لغة اعتبار شبه الجملة -الجار والمجرور أو الظرف- مبتدأ وإسما للنواسخ؛ مثل: كان وأخواتها وإن وأخواتها. 

لغة اعتبار شبه الجملة الجار والمجرور أو الظرف مبتدأ وإسما للنواسخ؛ مثل: كان وأخواتها وإن وأخواتها.
إعجاز المعارضين في شبه الجملة إثبات على معجزة المسيح الموعود عليه السلام
رسالة إتمام الحجة ..44
1: من لغات المسيح الموعود عليه السلام التي أعجزت المعارضين وأوقعتهم في فخ لم يفلتوا منه، هي لغة اعتبار شبه الجملة مبتدأ واسما للنواسخ، مثل: كان وأخواتها وإن وأخواتها. ونقصد بشبه الجملة الجار والمجرور أو الظرف.
2: فمن مسلمات صناعة النحو عند أغلب النحاة أن شبه الجملة لا يمكن أن تكون مبتدأ، بل فقط خبر وخبر للنواسخ. لذلك يجب أن نقول وفق ما نتعلمه: كان في الهند نبيٌ؛ كما يجب أن نقول: إن في الدار رجلاً.
3: إلا أن هذا الأمر لهو في الحقيقة موضع خلاف بين النحاة وبين البيانيين والبلاغيين، حيث لم يوافق البيانيون على ما أقره النحاة في صناعتهم. وعند البيانيين ممكن لشبه الجملة أن تكون مبتدأ وممكن أن تكون اسما لكان وأخواتها وإن واخواتها.
4: وبناء على ذلك يجوز القول: كان في الهند نبيا وإنّ في البيت رجلٌ. وبناء على ذلك حسب رأي البيانيين يجب توجيه العديد من الآيات القرآنية فمثلا: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } (الأحزاب 24) فـ (من المؤمنين) هي المبتدأ، ورجال هي الخبر، لأنها هي موضع الفائدة والإخبار.
5: والمسيح الموعود عليه السلام اتبع نهج البيانيين هذا في العديد من المواضع، واعتبر شبه الجملة مبتدأ واسما للنواسخ فقال: كان في الهند نبيا، وقال: إن لكل مقام مقالٌ.
فوقع المعارضون في الفخّ وظنوا جهلا أن حضرته يخطئ بنصب اسم كان ورفع اسم إن المؤخرين.
6: والمسيح الموعود عليه السلام لم يبتدع هذه اللغة من عنده، بل نجدها أيضا في لغة الإمام الشافعي ورسالته. وقد قال عنها محقق الرسالة أحمد شاكر بأنها قد تكون لغة عربية قديمة لم تنقلها إلينا الكتب والمراجع اللغوية .
7: فهكذا أعجز المسيح الموعود عليه السلام المعارضين، وكانت هذه اللغة فتنة للذين في قلوبهم مرض. وهي مظهر عظيم من مظاهر الإعجاز في لغته عليه السلام، وإثبات واضح على صدق معجزته في تعلمه اللغة العربية من الله تعالى. حيث يتكلم عليه السلام بلغة عربية لم تنقلها إلينا الكتب العربية والمصادر النحوية.
ألا هل بلغت !؟ اللهم اشهد..