اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ❤
قصيدة طيف سميرة للشاعر محمود سامي البارودي
خُمَاسِيَّة ٌ، لَمْ تَدْرِ مَا اللَّيْلُ والسُّرَى … ولم تَنحَسِر عَن صَفحتيها السَتائرُ
عَقِيلَة ُ أتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَولَهَا … كما دارَ بالبدرِ النُجومُ الزَواهِرُ
غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَة ٍ … وَلا هُنَّ بالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَوَاعِرُ
تَعوَّدنَ خَفضَ العيشِ فى ظِلِّ والدٍ … رَحِيمٍ وَبَيْتٍ شَيَّدَتْهُ الْعَنَاصِرُ
تُمثِلُها الذكرى لعينى ،كأنَّنى … إلَيْهَا علَى بُعْدٍ مِنَ الأَرض نَاظِرُ
فيا بُعدَ ما بينى وبينَ أحبَّتى … ويا قُربَ ما التفَّت عليهِ الضَّمائر
فإن تَكُنِ الأيامُ فرَّقنَ بيننا … فَكُلُّ امْرِىء ٍ يوْماً إلَى اللَّهِ صَائرُ
هِي الدَّارُ؛ ما الأَنْفَاسُ إلاَّ نَهَائِبٌ … لديها ، وما الأجسامً إلاَّ عقائرُ
إذا أحسَنتَ يوماً أساءت ضُحى غدٍ … فَإِحْسَانُهَا سيْفٌ عَلَى النَّاسِ جَائِرُ
تربُّ الفتى ، حتَّى إذا تمَّ أمرهُ … دَهَتْهُ، كَما رَبَّ الْبَهِيمَة َ جَازِرُ
لها تِرة ٌ فى كلِّ حى ّ ، وما لها … عَلَى طُول مَا تَجْني علَى الْخَلْق وَاتِرُ
كَثِيرة ُ أَلْوانِ الْوِدادِ، ملِيَّة ٌ … بأَنْ يَتَوَقَّاها الْقَرينُ الْمُعَاشِرُ
فَمن نَظرَ الدُنيا بِحكمَة ِ ناقدٍ … دَرَى أنَّها بينَ الأنامِ تُقامِرُ
14 ноя 2019