بعدَ خَطْفِ العَرباتْ
ثمَّ خطفِ القاطراتْ
ثمَّ خطفِ الطائراتْ
أعلَنَ المذياعُ عن خطفِ سفينَهْ .
قلتُ: يا ربُّ لكَ الحمدُ
على مَرْكَبةِ الفَقرِ الأمينهْ
نحنُ يا ربُّ
مَدى العمرِ .. مُشاةْ !
* * *
أعلنَ المذياعُ فوراً
أَنَّ إحدى الحركاتْ
خطفتْ نعلاً
وقادتْ راكبَ النعلِ رهينَهْ !
قلتُ : يا ربُّ لكَ الحمدُ
وشكراً ، ثمّ شكراً للولاةْ
أنقذونا مَرَّةً أخرى
فلولاهُمْ لما كُنَّا
مَدى العمر .. حُفاةْ
* * *
قالَ لي حافٍ : ولكنِّي رَهينٌ تحتَ جِلْدي .
وأنا في الجلدِ ما زلتُ رهيناً
تحتَ ثوبي .
وأنا في الجلدِ والثوبِ
رهينٌ في المدينَهْ
وهيَ الأخرى رهينَهْ
في بلادٍ مستكينَهْ
خُطِفتْ منذُ أَطلَّتْ للحياةْ
لحسابِ النَسْرِ والدُبِّ معاً
والخاطِفُ المأجورُ يُدعى " سُلُطاتْ " !
قلتُ : يا ربُّ لكَ الحمدُ
فها نحنُ تساوينا أخيراً
مع أبناءِ الذَواتْ !
آبارُنا الشهيدة
تنزفُ ناراً ودماً
للأمم البعيدة
ونحن في جوارها
نُطعِمُ جوعَ نارها
لكننا نجوع
ونحملُ البردَ على جُلودنا
ونحملُ الضلوع
ونستضئُ في الدُجى
بالبدر والشموع
كي نقرأ القُرآنَ
والجريدةَ الوحيدة
حملتُ شكوى الشعبِ
في قصيدتي
لحارس ِالعقيدة
وصاحب ِالجلالة الأكيدة
قلتُ له
شعبُكَ يا سيدَنا
صار على الحديدة
شعبُكَ يا سيدَنا
تهرأت من تحته ِالحديدة
شعبُكَ يا سيدَنا
قد أكلَ الحديدة
وقبلَ أن أفرغَ
من تلاوة ِالقصيدة
رأيتُهُ يغرقُ في أحزانه
ويذرفُ الدموع
وبعد يوم
صدرَ القرارُ في الجريدة
أن تصرفَ الحكومةُ الرشيدة
لكلّ رَبّ أسرة
حديدة جديدة
شعبُنا يومَ الكفاح
رأسُهُ يتبعُ قَولَه
لا تقُل : هاتِ السلاح
إنّ للباطل ِ دولة
ولنا خصرٌ ومزمارٌ وطبلة
ولنا أنظمة
لولا العِدا
ما بقيت في الحُكم ِ ليلة
في مطارٍ أجنبيْ
حَدّقَ الشّرطيُّ بيْ
قبلَ أنْ يطلُبَ أوراقي
ولمّا لم يجِدْ عِندي لساناً أو شَفَهْ
زمَّ عينَيهِ وأبدى أسَفَهْ
قائلاً : أهلاً وسهلاً
… يا صديقي العَرَبي !
زعموا أنّ لنا
أرضاَ, وعرضاَ, وحمية
وسُيوفاَ لا تُباريها المنية
زَعَموا...
فالأرضُ زالت
ودماءُ العِرض ِ سالت
و ولاة ٌ الأمرَ لا أمرَ لهُم
خارجَ نصّ المسرحية
كُلُهم راع ٍ ومسئولٌ
عن التفريط ِ في حقّ الرعية !
وعن الإرهابِ والكبتِ
وتقطيع ِ أيادي ِ الناس ِ
من أجل القضية
****
والقضية
ساعة َ الميلادِ, كانت بُندقية
ثم صارت وتداً في خيمةٍ
أغرقهُ (الزيتُ)
فأضحى غُصنَ زيتونٍ
... وأمسى مزهرية
تُنعِشُ المائدةَ الخضراء
صُبحاً وعَشية
في القصورِ الملكية
****
ويقولونَ ليّ: إ ضحك !
حسناً
ها إنني أ ضحكُ من شرّ البلية ّ!
تنتهي الحرب لدينا دائماً
إذ تبتدئ
بفقاقيع من الأوهام تر غـو
فوق حلق المنشد
(( تم ترم .. الله أكبر
فوق كيد المعتدي ))
فإذا الميدان أسفر
لم أجد زاوية سالمة في جسدي
ووجدت القادة (( الأشراف )) باعوا
قطعة ثانيةً من بلدي
وأعدوا ما استطاعوا
من سباق الخيل
و (( الشاي المقطر ))
وهو مشروب لدى الأشراف معروف
ومنكر
يجعل الديك حماراً
وبياض العين أحمر
***
بلدي ... يا بلدي
شئت أن أكشف ما في خلدي
شئت أن أكتب أكثر
شئت ... لكن
قطع الوالي يدي
و أنا أعرف ذنبي
إنني
حاجتي صارت لدى كلبٍ
و ما قلت له : يا سيدي
زلازل شعرية، زلزال احمد مطر
شئتُ أنْ ألعنَ والينا ، فقالوا :
باعَ للسيّافِ رأسَهْ .
شئتُ أنْ ألعنَ أمريكا ، فقالوا :
حَفَرَ المسكين رَمْسَهْ .
شئتُ أنْ ألعنَ أورُبَّا ، فقالوا :
دخلَ الشاعرُ حَبْسَهْ .
ثمَّ لمَّا اشتدَّ يأسي
شئتُ أنْ ألعنَ نفسي .
قيل لي : هذا اختصاصُ السيّدِ الوالي
ولو شاركتَهُ تخدشُ حِسَّهْ !
* * *
لم يَعُدْ لي
غير أنْ أكتُبَ خِلسَهْ :
لَعَنَ اللهُ الذي يلعنُ نفسهْ !
#زلزال #أحمد_مطر
#زلزال_تركيا
زلازل احمد مطر الشعرية
5 сен 2024