كنت قد بحثت عن دروس مسجله في تفسير كتاب الله بطريقه علميه ، فوفقني الله الي هذه التسجيلات ، فاللهم اجزي مشايخنا عن خير الجزاء ، ورزقنا العلم ووفقنا الي خير العمل ، امين .
سُبْحَانَ اللَّهِ عدد ماخلق سُبْحَانَ اللَّهِ ملء ماخلق سُبْحَانَ اللَّهِ عدد مافي السماء والأرض سُبْحَانَ اللَّهِ ملء مافي السماء والأرض سُبْحَانَ اللَّهِ عدد ماأحصى كتابه سُبْحَانَ اللَّهِ ملء ماأحصى كتابه سُبْحَانَ اللَّهِ عدد كل شيء سُبْحَانَ اللَّهِ ملء كل شيء
الحمدلله عدد ماخلق الحمدلله ملء ماخلق الحمدلله عدد مافي السماء والأرض الحمدلله ملء مافي السماء والأرض الحمدللَّهِ عدد ماأحصى كتابه الحمدللَّهِ ملء ماأحصى كتابه الحمدلله عدد كل شيء الحمدلله ملء كل شيء
*هذه المحاضرة مكتوبة PDF:* drive.google.com/file/d/1mUz59bTrcZtKQnpQ_KXu7m-hfnFwyWNb/view?usp=drivesdk *باقي المحاضرات:* drive.google.com/drive/folders/1vTw8mLnqxOLcatEfBMB7JoBdfLHVB3GN نسأل الله العلي القدير أن يهدينا لما فيه خير لنا ..
-الحمد لله عدد خلقه -الحمد لله ملء ما خلق -الحمد لله عدد ما في السماوات و الأرض -الحمد لله ملء ما في السماوات و الأرض -الحمد لله عدد ما أحصاه كتابه -الحمد لله ملء ما أحصاه كتابه -الحمد لله عدد كل شيء -الحمد لله ملء كل شيء سبحان الله، الله اكبر، لا الاه الا الله ،و لا حول ولا قوة الا بالله مثل ذلك. 🌷
لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى الا آله وصحبه أجمعين واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات انك سميع قريب مجيب الدعوات
تلخيص المقطع :) الجزء الاول أعظم آية في سورة الفاتحة (اياك نعبد واياك نستعين ) في مضمونها قد شملت القران كله هي عمود السورة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هاتان الكلمتان تجمعان معان الكتب المنزلة من السماء وقد ذكر أن الله جمع الكتب السماوية كلها في أربعة كتب وجمع الأربعة كتب في كتاب واحد هو القران وجمع القران في سورة واحدة هي الفاتحة وجمع الفاتحة في سورة واحدة هي اياك نعبد واياك نستعين وقال ابن كثير رحمه الله تعالى والدين يرجع كله إلى هذين المعنيين يقول بعض السلف الفاتحة سر القران وسرها _ أي سر الفاتحة_ هذه الآية اياك نعبد واياك نستعين ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم فهذا فضل هذه الآية ولو وقفنا معها وقفات لما كفانا ☆مناسبة هذه الآية لما قبلها ؟ أنه لما ذكر الله سبحانه وتعالى اتصافه بصفات الجلال والكمال الدالة على استحقاقه واختصاصه بالعبودية كان ذلك موجبا للعبد الى أن يعترف لله عزوجل بهذه العبودية فحين يقرأ العبد قوله الحمد لله رب العالمين¤ الرحمن الرحيم¤ مالك يوم الدين هنا يقف معظما لله عزوجل مستشعرا كمال ربه في ذاته وصفاته وأفعاله مسحضرا أنه لا سبيل للعبد إلى الله حينها يتجه الى ربه فيقول اياك نعبد واياك نستعين ولله المثل الأعلى لو أنك تريد وظيفة فقيل لك هذا المدير الفلاني رجل فيه كذا وكذا وكذا ويملك الصلاحيات كلها فحينها تذهب اليه مباشرة وتعترف له بالفضل وتسأله حاجتك هذا في حاجة العبد فكيف بحوائجك كلها التي لايقضيها إلا الله وتعلم علم اليقين أن الله له الكمال المطلق وبيده الخير كله وعنده خزائن السماوات والأرض فعندها ليس لك سبيل إن كنت عبدا صادقا مؤمنا أن تتوجه لغير ربك فتقول اياك نعبد واياك نستعين ولو أننا أيها الاحبة استحضرنا هذا ونحن نقرأ سورة الفاتحة فنستحضر الآيات الأولى كامل الله ثم أننا نخاطب ونلجأ لله هذا والله معنى العبودية ☆لماذا قال إياك نعبد ولم يقل إياه نعبد ؟ وفي البداية قال الحمد لله ماقال الحمد لك ؟ وهذا التفات بديع وهو أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب وايقاظ الاسماء كما أن فيه مناسبة لما قبله أنه لما أخبر عن نفسه بأجمع الصفات وأجملها واجلها تجلى للقارئ والسامع كمال ربه سبحانه وتعالى فاستدعى ذلك أن يتوجه إليه مباشرة فيقول اياك نعبد كأنه ترقى من كمال البرهان والدليل إلى كمال الإقرار والإعتراف ومن رتبة ومن رتبة الإيمان والتصديق إلى رتبة الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك لماذا قال اياك نعبد ولم يقل اياك أعبد ؟الجمع دال على معان جميلة جليلة بديعة منها أنه مناسب لنا أخبر عن صفات احاطته بالكمال وأنه رب العالمين جميعا وهذا معنى قول ابراهيم عليه السلام حين قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين. اعتراف أن الله رب العالمين جميعا وهذا أكمل في العبودية من قولك الحمد لله ربي أو قولك اياك أعبد ثم بقولك اياك نعبد كأنك بضعفك وتقصيرك تريد تدخل مع عباد الله الصالحين فتدخل مع عباد الله الصالحين لتحقق معنى الكمال ☆الجمع بين العبودية والاستعانة: العبادة متضمنة بالاستعانة لأن العبادة هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه واشمل حبه وخوفه ورجاه فلماذا خص العبادة هنا ؟ لأمر عظيم... لأنه لاسبيل للعبد بتحقيق العبادة إلا بالله عزوجل ☆قدم العبادة على الاستعانة : لأن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة لها كما أن العبادة حق لله من العبد والاستعانة حق للعبد من الله أن يعينه فكان ذلك جمعا بسن حق الله وحق العبد وهو معنى قوله سبع المثاني. _ اهدنا الصراط المستقيم غرض هذه الاية: بيان أعظم مطالب المؤمنين وهو سؤال تحقيق الهدي الكامل والدين الصحيح ولهذا قال في الحديث الوارد في تقسيم الفاتحة حين يقول اهدنا الصراط المستقيم قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الدعاء هو الجامع لكل مطلوب يحصل به كل منفعه ويندفع به كل مضرة فلهذا فرض على العبد وهذا مما يبين أن غير الفاتحة لايقوم مقامها اصلا وأن فضلها على غيرها من الكلام أعظم ☆مناسبة هذه الآية: هي أنه لما تقدم الثناء على الله تبارك وتعالى فإنه ناسب هنا أن يعقب بالسؤال والدعاء وهذا أكمل أحوال السائل أن يمدح مسؤوله ثم يسأل حاجته وهذا مثله مثل ماجاء على النبي صلى الله عليه وسلم في أسمع الدعاء قال ماكان في جوف الليل الاخر ودبر الصلاة ☆لماذا قال اهدنا ولم يقل اهدني ؟ فإن ذلك ثناء على الله بسعة مجده وكثرة عباده وكثرة سائله مالا يتضمنه الإفراد كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى كما أن الجمع ادل وأكمل في طلب الهداية وارجى القبول فدخول العبد في جمله دعاء العابدين ارجى الإجابة وامنع للرد
قال الله تعالى:{ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ} سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيم سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيم وَبِحَمدِهِ سُبْحانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَـٰهَ إِلا اللهُ واللهُ أكبَرُ لَا حَولَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لَا إِلـٰـَه إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ لَا إِلـٰـَه إِلَّا الله محمد رسول الله لَا إِلـٰـَه إِلَّا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير حَسبِي اللَّهُ لَا إِلـٰـَه إِلَّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظِيمِ أستغفر الله الذي لا إلـٰه إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم صلِّ وسلم وبارك وأنعم وزد على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الحمد لله كثيرًا الحمدلله عدد ماخلق الحمدلله ملء ماخلق
