المرجع والمفكر الإسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس: تعارض الأدلة 172
إلى الآن كثير من الأعزة يسألون: عند الغربيين توجد فلسفة أو لا توجد فلسفة؟ نعم توجد فلسفة، وعندنا توجد فلسفة أو لا توجد فلسفة؟ نعم توجد، إذن ما الفرق بيننا؟ الفرق أن الفلاسفة الإسلاميين عموماً، شيعة وسنة، كل بحثهم منصب على الوجود وعوارض الوجود، هذا موجود، ما هي عوارضه؟ فلذا تجدون موضوع الفلسفة عندنا الموجود من حيث هو موجود، والفلسفة عن ماذا تبحث؟ عن عوارضه، فإذن الوجود مفروغ عنه، وبحثوا عن عوارضه، الغربيين ماذا فعلوا من ديكارت وما بعده، من القرن السابع عشر ماذا فعلوا؟ قالوا عندما نذهب إلى هذا الموجود لنبحث عن عوارضه، بماذا نستعين لبحث الوجود وعوارضه؟ بعقلنا وفكرنا نفهم الوجود وعوارضه، من الواضح نفهمه من خلال العقل والفكر والتفكر لفهمه، أساساً أيْ فلاسفة تعالوا واجعلوا موضوع الفلسفة الفكر وعوارض الفكر، لا الموجود وعوارض الموجود، ومن هنا بدأت نظرية أنّ الفكر واحد أو متعدد، وكيف يتحول وكيف لا يتحول، ومن هنا انقلب وجه الفلسفة وراح إلى اتجاه آخر، ولهذا ما يبحثون عن الوجود وعوارض الوجود، بل يبحثون عن الفكر، هذا الفكر الذي تفكر به، هذا ثابت متغير متحولٌ له ثوابت، ليس له ثوابت، يصل إلى يقين، لا يصل إلى يقين، يبقى عند الشك، يذهب إلى الاحتمال، ومن هنا انتم وصلتم إلى نظريات كانت في العقل وإلى غير ذلك، كلها محورها مو الوجود وعوارض الوجود محورها الفكر وعوارض الفكر، هو يطرح نظرية، وأنت تطرح نظرية، لا أنت معصوم ولا هو معصوم، أنت فكر بشري وهو فكر بشري، كل ما تقوله مصنوعات بشرية، وهو كل ما يقوله مصنوعات بشرية، والعجيب أنّه عندما تأتون بمعروضاتكم في سوق الفكر نرى بأنه حتى شبابك وابنك ينجذب إلى ذاك المعروض ولا يهتم بمعروضك، الآن أنت اعرض معروضاتك في أصالة الوجود وأصالة الماهية وبيني وبين الله كم شاب الآن عندنا في شبابنا ينجذب إليها؟ إذن المعروض ما هو؟ هو معروضه ذاك، تقول لي: لا نبحث عن الوجود؟ أقول لا، ابحث عن الوجود، ولكن أوّلاً نبحث في الأداة التي تفهم هذا الوجود، أداتك ما هي؟ الفكر، والفكر لكي يبحث يحتاج إلى منهج، إذا ما عنده منهج يستطيع أن يفكر أو لا يستطيع؟ يستطيع أن يقرأ ويقدم قراءة ومنتوج أو لا يستطع؟ لا يستطيع
20 сен 2024