حواس: “حابي” كان إله النيل، والذي يعني قديما الوسيلة الرئيسية للمواصلات والنقل بين الوجهين القبلي والبحري، وعمليات التجارة ونقل المنتجات والبضائع للصعيد والدلتا، وكذلك نقل الجرانيت والأحجار المستخدمة في بناء الأهرامات التي جاءت من أسوان عبر نهر النيل.
كما تصور بردية “وادي الجرف” أقدم بردية فرعونية عثر عليها حتى الآن، رئيس العمال “مرر” وهو يقطع أحجار الجرانيت من طرة استعدادا لنقلها بمراكب عبر النيل لاستخدامها في كساء الأهرامات.
حابي: هل كان “حابي” إلها رمزيا أو إقليميا؟ أم كان معبودا بين المصريين القدماء؟
ـ حواس: هناك نوعان من الآلهة عند المصريين القدماء، الأول إقليمي خاص ببعض المناطق، والآخر عام يقدسه جميع المصريين. وينتمي “حابي” للنوع الثاني، نظرا لارتباطه بالنيل الذي يربط أقطار مصر المختلفة، كما كان المصريون القدماء جميعا يعبدونه مثل “رع” و”آمون”.
حابي: أين توجد أشهر تماثيل “حابي”؟
ـ حواس: تماثيل الإله “حابى” منتشرة فى أماكن عديدة، ويعد أشهرها التمثال الموجود في بريطانيا، إضافة إلى تمثال استخرجته بنفسي من معبد رمسيس الثاني فى “أخميم” فى صورة رائعة يجمع فيها بين وجهي مصر القبلي والبحرى.
وهناك تمثال آخر في معبد أبو سمبل، وتنتشر جداريات وأشكال “حابي” بشكل عام في جميع المعابد المصرية نظرا لقدسيته عند جميع المصريين، وارتباطه بالنهر المقدس الذي قالت الروايات الفرعونية إنه نتاج دموع الإلهة “إيزيس”.
حابي: جميعنا يعرف أن هناك أزمات واجهتها الحضارة المصرية قديما، مثل تلك التي واجهها سيدنا “يوسف” عن طريق تخزين الغلال وخلافه، برأيك هل يعيد التاريخ الفرعوني نفسه فيما يخص الناحية الاقتصادية؟
ـ حواس: تلك الروايات معروفة من الكتب السماوية وليس علم الآثار، أما من الناحية الأثرية فلم تثبت أيٍ من تلك الروايات، بل كان معروفا أن تخزين الغلال فى كل مكان من أهم أولويات ملوك الفراعنة خوفا من المجاعات فى مصر القديمة.
والرواية التاريخية الوحيدة حول ذلك كانت فى لوحة من العصر الروماني في جزيرة سهيل، عن حدوث مجاعة وتقديم قرابين للإله الخاص بمنابع النيل للتخلص من الأزمة.
12 сен 2024