قفتُ أمام المرآة وتمعّنتُ بنفسي لساعاتٍ ... تأمّلتُ ملامحي قطعةً قطعةً ... حاولتُ الصّراخ عالياً لعلَّ روحي تتحرّر من فمي فأراها ... لم يكُن بالإمكان أن أرى روحي ولو مزّقتُ جسدي نصفَين ... كادت فكرة رؤية روحي تُصيبني بالجنون ... بعثرت ألبومات ذكرياتي بحثاً عنّي ... تجوّلتُ في الماضي لأرى شكل المنازل التي سكَنَتها روحي ... رأيتُ منزلاً بهيئة طفلٍ رضيعٍ لا يستطيع الوقوف ... وآخر بهيئة منزلٍ متحرّكٍ يعدو مسرعاً على الأقدام ... وآخر بهيئة بنيانٍ ممشوقٍ محاطٍ بشعرٍ على منطقة الوجه ... كادت الفكرة تُصيبني بالجنون أكثر ... كيف لمنزلٍ أن يتغيّر ... أن يكبر ويتحوّل ... وأن يتلاشى يوماً من الأيّام ... نعم أنا أتحدّث عن الجسد ... أهُناك منزلٌ للرّوح سوى الجسد ؟؟؟ نظرتُ إلى ملايين الصّور الفوتوغرافيّة لبشرٍ عرفتُ وما عرفتُ ... تمعّنتُ في الأطوال والألوان والأحجام ... ثم أصدَرتُ ضحكةً هستيريّةً كمجنونٍ بلا وعي، حين أدركتُ أنّني مزيّف ... أنّنا مزيّفون ... أنّكم مزيّفون ... أمّا الحقيقة، فتكمُن بداخلِنا .. ليس بالقلب، فالقلب أيضاً زائفٌ يتلاشى ... ولا بالدّماغ، فالدّماغ أيضاً زائفٌ يتلاشى ... الحقيقة تكمُن بماهيَّتنا ... أفعالنا ... أفكارنا ... أحلامنا ... مشاعرنا ... وهذا ما أسمّيه الرّوح ... نحن نبتسمُ ونضحكُ ونعبُسُ ونبكي، ونصدرُ أصوات القهقهة أو الأنين والبكاء .. ولكن كلّ هذا تحت تحكّم الرّوح الدّاخليّة، فهي صاحبة الجسد ... وما أدرَكتُهُ هو أنّني حين أكلّم أبي وأمي، حين أكلّم أخي، حين أكلّم أصدقائي، حين أكلّم البشر ... فأنا أكلّم أرواحاً مختبئةً داخل أجسادٍ ... أجسادٌ لا تعني شيئاً سوى كتلاً لحميّةً ستتلاشى قريباً ... ينامُ الجسد حين تودّ الرّوح ذلك ... يأكلُ الجسد حين تودّ الرّوح ذلك ... ما يفعلهُ الجسد هو إطاعة لأوامر الرّوح ... أدركتُ أنّ الإنسان الأعمى الذي لا يرى، هو الذي يرى فعلاً في واقع الأمر ... فالظّلام الذي يراه هو ما تراه الرّوح في غياب الأعيُن الزّائفة ... أدركتُ أنّي لو قطَّعتُ لساني ومزَّقتُ أوتاري الصّوتيّة ... سأسمعُ صوت روحي الحقيقي ... نظرتُ للمرآةِ مرّةً أخرى ... تمعّنتُ فيها لدقيقةٍ واحدةٍ فقط ... كسَرتُ زجاجها بكلّ ما أوتيت من قوّةٍ، فأنا لا أحتاجها لرؤية حقيقتي ... أغمضتُ عَينَيّ ... أغلقتُ أُذُنيّ ... أطبَقتُ شَفَتيّ ... وها أنا أرى ما أنا ... في واقع الأمر ... أنا لا أملكُ اسماً ... لا أملكُ شكلاً ... لا أملكُ شيئاَ ... لا أملكُ سوى هذا الجسد المزيّف الذي سأنزعهُ عنّي وأمزّقهُ نِصفَين حين أقرّر التّحرُّر من داخلهِ ... بالجسد أحكمُ المربّع الصّغير الذي تدوسهُ قَدَماي ... أمّا بالرّوح، فأنا أحكمُ العالم ... من "أنا" ؟؟ أنا روح ... وما أنا إلّا روح ...ru-vid.com/video/%D0%B2%D0%B8%D0%B4%D0%B5%D0%BE-i3vEym3ZrzI.html
هناك تغريبة وتعطش تسكن قلوبنا نحن الشعب القديم من موطن الصمود،، اخي خالد اعرنا الإهتمام قلبلاً،، لاحظ الجميع من ارجاء الاوطان يثنون عليك مديحاً ولكن يشحذون الوجود المتكرر منك فأنت بعيونهم منقطع الحضور وانت وهبتهم هذه الخامة من الصوت والحضور،، فما ذنب الشوق ان هز ندائتهم لك عيدالجهني
