Тёмный

معارضة أم تقويم ؟ - خطبة الجمعة - الشيخ علي حسن 

Masjid Sayed Hashim Bahbahani
Подписаться 11 тыс.
Просмотров 182
50% 1

- هناك الكثير من الصور الإيجابية في إحياء ذكرى النهضة الحسينية، سواء في أجواء عاشوراء أو الأربعين، من قبيل:
1. الجاذبية العفوية والتلقائية للتفاعل مع الموسم، ومن دون حاجة إلى إصدار دعوات للناس، بل الناس هم الذين يبحثون عن المجالس والفعاليات ويشاركون فيها بكل حماسة.
2. تمكين وتقوية الارتباط بمدرسة أهل البيت (ع) بزخمٍ روحي كبير.
3. العطاء الإيماني والفكري والثقافي والشرعي والأخلاقي والتربوي والاجتماعي المكثّف.
4. الزخم العاطفي الكبير الذي يشهده الموسم، وللعاطفة دور مهم في توجيه الناس.
5. التفاعل مع قضايا الساعة والتحدّيات المختلفة، فكرية كانت، أم سلوكية، أم سياسية، أم اجتماعية، أم غيرها، عرضاً ومعالجة.
- كل هذا، وغيره، جعل أصحاب الفكر والرأي والمنصفين يغبطوننا على هذا الموسم المُلهِم، ويتمنّون أن يحظوا بمثله.
- ولكن في البين مَن يعمل على التركيز فقط على بعض السلوكيات والمظاهر والخطابات السلبية الصادرة في الموسم... وكلكم تعرفونها... فيحرف البوصلة نحو الخروج بانطباعات سلبية عن مُجمل هذا الحراك الإيماني والثقافي والإنساني، وكأنّه حِراك متخلِّف، أو غوغائي، أو لا إنساني.
- صدور بعض هذه السلبيات أمرٌ متوقّع ما دام لعامّة الناس دورٌ في الإحياء... فمخيّلةُ البعض، وسلوكياتُهم غير منضبطة بضوابط شرعية، ولا يمتلكون معايير شرعية واضحة، ولذا تدفعهم حماستُهم إلى ابتداع أمورٍ تُسئ أو تشوّه صورة هذا الحِراك العظيم.
- وهنا يبرز دور العلماء والمبلغين والمؤمنين من أصحاب الوعي والبصيرة لتحمّل مسئولياتهم في التوجيه والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي يمثّل أهم وأبرز شعار من شعارات كربلاء النهضة.
- ففي وصية الإمام الحسين (ع) لأخيه ابن الحنفية قبيل خروجه من المدينة المنورة: (وأني لم أخرج أشِراً ولا بَطِراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب).
- سمعتُ مِن أحد علماء الشام الأحناف، أن شخصاً جاء يشتكي وبكل غضب وانفعال من قيام بعض الجهلة من الناس بربط خيوط على شباك مسجد لينالوا مرادهم، فقال للشاكي: كان الناس يفعلون ذلك من قبل، أو ما زالوا يفعلون ذلك الآن؟ قال الشاكي بكل حماسة: إي نعم. وكأنه يتصور أن الشيخ سيشاركه الغضب ولربما صبّ اللعنات عليهم، فإذا بالشيخ يقول مبتسماً: (إي عال)، ودور العلماء أن يُصحِّحوا أخطاء الناس ويوجّهونهم.
- وبالفعل، دور العلماء وأهل الدين أن يعملوا على الإصلاح، ويأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، لا أن يصطدموا بالناس، ويصبّوا عليهم اللعنات.
- ولا ننسى فئة الانتهازيين الذين يستغلّون اسم الحسين (ع) والشخصيات العاشورائية، ويوظّفون ذلك لمصلحتهم، وقد قال (ع): (الناس عبيد الدنيا) والناس هنا لا يخص عامة الناس، بل يشمل حتى فئة رجال الدين، ففي كل شرائح المجتمع مَن هم عبيد الدنيا ومَن يشملهم الوصف التالي (والدين لعِقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درَّت معايشُهم).
- إذاً للانتهازيين دور في صدور بعض السلوكيات والمظاهر والخطابات السلبية الصادرة في الموسم، ولهذا الاستغلال صور متنوعة، وهذا أيضاً أمر متوقَّع، ولا يخصّ إحياء النهضة الحسينية، بل نجده في كل الأديان، وعلى طول التاريخ البشري.