تلخيص بعض مما في المقطع: - نأتي إلى محط السورة وقاعدتها وأساسها هذه الآية التي هي أعظم آية في كتاب الله من حيث معناها وإلا فأعظم آية في كتاب الله تعالى آية الكرسي لكن في سورة الفاتحة هذه الآية{ إياك نعبد وإياك نستعين} في مضمونها قد شملت القرآن كله هي عمود السورة قول الله:{إياك نعبد وإياك نستعين}. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: هاتان الكلمتان تجمعان معاني الكتب المنزلة من السماء. وقد ذُكِر أثر آخر أن الله -عز وجل- جمع الكتب السماوية كلها في أربعة كتب وجمع الأربعة كتب في كتاب واحد هو القرآن وجمع القرآن في سورة الفاتحة وجمع الفاتحة في آية واحدة هي:{إياك نعبد وإياك نستعين}. وقال ابن كثير رحمه الله تعالى- : الدين كله يرجع إلى هذين المعنيين ، و يقول بعض السلف : الفاتحة سر القرآن وسرها -أي سر الفاتحة- هذه الآية { إياك نعبد وإياك نستعين}. و يقول ابن تيمية - رحمه الله- تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في قوله:{إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم} فهذا فضل هذه الآية و لو وقفنا معها وقفات لما كفانا حقيقة. - ما مناسبة هذه الايه لما قبلها؟ مناسبتها ظاهرة هي أنه لما ذكر سبحانه و تعالى اتصافه بصفات الجلال و الكمال الدالة على استحقاقه و اختصاصه بالعبودية ؛ كان ذلك موجبا للعبد إلى أن يعترف لله -عز وجل- بهذه العبودية ، لما أن العبد استفتح ببيان الصفات الله -عز وجل- صفات جلال الله -عز وجل- و الرب و الرحمن و الملك ؛ و هذه الأسماء الأربعة تجمع جميع صفات الله -عز وجل- ، فحين يقرأ العبد قوله :{الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} هنا يقف معظما الله -عز وجل- ، مستشعرا کمال ربه -سبحانه وتعالى- في ذاته وصفاته ، مستحضرا أنه لا سبيل للعبد إلا الله حينها يتجه إلى ربه فيقول :{ إياك نعبد وإياك نستعين}. يقول البيضاوي في هذه: كأنهم قالوا يا من هذا شأنه ، نخصك بالعبادة والاستعانة وفي ذلك إشارة إلى طريق تحقيق كمال عبوديته وهو تحقيق معرفته و وجوه كماله. - لماذا قال : " إياك نعبد ولم يقل " إياه نعبد " ؟ الحديث هنا قال:{الحمد لله} لم يقل الحمد لك قال:{الحمد لله رب العالمين} فالحديث هنا للغائب لكن لماذا جاء الحديث للغائب؟ فالتفت من الغيية إلى الخطاب وهذا التفات بديع وهو أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب و إيقاظ الأسماع ؛ كما أن فيه مناسبة لما قبله و هو أنه لما أخبر عن نفسه بأجمع الصفات و أجملها وأجلها تجلی للقارئ و السامع كمال ربه سبحانه المطلق فاستدعى ذلك إلى أن يتوجه إليه مباشرة فيقول:{ إياك نعبد وإياك نستعين} ؛ فكأنه ترقى ، وهذا من كلام ابن القيم يقول : بأنه ترقي من كمال البرهان والدليل إلى كمال الإقرار و الاعتراف من رتبة الإيمان والتصديق إلى رتبة الإحسان . يقول : كأنه ترقى من كمال البرهان -يعني المعرفة- إلى كمال الإقرار ، و من رتبة الإيمان والتصديق إلى رتبة الإحسان ؛ وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. - وقولك :{إياك نعبد} لماذا قال:{إياك نعبد} ولم يقل إياك أعبد؟ تصوروا هذا وتأملوه لماذا جمع هنا قال {إياك نعبد} ولم يقل إياك أعبد ؟ فالجمع في قوله {إياك نعبد} دون الإفراد دال على معان جميلة جليلة بديعة منها : أنه مناسب لما أخبر عن شمول صفاته و إحاطته بالكمال و أنه رب العالمين جميعا معنى عظيم حينما تقول {الحمد لله رب العالمين } و { إياك نعبد} فإنك تعترف أن الخلق كله عباد الله وأنه رب العالمين جميعا الحمد لله تعترف بأنه ربك ؛ لكن حينما تقول الحمد لله رب العالفإنك تستحضر هنا أن الله -عز وجل- له حق العبودية من الخلق كلهم ، أي معنى يحققه الإنسان في قلبه؟ استحضار أن الله تعالى معبود لجميع المخلوقين سبحانه و تعالی. ثم أيضا أيها الإخوة فإن قولك {إياك نعبد} كأنك بضعفك وتقصيرك ومعصيتك تريد أن تدخل مع عباد الله الصالحين ، فكأنك تقول يا ربي أنا لوحدي لا أستطيع أن أحقق كمال عبوديتك ، ضعفي وقصوري ومعصيتي لا تحقق کمال العبودية لله فحينها تدخل بعبوديتك مع عبودية عباد الله الصالحين كلهم ، فتدخل مع الصالحين جميعا في هذه العبودية لتحقق معهم الكمال. وهنا أيضا مسألة أخرى وهي الجمع بين العبودية والاستعانة ، قولك : {إياك نعبد} كاف في تحقيق العبودية فلماذا قال:{وإياك نستعين} أيضا ؟ إياك نعبد {إياك نعبد وإياك نستعين}؟ مع أن العبادة متضمنة للاستعانة ، لأن العبادة فيها اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه ؛ وهي تشمل الحب و الخوف و الرجاء و الاستعانة و التوكل ؛ كل ذلك داخل في معنى العبادة . فلماذا خص العبادة هنا؟ لأمر عظيم فتأملوه لأنه لا سبيل للعبد إلى تحقيق العبادة إلا بالله -عز وجل- وعونه. هل يمكن لك أنت أيها العبد بقدرتك و ضعفك و ما يحفك من الصوارف الشيطانية و النفس الأمارة أن تعبد الله حق عبادته ؟ لا والله إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده هنا أنت تعترف لله -عز وجل- بالعبودية يمكن أن يأتيك الشيطان فيبعث في نفسك الفخر ، وكأنك تعبد الله وكثير من الناس يعبده ، هنا يكسر هذا العجب في قولك {إياك نستعين} ؛ أي : ليس لي سبيل لعبادتك إلا بك سبحانك وحدك لا شريك لك ، فهذا معنى عظيم فتأملوه وتدبروه وقدم العبادة على الاستعانة لأن العبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة لها كما أن العبادة حقه تعالى والاستعانة حق للعبد من الله يعني العبادة حق لله من العبد أن يعبده والاستعانة حق للعبد من الله أن يعينه ؛ فكان ذلك جمعا بين حق الله وحق العبد وهو معنى قوله : السبع المثاني . - يقول الله تعالى:{ اهدنا الصراط المستقيم} وهذا حق العبد وهذه الأية غرضها بيان أعظم مطالب المؤمنين وهو سؤال تحقيق الهدي الكامل والدين الصحيح ، غرض هذه الأية بيان أعظم مطالب المؤمنين ، ماهي أعظم مطالبنا ؟ هي هداية الصراط المستقيم الذي يوصلنا إلى مرضاة الله وجنته فقط وهذا أعظم مطالبنا لكن ينبغي أن نستشعر هذا المعنى يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى- : هذا الدعاء هو الجامع لكل مطلوب كل ما تطلب الله هو داخل في هذا الدعاء ، فما أكرم الله حين وفقنا لهذا الدعاء ندعو به في كل صلاة في كل ركعة ، الذي هو أعظم دعاء لو اجتمعنا جميعا نقول ما هو دعاء ندعو الله به ، والله لن نجد أعظم من هذا الدعاء فتأمل ذلك و تبصر و تدبر حين تقول ذلك و تقرأه في صلاتك في كل ركعة أيها الأخ الكريم.
يقول يحصل به كل منفعة يحصل بهذا الدعاء كل منفعة ، و ينتفع به كل مضرة ؛ فهذا فرض على العبد ، وهذا مما يبين أن غير الفاتحة لا يقوم مقامها أصلا ، و أن فضلها على غيرها من الكلام أعظم و مناسبة هذه الأية أيها الإخوة هي أنه لما تقدم الثناء على المسؤول تبارك و تعالى- ، لما تقدم الثناء على الله . عز وجل- في قولك:{ الحمد لله رب العالمين*الرحمن الرحيم*مالك يوم الدين} ثم اعترفت له بالعبودية الله وحده خالصا مخلصنا ، فإنه ناسب هنا أن يعقب بالسؤال و الدعاء وهذا أكمل أنواع السائل أن يمدح مسؤوله ثم يسأله حاجته. - لماذا قال اهدنا ولم يقل اهدني ؟ كما قلنا في { إياك نعبد } ؛ فإن ذلك ثناء على الله -عز وجل- بسعة مجده و كثرة عباده و كثرة سائليه ما لا يتضمنه لفظ الأفراد كما قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- ، كما أن الجمع أدل وأكمل في طلب الهداية و أرجى للقبول فدخول العبد في جملة دعاء العابدين أرجى للإجابة و أمنع للرد ، فحينما تقول اهدنا فإنك تدعو لنفسك وتدعو للمسلمين جميعا ، للأقربين والأبعدين و تستحضر ذلك في دعائك. - لماذا عبر بالصراط؟ لماذا ؟ ولم يقل اهدنا الطريق المستقيم ؟ تذكيرا بصراط الآخرة ، و في هذا الدعاء حين تقول { اهدنا الصراط المستقيم} فإنك تدعو ربك -عز وجل بدعاءين ؛ دعاء أن يهديك صراط الدنيا بالعبودية ، وأن يهديك صراط الآخرة الذي تذلف به إلى جنة ربك ، فما أعظم أن يستحضر المسلم هذا الدعاء! وهذا المعنى حين يقول { اهدنا الصراط المستقيم} صراط الدنيا وصراط الآخرة. والصراط تعبيرا بالألف واللام اهدنا الصراط ولم يقل أهدنا صراط ؛ لماذا ؟ للاستغراق ؛ بمعنى أنك تطلب من الله كمال الهداية لهذا الصراط الصراط كله بكل ما يتضمنه من خير و من رضا الله عز وجل ؛ فإذا حققت ذلك حققت كمال السؤال في هذه الآية ، و يستشعر العبد في هذا السؤال { اهدنا الصراط المستقيم} كمال الهداية في أمور الدنيا والأخرة. وهذا معنى يغفل عنه كثير من الناس . قولك : { اهدنا الصراط المستقيم} يفيد أنك تسال الله عز وجل أن يوفقك إلى الصراط المستقيم حتى في أمور دنياك ، في بيتك مع زوجك و أولادك ، و في تربيتك لهم في وظيفتك و عملك . أن يهديك الصراط المستقيم ، في بيعك و شرائك و تجارتك { اهدنا الصراط المستقيم} ، في تعاملك مع الناس { اهدنا الصراط المستقيم } ، فضلا عن تعاملك مع ربك أن يهديك الصراط المستقيم في عبوديته ؛ فهذا معنى يغفل عنه كثير من الناس أيها الأحبة ؛ أنك تسال الله الصراط المستقيم الذي يشمل كل خير في الدنيا وفي الآخرة ؛ فإذا سألت الله ذلك في الدنيا والآخرة ، يسر لك أمرك في دنياك و أخراك والدليل على ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لعلي رضي الله عنه :"قل اللهم اهدني وسددني ، واذكر ، بالهدى هدايتك الطريق ، والسداد ، سداد السهم". مع أن معنی اهدني وسددني في أمر الآخرة لكنه حينما يستشعر فيه المسلم عموم فضل الله في أمر دينه ودنيا فإنه يحقق كمال الطلب من الله. - قال الله عز وجل : {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ما فائدة إعادة لفظ الصراط و تعريفه بأنه صراط الذين أنعمت عليهم ؟ مع أن الصورة مختصرة ، والسورة جمعت معان ؛ يعني أجمع المعاني ، إلا أن هذا الأمر عظيم يجب أن تستشعره أيها الأحبة ... أولا : هذه الآية غرضها التعريف بالصراط المستقيم و أهله حتى يتضح لك ما هو الصراط المستقيم ؟ فأنت حينما تقول :{اهدنا الصراط المستقيم} فيأتيك سؤال ما هو الصراط المستقيم ؟، لم يترك الله -عز وجل الإجابة في سورة أخرى أو في أية أخرى وإنما جعله مباشرة في هذه السورة ؛ فقال هو :{صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فتأملوا معي فقولك : {صراط الذين أنعمت عليهم} هذا تعريف بالصراط ، وقولك : { أنعمت عليهم} المراد بالنعمة هنا : كمال الهداية للدين ، البعث على كمال التفضيل في الدنيا والآخرة ؛
المؤدي لكمال الجزاء وهذا هو المتوافق مع مقصد السورة كما ذكرت وهو الأنسب لكمال الطلب وهنا سر لماذا قال {صراط الذين أنعمت عليهم} و لم يقل صراط المؤمنين أو صراط الأنبياء والمرسلين؟ لأن قوله سبحانه والله أعلم {صراط الذين أنعمت عليهم} تشويق للنفس أن هؤلاء منعم عليهم ، فهنا كل قارئ متدبر يقول:من هم الذين أنعم الله عليهم ، أريد أن أكون منهم ، أريد أن أتصف بصفاتهم حتى أكون ممن أنعم الله عليه ، فهنا سر التعبير بقوله { أنعمت عليهم} ولم يقل صراط المؤمنين فيه تشويق وفسر المفسرون بينوا معنى الذين {الذين أنعمت عليهم} بمعاني كثيرة قالوا : هم المؤمنون ؛ هم أتباع النبي - ؛ لكن فسرها الله تعالى بأية في كتابه في قوله تعالى:{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} يتبين لك بهذه الآية أن المقصود بالمنعم عليهم من هم ؟ كل الخلق ، الكاملون ؛ لأنه قال النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهؤلاء أعظم الخلق ، ولذلك قال الله :{وحسن أولئك رفيقا} فأنت أيها الأخ الكريم وهو معنى لطيف أرجو أن تستشعره حين تقول{اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم}تتطلع نفسك إلى أن يهبك الله -عز وجل- منزلة رفيعة مع هؤلاء ؛ مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين فحين يكون هذا همك ، لا شك أنك تسعى إلى أن تحقق عبودية الله على أكمل وجه وكما قلنا أن الفاتحة في كمال العبودية ؛ جاء هنا بالجزاء على أكمل وجه يطلبه العبد و تأملوا أنه قال أنعمت عليهم و لم يقل أنعم عليهم كما قال المغضوب عليهم : و لم يقل غضبت عليهم لماذا ؟ ما الفرق بين قولنا : أنعمت عليهم ، وقولنا : أنعم عليهم ؟ لأن قولك أنعمت فيه إضافة النعمة إلى الله عز وجل ، و هو أشرف وأعظم وأكرم ، فأنت هنا تقول يا ربي أدخلني مع من أكرمتهم و شرقتهم وأنعمت عليهم . - قوله تعالى:{ غير المغضوب عليهة ولا الضالين} يتضمن بیان طرفي الانحراف عن الصراط ، يعني بعد أن أكرمك الله و عرفك بالصراط المستقيم حين تسلك هذا الطريق تعلم أن في هذا الطريق كلاليب ، شياطين تريد أن تصرفك ، فبين الله لك أن هناك طريقان للانحراف ابتعد عنهما واسال الله -عز وجل- أن يقطع عنك سبيلهما وأن يحفظك منهما فقال:{غير المغضوب عليهم ولا الضالين} انظر كيف حُف المؤمن وهو يقرأ هذه الآية و يسال الله -عز وجل- أن يكون مداوما مستقيما ، قد تستقيم على دين الله وقت قد تفتر أو تصرف أو تنحرف بسبيل أو بأخر ، لكن الله تعالى يوفقك و يبين لك سؤاله الحذر من طريق المنحرفين فقال:{ غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فهذه الأية اشتملت على بيان طريقي الانحراف عن الصراط المستقيم و أن الانحراف كما قال ابن القيم إلى أحد الطرفين انحراف الى الضلال الذي هو فساد العلم و الاعتقاد ، و الانحراف إلى الطريق الأخر انحراف إلى الغضب الذي سببه فساد القصد و العمل. طريقان للانحراف ؛ الطريق الأول هو انحراف بقصد ، والانحراف الثاني انحراف الجهل . فالطريق الأول تمثله اليهود فكفروا بالله -عز وجل- مع علمهم و ما عندهم ، و النصارى عبدوا الله بجهل . والنبي صلى الله عليه وسلم خصص اليهود والنصارى ففسر المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى ، لماذا ؟ لأن هاتين الطائفتين هما أظهر من اتصف بذلك من جهة أنهما جمعنا طرفي الانحراف وأصل الضلالة ومخالفة الهدي وهما الكبر والجهل ، فاليهود كان انحرافهم بالكبر و فساد القصد و العمل ، و النصارى كان انحرافهم بالجهل و فساد العلم الاعتقاد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فمن عرف الحق و لم يعمل به أشبه باليهود ، و من عبد الله بغير علم بل بالغلو و الشرك و البدعة أشبه بالنصارى ؛ فالأول من الغاوين والثاني من الضالين ، و من جمع الضلالة و الفي ففيه شبه من هؤلاء وهؤلاء فحينها و تتأمل هذا الدعاء العظيم أن الله يسلك بك طريقة المستقيم الكامل في الدنيا و الآخرة و أن الله يسلمك من طرق الانحراف و أصولها ما يدخل فيها ، فإنك بذلك قد حزت على أكمل توفيق وأعظم مسؤول وأعظم سؤال تساله ربك. - سر تشريع التأمين بعد الفاتحة في قول النبي :(من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) في رواية تأميئة تأمين الملائكة. فما سر ختم الفاتحة بالتأمين ؟ السر أنه لما كانت الفاتحة في الصلاة ركنا ، و كان نصفها مشتملا على الدعاء الذي هو حق العبد منها ، كان من حق الإمام القراءة ، وكان من حق المأموم التأمين ، الاستماع والتأمين ؛ لأنه واجب دون القراءة و هذا من أدلة عدم وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة الجهرية كما قال ابن كثير تأملتم ذلك ؟ هذه المسألة مسألة كبيرة جدا لا يسع المقام لتفصيلها إلا أن الإنسان ينبغي أن يجتهد بقراءة الفاتحة ما استطاع حتى يخرج من هذا الخلاف . وأيضا في مناسبة التأمين أنه لما كان الدعاء و هو خاتمة الفاتحة ناسب أن يختمه بالتأمين ليكون كالختم على الكتاب أو الطابع على الصحيفة ، وفي هذا معنى يفيد التأكيد على الدعاء و صدق الطلب فيه و استحضاره و إظهار الحاجة فيه لله عز وجل. - هنا سؤال مهم جدا نختم به وهو وجه تحقيق الفاتحة لكمال الإنسان : هذه الفاتحة كما قال ابن القيم من حققها حقق كمال البشرية وأتم سعادته وقضى حاجاته. نقول: لما كانت الفاتحة مبنية على معاني الكمال و شمول الكمال لله -عز وجل- و اختصاصه بالعبادة ، و كان نصفها الأول مبنيا على إثبات استحقاق الله تعالی و اختصاصه سبحانه بالكمال المطلق ؛ لزم اشتمالها على ما يحقق للعبد الكمال البشري. وقال شيخ شيخ الاسلام ابن تيمية مؤكدا ذلك ، بل قبله في ذلك قال : معاني الفاتحة فيها الحوائج الأصلية التي لا بد للعبد منها وبين أن الدعاء الذي تضمنته الفاتحة وهو قوله :{اهدنا الصراط المستقيم} يجمع مصالح الدين و الدنيا و الآخرة و العبد دائما محتاج إليه لا يقوم غیره مقامه ؛ فلو حصل له أجر تسعة أعشار القرآن يدع ثلله ولم يحصل له مقصود هذا الدعاء لم يقم مقامه و لم يسد مسده. فانظروا يا رعاكم الله إلى هذه السورة وحققوها في قلوبكم و في حياتكم لتحوزوا بها بإذن الله على وجوه الكمال البشري في الدين والدنيا والآخرة. إياك إياك أن تغفل في صلاتك وخاصة في الفاتحة عن استحضار معناها العظيم في تحقيق عبودية الله عز وجل ؛ فإننا ما تريد و الله إلا تحقیق عبودية الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خير الجزاء ورزقك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا بحق ذو الجلال والإكرام. هل بسم الله الرحمن الرحيم. في سوره الفاتحه من السبع المثاني.
تلخيص المقطع:) الجزء الثاني ☆لماذا قال الصراط ولم يقل الطريق ؟ تذكيرا بصراط الآخرة وفي هذا الدعاء حين تدعو اهدنا الصراط المستقيم فانك تدعو ربك عزوجل بدعائين دعاء أن يهديك ربك بصراط الدنيا بالعبودية ودعاء أن يهديك صراط الاخرة التي تدخل به إلى جنه ربك ☆لماذا قال اهدنا الصراط ولم يقل اهدنا صراط ؟ لاتستغراق بمعنى انك تطلب من الله كمال الهداية لهذا الصراط والصراط كله فاذا حققت ذلك حققت كمال السؤال في هذه الآية ويستشعر العبد في هذه الايه كمال الهداية لأمور الدنيا والآخرة قال الصراط ولم يقل صراط للدلالة على انه لا اعوجاج فيه وعلى وضوحه وعلى قربه قال ابن القيم رحمه الله وحقيقته _ الصراط المستقيم _شيء واحد هو طريق الله الذي نصبه لعباده على ألسن رسله وجعله موصولا لعباده إليه ولا طريق لهم إليه سواه بل الطرق كلها مسدودة إلا هذا وهو إفراد عبوديته وإفراد رسوله بالطاعة وهذا كله مضمون الشهادتين فأي شيء فسر به الصراط فهو داخل في هذين النصين _ صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ☆ غرض هذه الاية: التعريف بالصراط المستقيم ☆المراد بالنعمة هنا : كمال الهداية للدين الباعث على كمال التفضيل في الدنيا والآخرة المؤدي لكمال الجزاء وهذا هو المتوافق مع مقصد السورة كما ذكرنا وهو الأنسب لكمال الطلب ☆وهنا سر ... لماذا قال صراط الذين أنعمت عليهم ولم يقل صراط المؤمنين أو صراط الأنبياء والمرسلين ؟ لأن قوله صراط الذين أنعمت عليهم فيه تشويق للنفس فسر الله كلمة انعمت بآية تقول (ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين انعم الله عليهم ظن النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) ☆قال أنعمت عليهم ولم يقل أُنعم عليهم كما قال المغضوب عليهم ولم يقل اغضبت عليهم لماذا ؟ لأن قولك أنعمت فيه اضافة النعمة الى الله عزوجل وهو أشرف وأعظم وأكرم فأسند النعمة اليه هنا لكمال التشريف لهم ولذلك لم يسنده في المغضوب عليهم كأن الله عزوجل أبعد هاؤلئك وقطع عنهم تكريمه _قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين يتضمن بيان طرفي الانحراف عن الصراط هذه الآية اشتملت على بيان طرفي الانحراف عن الصراط المستقيم وأن الانحراف كما قال ابن القيم الى احد الطرفين انحراف للضلال الذي هو فياد العلم والاعتقاد والانحراف الى الطريق الاخر انحراف الى الغضب الذي سببه فساد القصد والعمل ☆للانحراف طريقان: الاول انحراف بقصد والثاني انحراف جهل فالطريق الأول تمثله اليهود فكفرو بالله مع علمهم والنصارى عبدو الله بجهل والنبي صلى الله عليه وسلم فسر المغضوبين عليهم باليهود والصالين بالنصارى لماذا ؟ لان هاتين الطائفتين هما اظهر من اتصف بذلك بجهة انهما جمعتا طرفي الانحراف واصلي الضلالة ونخالفة الهدى وهما الكبر والجهل فاليهود كان انحرافهما بالكبر وفساد القصد والعمل والنصارى كان انحرافهما بالجهل وفساد العلم والاعتقاد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فمن عرف الحق ولم يعمل به أشبه اليهود ومن عبد الله بغير علم بل بغلو الشرك والبدعة اشبه النصارى فالاول من الغاوين والثاني من الضالين ومن جمع بين الضلالة والغي ففيه شبه من هؤلاء وهؤلاء ☆تشريع التأمين بعد الفاتحة في قول النبي صلى الله عليه وسلم من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه ☆ماسر ختم الفاتحة بالتأمين ؟ لما كانت الفاتحة في الصلاة ركنا وكان نصفها مشتملا على الدعاء الذي هو حق العبد منها كان من حق الإمام القراءة وكان من حق المأموم الاستماع والتأمين لأنه واجب دون القراءة وهذا من أدلة عدم وجوب قراء الفاتحة على الماموم في الصلاة الجهرية كما قال ابن كثير وهذه مسألة خلاف كبير جدا لكن على المأموم ان يجتهد في قراءة الفاتحة مااستطاع حتى يخرج من هذا الخلاف ☆لما كان الدعاء وهو خاتمة الفاتحة ناسب أن يختمه بتأمين ليكون كالختم على الكتاب أو الطبع ولهذا قال من وافق تأمينه تأمين الملائكة لماذا ليهتم الانسان في استحضاره لانه إذا كانت الملائكة تؤمن مع الإمام فكان الأولى بالمأموم أن يؤمن مستحضرا هذا الدعاء العضيم ليدخل في الموافقة والاستجابة سؤال مهم جدا وهو وجه تحقيق الفاتحة لكمال الإنسان كما قال ابن القيم من حققها حقق الكمال البشري وأتم سعادته وقضى حاجاته نقول ايها الاحبة لما كانت الفاتحة مبنية على الكمال والشمول وكان نصفها الاول مبنيا على اثبات استحقاق الله واختصاصه بالكمال المطلق لزم اشتمالها على مايحقق للعبد الكمال البشري وان تكون مشتملة على قضاء حاجاته كلها ونيل سعاداته في الدنيا والاخرة وهذا ظاهر بما حققته من المعاني والوجوه التي تضمنته السورة بما يغني عن إعادته
تلخيص المقطع: ) الجزء الثالث وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال معان الفاتحه فيها الحوائج الأصلية التي لابد للعبد منها وبين أن الدعاء التي تضمنته الفاتحةوهو قوله عزوجل الصراط المستقيم يجمع مصالح الدين والدنيا والآخرة والعبد دائما محتاج إليه لايقوم غير مقامه فلو حصل له أجر تسعة اعشار القران يدع ثلثه ولم يحصل له مقصود هذا الدعاء فلم يقم مقامه ولم يسد مسده يقول ابن القيم رحمه الله في كلام نفيس طويل اذكر فاتحته أُحَيلكم اليه في كتاب (الفوائد) فكمال الانسان وسعادته لاتتم الا بمجموع هذه الأمور وقد تضمنتها سورة الفاتحة وانتضمتها أكمل تضمن •°*°•كتاب بدائع التفسير :هذا الكتاب جمع تأملات ابن القيم وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