قفتُ أمام المرآة وتمعّنتُ بنفسي لساعاتٍ ... تأمّلتُ ملامحي قطعةً قطعةً ... حاولتُ الصّراخ عالياً لعلَّ روحي تتحرّر من فمي فأراها ... لم يكُن بالإمكان أن أرى روحي ولو مزّقتُ جسدي نصفَين ... كادت فكرة رؤية روحي تُصيبني بالجنون ... بعثرت ألبومات ذكرياتي بحثاً عنّي ... تجوّلتُ في الماضي لأرى شكل المنازل التي سكَنَتها روحي ... رأيتُ منزلاً بهيئة طفلٍ رضيعٍ لا يستطيع الوقوف ... وآخر بهيئة منزلٍ متحرّكٍ يعدو مسرعاً على الأقدام ... وآخر بهيئة بنيانٍ ممشوقٍ محاطٍ بشعرٍ على منطقة الوجه ... كادت الفكرة تُصيبني بالجنون أكثر ... كيف لمنزلٍ أن يتغيّر ... أن يكبر ويتحوّل ... وأن يتلاشى يوماً من الأيّام ... نعم أنا أتحدّث عن الجسد ... أهُناك منزلٌ للرّوح سوى الجسد ؟؟؟ نظرتُ إلى ملايين الصّور الفوتوغرافيّة لبشرٍ عرفتُ وما عرفتُ ... تمعّنتُ في الأطوال والألوان والأحجام ... ثم أصدَرتُ ضحكةً هستيريّةً كمجنونٍ بلا وعي، حين أدركتُ أنّني مزيّف ... أنّنا مزيّفون ... أنّكم مزيّفون ... أمّا الحقيقة، فتكمُن بداخلِنا .. ليس بالقلب، فالقلب أيضاً زائفٌ يتلاشى ... ولا بالدّماغ، فالدّماغ أيضاً زائفٌ يتلاشى ... الحقيقة تكمُن بماهيَّتنا ... أفعالنا ... أفكارنا ... أحلامنا ... مشاعرنا ... وهذا ما أسمّيه الرّوح ... نحن نبتسمُ ونضحكُ ونعبُسُ ونبكي، ونصدرُ أصوات القهقهة أو الأنين والبكاء .. ولكن كلّ هذا تحت تحكّم الرّوح الدّاخليّة، فهي صاحبة الجسد ... وما أدرَكتُهُ هو أنّني حين أكلّم أبي وأمي، حين أكلّم أخي، حين أكلّم أصدقائي، حين أكلّم البشر ... فأنا أكلّم أرواحاً مختبئةً داخل أجسادٍ ... أجسادٌ لا تعني شيئاً سوى كتلاً لحميّةً ستتلاشى قريباً ... ينامُ الجسد حين تودّ الرّوح ذلك ... يأكلُ الجسد حين تودّ الرّوح ذلك ... ما يفعلهُ الجسد هو إطاعة لأوامر الرّوح ... أدركتُ أنّ الإنسان الأعمى الذي لا يرى، هو الذي يرى فعلاً في واقع الأمر ... فالظّلام الذي يراه هو ما تراه الرّوح في غياب الأعيُن الزّائفة ... أدركتُ أنّي لو قطَّعتُ لساني ومزَّقتُ أوتاري الصّوتيّة ... سأسمعُ صوت روحي الحقيقي ... نظرتُ للمرآةِ مرّةً أخرى ... تمعّنتُ فيها لدقيقةٍ واحدةٍ فقط ... كسَرتُ زجاجها بكلّ ما أوتيت من قوّةٍ، فأنا لا أحتاجها لرؤية حقيقتي ... أغمضتُ عَينَيّ ... أغلقتُ أُذُنيّ ... أطبَقتُ شَفَتيّ ... وها أنا أرى ما أنا ... في واقع الأمر ... أنا لا أملكُ اسماً ... لا أملكُ شكلاً ... لا أملكُ شيئاَ ... لا أملكُ سوى هذا الجسد المزيّف الذي سأنزعهُ عنّي وأمزّقهُ نِصفَين حين أقرّر التّحرُّر من داخلهِ ... بالجسد أحكمُ المربّع الصّغير الذي تدوسهُ قَدَماي ... أمّا بالرّوح، فأنا أحكمُ العالم ... من "أنا" ؟؟ أنا روح ... وما أنا إلّا روح ...ru-vid.com/video/%D0%B2%D0%B8%D0%B4%D0%B5%D0%BE-i3vEym3ZrzI.html