- سبب التركيز على تلك السلبيات يعود إلى عوامل، من بينها:
1. طبيعة إقبال الناس على عناصر الإثارة أكثر من العناصر الفكرية أو الهادفة.
2. ردود فعل البعض تجاه هذه السلبيات، فيعيدون إرسالها لا من باب التشجيع، بل من باب النقد، مما يسهم في انتشارها أكثر.
3. جهود بعض المحاربين لمدرسة أهل البيت (ع) للتصيّد وتشويه صورة كل ما يمتّ بصلة إلى هذه المدرسة.
4. جهود مخابراتية تعمل على تأجيج الصراعات بين المسلمين، ضمن سياسة (فرِّق تسُد)، فمرّة ترتدي لباس الدفاع عن التسنّن، وأخرى لباس الدفاع عن التشيع، وتضرب هذا بذلك.
- ولاشك أن بعض السلبيات التي أشرنا إليها في ما له علاقة بإحياء النهضة الحسينية يمكن توظيفها بسهولة في هذا الاتجاه من خلال الشحن العاطفي والإثارة الانفعالية.
- إنَّ وجودَ بعضِ المظاهرِ السلبيةِ خلالَ إحياءِ ذكرى النهضة الحسينية، سواء خلال الموسم العاشورائي أو زيارة الأربعين، وسواء صدَر عفوياً أو عن جهل أو عن سوءِ استغلالٍ أو تعمّدِ تشويه، لا يعني معارضةَ المشروعِ أو مقاطعتَه، بل يعني تهذيبَه والعملَ الجادَّ والمستمرَّ على تخليصِه مما يعلَقُ به مِن شوائب، وهذه وظيفةُ العلماء والمبلّغين والمؤمنين مِن أصحاب الوعيِ والبصيرة، وهو ما يتماهى مع الشعارِ العريضِ الذي يُلخّصُ هذه النهضةَ حين قال صاحبها (ع): (وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي [ص] أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر). دعاؤنا للجماهير المليونية المحتشدة لزيارة الأربعين بقبول الأعمال، وبالخروج من هذا الموسم الإيماني بأكبر حصيلةٍ مِن العطاءِ الإيمانيّ والروحيّ والفكريّ والمعرفيّ والسلوكيّ المنبثقِ مِن دروسِ وعِبَر النهضةِ الحسينيةِ ومضامينِ إحيائها، وأن تشملهم يدُ العنايةِ الإلهية بالأمنِ والسلامةِ مِن كلِّ شَرّ وسوء، وأنْ لا يَنسَوا أنَّ القضيةَ المركزيةَ اليومَ هي نُصرةُ المقاومينَ في وجهِ العدوانِ الصهيونيِّ الوحشيِّ والمستمرِّ منذ أكثر من ثلاثمائة يوم.. نصرةُ المقاومينَ في ساحات القتال، والمقاومينَ من المدنيّين بصبرِهم الأسطوري، فلعلّ دعواتِهم في أجواء هذه الزيارة المليونية تَفتحُ أبوابَ الإجابةِ في تعجيلِ النصرِ والفرج. وتحية لموكب نداء الأقصى الدولي المنطلق منذ أيام في كربلاء في أجواء الأربعين الحسينية، وما فيه من صور
الأخوّة بين علماء المسلمين، وفعّالياتِه المُعبّرة عن التلاحم مع القضية الفلسطينية.
اللهم انصر الإسلام وأهله، واخذل الكفر والنفاق وأهله، اللهم انصر المجاهدين والمقاومين، وفرّج عن أهلِ غزةَ والمظلومين، وأنزل عذابَك على الصهاينة المجرمين، واردد كيدَهم إلى نحورِهم إله الحق آمين.
مسجد سيد هاشم بهبهاني
الكويت

Опубликовано:

 

12 сен 2024

Поделиться:

Ссылка:

Скачать:

Готовим ссылку...

Добавить в:

Мой плейлист
Посмотреть позже
Комментарии : 1   
@knight-723
@knight-723 19 дней назад
احسنتم شيخ علي بوركتم جزاكم الله خير السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين 🤲💚
Далее
Decompress small game, have time to play it!
00:35
Decompress small game, have time to play it!
00:35