيدٍ، فقال: احفروا هاهُنا، فحفروا فوجدُوا صخرةٍ عظيمة، فقال: اقلبوها تجدوا تحتها الماء،
فتقدّم إليها أربعُون رجلًا فلم يحركوا ، فقال الإمام علي: إليكم عنها، فتقدّم وحرك شفتيه بكلامٍ لم يعلم ما هو ثمّ دحاها بالهواء كالكرة في الميدان، فقال الراهبُ وهو ينظُر إليه وقد أشرف عليه: من أين أنت يا فتى؟ فنحنُ أنزل في كتابنا أن هذا الدّير بني على البئر والعين وأنّها لا يُظهرها إلّا نبيٌ أووصيُ نبيٍ فأيُهُما أنت؟ فقال الإمام: أنا وصيُ خيرٌ الأنبياء ، أنا وصيُ سيّد الأنبياء ، أنا وصيُّ خاتم الأنبياء ابن عم ، قائد الغر المُحجّلين، أنا عليُ بن أبي طالبٍ أمير المؤمنين
فلّما سمع الراهبُ نزل من الصّومعة وخرج ومشى وهو يقول: مُدٌّ يدك ، فأنا أشهدُ أن لا إله إلّا اللّهُ وأنّ مُحمّداً رسول اللّه وأنّ عليّ بن أبي طالبٍ وصيّهُ وخليفتُهُ مِن بعده،
ثم شرب المُسلمُون من العين.. وماؤُها أبيض مِن الثّلج وأحلى مِن العسل ، فرووا منه وسقوا خيُولَهُم وملئؤوا رواياهم ثُمّ أعاد أمير المؤمنين الصّخرة إلى موضعها ، ثمّ ارتحل مِن نحوها إلى ديارهم)
؛
إضافة للتعريف بالقطّارة:
في ستينيات القرن الماضي عُرفت منطقة عين التمر، بعد العثور على قبر (أحمد بن هاشم) الذي يعود بنسبه إلى الإمام علي، وتمّ أيضاً التأكيد بأنّ القطّارة هي إحدى كرامات الإمام علي وأُطلق عليها: قطارة علي.
بعضُ المتمرّدين قاموا في سنة 2006 بتهديم هذا المشهد وطمره بالصخور وكذلك اقتلاع النخلة الملاصقة للقطارة والتي تعود هي الأخرى لمئات السنين.
ورغم عدم إدراج القطّارة مزاراً يحظى برعاية الوقف الشيعي، إلّأ أنَّ قطّارة الإمام علي أو (القطّارة) كما يسميها أهالي كربلاء المقدسة حظيت ببركاتِ أميرِ المؤمنين كونها تمثّل معجزة من المعاجز التي تحقّقت على يديه الكريمتين.
تقعُ القطّارة على بعد (15 كم) تقريباً إلى الغرب مِن مركز مدينة كربلاء، يُوصلك إليها طريق معبّدٌ بمسافة 3 كيلو متر تقريباً يقع إلى يمين الشارع المؤدّي لقضاء عين التمر، وما أن تدخل بذلك الطريق حتّى يفاجئك منحدر صخري هائل يتوسّطه شقٌّ عميق، وفي أسفلِ النهاية الحرجةِ لهذا الشقّ تقع القبّةُ الصغيرة التي أنشأها على حفرة صغيرة، تعلوها صخرةٌ يقطرُ منها الماء.
شاهد الفيديو:
• قطارة الامام علي عليه ...
وتشير عدّة وثائق تأريخية إلى هذا الأثر مِنها ما ذكره الشيخُ المفيد رحمه الله في كتابه (الإرشاد) وكذلك ما ذكره الشاعر (الحميري) - والذي سكن هذه المنطقة في القرنِ الثالثِ الهجري- حيث أشار في إحدى قصائده إلى (قطّارة عليّ) واعتبارها كرامة من كراماته (عليه السلام).
لكن هذا الموقع الذي يُعَدُّ أثريّاً وتراثيّاً يبدو عليه الحاجة الملحة للإعمار والبناء وتوفير أماكن راحة للزائرين حيث تتصِفُ المنطقة عموماً بقساوة طبيعتِها الصحراوية.
وعن تاريخ إعمار القطّارة وبناء القبّة الموجودة حالياً عليها، يقول الحاج محسن هاشم نايف خادم القطارة: بدأنا العمل برعاية هذا المزار في عام 1996 حيث شيّدنا غرفة تحيط بالقطارة وسلّماً ينزل اليها من الأعلى كونها تقع في أرضيّة وادي ضيق وعميق، لكن مع حلول عام 2004 أقدمت عناصر إرهابية على هدم المكان.
هذه العين تروي كُلّ مَن يقطع الصحراء، وربّما لم يكن أحدٌ يعرف أنها (قطّارة) الإمام علي (عليه السلام) إلّا في سبعينات القرن الماضي، وكان الرعاة يمرّون بقُربها لأنّهم يدركون أنّ هناك ماءً في المنطقة، وهذه (القطّارة) تقطّر الماءَ مِن تحت الصخرة وتعيدهُ إلى حوضٍ تحتها، ولا أحدَ يعرِفُ مِن أين أتى الماء لأنّه لا ينقطع..! وتشيرُ الدلائل إلى أنّ المكان كان مُوحشاً، وبالقربِ مِن الصخرة كانت هناك نخلة وهي دليل الرعاة والمارين مِن القوافل والمسافرين وعابري السبيل.
وبعد مرور سنوات قليلة على سقوط النظام تمّ إكساءُ الطريق المؤدّي إلى (قطّارة) الإمام وتمّ تشيدُ قبّةٍ إسلاميّةٍ جميلة على المشهد فضلاً عن الخدماتِ الصحيّة والماء وغيرها مِن الخدمات مثل إنشاء حديقة تمّت زراعتها بأصنافٍ كثيرة من الأشجار، فضلاً عن أشجار النخيل.. أمّا ماءُ السقي الذي يسقي المزروعات فقد تمّ حفر بئر ارتوازية لسقايتها.
’
في داخل عينِ الماء نُصبت مقطورةٌ كهربائيّة تسحبُ الماء إلى حوضٍ خارجيٍّ يجمع فيه الماء، ويأخذ الزوّار ما يريدون مجّاناً للشفاء والتبرّك، حيث حدث السيّد خادم (القطّارة) فقال: إنّ الزوّار تأتي لمقام و(قطارة) الإمام علي مِن كُلّ مدنِ العراق للزيارة والتبرّك، ومشاهدةِ هذه المعجزة الإلهيّة على يدِ الإمام علي وتأخذ ماءً كثيراً للشفاءِ من الأمراض وطلب الرزق والإنجاب، وقد استجاب الله (تعالى) ببركة الإمام علي للعديد من الزوار بهذا المكان المبارك.
21 авг 2022