دمت متالقا أنت .. أدِرْ مهج الصبحِ 💕 صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ يدير الرؤوسْ وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه أدِرْ مهجة الصبح واسفح على قلل القوم قهوتك المرْةَ المستطابة أدر مهجة الصبح ممزوجة باللظى وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضا ثم هات الربابه هات الربابه : الأديمة زرقاء تكتظ بالدما فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً ونتلو على أبوابه سورة الحِمى ألا أيها المخبوء بين خيامنا أدمت مطال الرمل حتى تورّما أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا ومدَّ له في حانة الوقت موسما أدِرْ مهجة الصبحِ حتى يئن عمود الضحى وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى أدر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء بين الصدور وبين اللحى . أيا كاهن الحي أسَرَتْ بنا العيسُ وانطفأت لغة المدلجينَ بوادي الغضا كم جلدنا متون الربى واجتمعنا على الماءِ يا كاهن الحيِّ هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء هلا ضربت لنا موعداً في الجزيره أيا كاهن الحيِّ هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا البيد واتبعوا نجمة الصبحِ مرّوا خفافاً على الرمل ينتعلون الوجى أسفروا عن وجوه من الآل واكتحلوا بالدجى نظروا نظرةً فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ والرياح مواتيةٌ للسفرْ والمدى غربةٌ ومطرْ . أيا كاهن الحي إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر : شُدّنا في ساعديك واحفظ العمر لديك هَبْ لنا نور الضحى وأعرنا مقلتيكْ واطو أحلام الثرى تحت أقدام السُّليكْ نارك الملقاة في صحونا, حنّت إليك ودمانا مذ جرت كوثرًا من كاحليك لم تهن يومًا وما قبّلت إلا يديك سلام عليكَ سلام عليكْ . أيا مورقًا بالصبايا ويا مترعًا بلهيب المواويل أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم في رئتيكْ . سلام عليكَ سلام عليكْ. مطُرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماء . سلام عليكَ سلام عليكْ سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب من الوجد نتلوه تلك مواطئهم في الرمالْ وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ ما أبعد الماءَ ما أبعد الماء - لا .. فالذي عتقته رمال الجزيرة واستودعته بكارتها يَردُ الماءَ يا وارد الماء علَّ المطايا وصبّ لنا وطنًا في عيون الصبايا فما زال في الغيب منتجع للشقاء وفي الريح من تعب الراحلين بقايا إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل يا أرض كفِّي دمًا مشرَبًا بالثآليل يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ ها نحن نكتب تحت الثرى : مطرًا وقوافل يا كاهن الحيِّ طال النوى كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي لتقرأ يا كاهن الحي فرتل علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر
الثبيتي محمد لن ننساه فهو من جيل مختلف التفاصيل وعبق قصائدة اورثنا جمال الانصات وامتزج مع صوت الخالد ومااجمل البق لهذا التزاوج بين ماتنتقيه وصوتك اللا مكرر
قبل ثواني اتاني إشعار من صفحتك على اليوتيوب... قبل أن أفتح المقطع دعوة الله أن يكون مذكرات العالم السفلي الجزء الثالث لكن.... للأسف لغاية الآن لم تلبي رغبة محبيك وجمهورك مع ان جميع اختياراتك موفّقة ولا ادري ما السبب لكن أدركت الآن أن صوتك هو الذي يوفّق الاختيارات
*الكلمات* ....♡ صبَّ لنا وطنًا في الكؤوسْ يدير الرؤوسْ وزدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابه أدِرْ مهجة الصبح واسفح على قلل القوم قهوتك المرْةَ المستطابة أدر مهجة الصبح ممزوجة باللظى وقلّب مواجعنا فوق جمر الغضا ثم هات الربابه هات الربابه : ألا ديمة زرقاء تكتظ بالدما فتجلو سواد الماء عن ساحل الظما ألا قمرًا يحمرُّ في غرة الدجى ويهمي على الصحراء غيثًا وأنجما فنكسوه من أحزاننا البيض حُلةً ونتلو على أبوابه سورة الحِمى ألا أيها المخبوء بين خيامنا أدمت مطال الرمل حتى تورّما أدمت مطال الرمل فاصنع له يدًا ومدَّ له في حانة الوقت موسما أدِرْ مهجة الصبحِ حتى يئن عمود الضحى وجددْ دم الزعفران إذا ما امّحى أدر مهجة الصبح حتى ترى مفرق الضوء بين الصدور وبين اللحى . أيا كاهن الحي أسَرَتْ بنا العيسُ وانطفأت لغة المدلجينَ بوادي الغضا كم جلدنا متون الربى واجتمعنا على الماءِ يا كاهن الحيِّ هلاّ مخرت لنا الليل في طور سيناء هلا ضربت لنا موعداً في الجزيره أيا كاهن الحيِّ هل في كتابك من نبأِ القوم إذ عطلوا البيد واتبعوا نجمة الصبحِ مرّوا خفافاً على الرمل ينتعلون الوجى أسفروا عن وجوه من الآل واكتحلوا بالدجى نظروا نظرةً فامتطى علسُ التيه ظعنهمُ والرياح مواتيةٌ للسفرْ والمدى غربةٌ ومطرْ . أيا كاهن الحي إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر : شُدّنا في ساعديك واحفظ العمر لديك هَبْ لنا نور الضحى وأعرنا مقلتيكْ واطو أحلام الثرى تحت أقدام السُّليكْ نارك الملقاة في صحونا, حنّت إليك ودمانا مذ جرت كوثرًا من كاحليك لم تهن يومًا وما قبّلت إلا يديك سلام عليكَ سلام عليكْ . أيا مورقًا بالصبايا ويا مترعًا بلهيب المواويل أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم في رئتيكْ . سلام عليكَ سلام عليكْ. مطُرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماء . سلام عليكَ سلام عليكْ سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب من الوجد نتلوه تلك مواطئهم في الرمالْ وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ - ما أبعد الماءَ ما أبعد الماء - لا .. فالذي عتقته رمال الجزيرة واستودعته بكارتها يَردُ الماءَ يا وارد الماء علَّ المطايا وصبّ لنا وطنًا في عيون الصبايا فما زال في الغيب منتجع للشقاء وفي الريح من تعب الراحلين بقايا إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل يا أرض كفِّي دمًا مشرَبًا بالثآليل يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ ها نحن نكتب تحت الثرى : مطرًا وقوافل يا كاهن الحيِّ طال النوى كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي لتقرأ يا كاهن الحي فرتل علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر .
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)؛ متفق عليه.
أتمنى من الأستاذ خالد أن يتحفنا بقصيدة البحيرة رائعة لافونتين والمترجمة من الشاعر إلياس فياض. ويا ليت من يوافقني أن يعمل تفضيل للتعليق حتى يأخذها أستاذنا الغالي في حسبانه 😊
انااااا ادمنتتتت صوووووتك بلييييز زيد المقاطع الي بتنزلها جد كل مقطع بغير حياتي انا ما بحب اقرأ كتير بس كل نص بتجيبو بخليني ابحث و اقرأ عن الشي بليييز ما تقطعناا
لقد أطلت علينا يا أخ خالد عبد العزيز .. نأمل أن تقتبس لنا من الأدب الروسي لما فيه الكثير من الصراعات الدراماتيكية المونولوجية الجميلة مثل أنطون تشيخوف أو تشايكوفسكي ..
قفتُ أمام المرآة وتمعّنتُ بنفسي لساعاتٍ ... تأمّلتُ ملامحي قطعةً قطعةً ... حاولتُ الصّراخ عالياً لعلَّ روحي تتحرّر من فمي فأراها ... لم يكُن بالإمكان أن أرى روحي ولو مزّقتُ جسدي نصفَين ... كادت فكرة رؤية روحي تُصيبني بالجنون ... بعثرت ألبومات ذكرياتي بحثاً عنّي ... تجوّلتُ في الماضي لأرى شكل المنازل التي سكَنَتها روحي ... رأيتُ منزلاً بهيئة طفلٍ رضيعٍ لا يستطيع الوقوف ... وآخر بهيئة منزلٍ متحرّكٍ يعدو مسرعاً على الأقدام ... وآخر بهيئة بنيانٍ ممشوقٍ محاطٍ بشعرٍ على منطقة الوجه ... كادت الفكرة تُصيبني بالجنون أكثر ... كيف لمنزلٍ أن يتغيّر ... أن يكبر ويتحوّل ... وأن يتلاشى يوماً من الأيّام ... نعم أنا أتحدّث عن الجسد ... أهُناك منزلٌ للرّوح سوى الجسد ؟؟؟ نظرتُ إلى ملايين الصّور الفوتوغرافيّة لبشرٍ عرفتُ وما عرفتُ ... تمعّنتُ في الأطوال والألوان والأحجام ... ثم أصدَرتُ ضحكةً هستيريّةً كمجنونٍ بلا وعي، حين أدركتُ أنّني مزيّف ... أنّنا مزيّفون ... أنّكم مزيّفون ... أمّا الحقيقة، فتكمُن بداخلِنا .. ليس بالقلب، فالقلب أيضاً زائفٌ يتلاشى ... ولا بالدّماغ، فالدّماغ أيضاً زائفٌ يتلاشى ... الحقيقة تكمُن بماهيَّتنا ... أفعالنا ... أفكارنا ... أحلامنا ... مشاعرنا ... وهذا ما أسمّيه الرّوح ... نحن نبتسمُ ونضحكُ ونعبُسُ ونبكي، ونصدرُ أصوات القهقهة أو الأنين والبكاء .. ولكن كلّ هذا تحت تحكّم الرّوح الدّاخليّة، فهي صاحبة الجسد ... وما أدرَكتُهُ هو أنّني حين أكلّم أبي وأمي، حين أكلّم أخي، حين أكلّم أصدقائي، حين أكلّم البشر ... فأنا أكلّم أرواحاً مختبئةً داخل أجسادٍ ... أجسادٌ لا تعني شيئاً سوى كتلاً لحميّةً ستتلاشى قريباً ... ينامُ الجسد حين تودّ الرّوح ذلك ... يأكلُ الجسد حين تودّ الرّوح ذلك ... ما يفعلهُ الجسد هو إطاعة لأوامر الرّوح ... أدركتُ أنّ الإنسان الأعمى الذي لا يرى، هو الذي يرى فعلاً في واقع الأمر ... فالظّلام الذي يراه هو ما تراه الرّوح في غياب الأعيُن الزّائفة ... أدركتُ أنّي لو قطَّعتُ لساني ومزَّقتُ أوتاري الصّوتيّة ... سأسمعُ صوت روحي الحقيقي ... نظرتُ للمرآةِ مرّةً أخرى ... تمعّنتُ فيها لدقيقةٍ واحدةٍ فقط ... كسَرتُ زجاجها بكلّ ما أوتيت من قوّةٍ، فأنا لا أحتاجها لرؤية حقيقتي ... أغمضتُ عَينَيّ ... أغلقتُ أُذُنيّ ... أطبَقتُ شَفَتيّ ... وها أنا أرى ما أنا ... في واقع الأمر ... أنا لا أملكُ اسماً ... لا أملكُ شكلاً ... لا أملكُ شيئاَ ... لا أملكُ سوى هذا الجسد المزيّف الذي سأنزعهُ عنّي وأمزّقهُ نِصفَين حين أقرّر التّحرُّر من داخلهِ ... بالجسد أحكمُ المربّع الصّغير الذي تدوسهُ قَدَماي ... أمّا بالرّوح، فأنا أحكمُ العالم ... من "أنا" ؟؟ أنا روح ... وما أنا إلّا روح ...ru-vid.com/video/%D0%B2%D0%B8%D0%B4%D0%B5%D0%BE-i3vEym3ZrzI.html
أيا كاهن الحي إنا سلكنا الغمام وسالت بنا الأرض وإنا طرقْنا النوى ووقفنا بسابع أبوابها خاشعينَ فرتلْ علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر : . شُدّنا في ساعديك واحفظ العمر لديك هَبْ لنا نور الضحى وأعرنا مقلتيكْ واطو أحلام الثرى تحت أقدام السُّليكْ . نارك الملقاة في صحونا, حنّت إليك ودمانا مذ جرت كوثرًا من كاحليك لم تهن يومًا وما قبّلت إلا يديك . سلام عليكَ سلام عليكْ . أيا مورقًا بالصبايا ويا مترعًا بلهيب المواويل أشعلت أغنية العيس فاتسع الحلم في رئتيكْ . . سلام عليكَ سلام عليكْ. مطُرنا بوجهك فليكن الصبح موعدنا للغناء ولتكن سورة القلب فواحةً بالدماء . . سلام عليكَ سلام عليكْ سلام عليك فهذا دم الراحلين كتاب من الوجد نتلوه تلك مواطئهم في الرمالْ وتلك مدافن أسرارهم حينما ذللت لهم الأرض فاستبقوا أيهم يرِدُ الماءْ - ما أبعد الماءَ ما أبعد الماء - لا .. فالذي عتقته رمال الجزيرة واستودعته بكارتها يَردُ الماءَ . يا وارد الماء علَّ المطايا وصبّ لنا وطنًا في عيون الصبايا فما زال في الغيب منتجع للشقاء وفي الريح من تعب الراحلين بقايا إذا ما اصطبحنا بشمس معتقةٍ وسكرنا برائحة الأرض وهي تفورُ بزيت القناديل يا أرض كفِّي دمًا مشرَبًا بالثآليل . يا نخلُ أدركْ بنا أول الليل ها نحن في كبد التيه نقضي النوافلَ ها نحن نكتب تحت الثرى : مطرًا وقوافل . أيا كاهن الحيِّ طال النوى كلما هلَّ نجم ثنينا رقاب المطي لتقرأ يا كاهن الحي فرتل علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر ......