مفهوم السعادة - د. محمد خير الشعال 

تَعرِض الخُطبة للحديث عن السعادة(مفهومها الصحيح- مفاهيم خاطئة لها- صور منها).
خطبة: مفهوم السعادة
من سلسلة: مفاهيم تحتاج إلى تصحيح
بتاريخ: 2023/05/26
للشيخ الطبيب محمد خير الشعال
في مسجد: أنس بن مالك
لمتابعة الخطبة على
• الموقع: dr-shaal.com/material-details...
• الساوند كلاود: / 154-adada1
0:00:00 مقدمة الخطبة
0:04:35 أخطاء شائعة
0:07:30 مفاهيم خاطئة للسعادة
0:08:40 هدف الشرائع السماوية إسعاد البشرية
0:11:10 قانون الحياة الطيبة
0:13:32 حقيقة السعادة
19:00:00 قانون المعيشة الضنك
0:25:12 تصحيح الأخطاء
0:26:36 خلاصة الخطبة
الحسابات الرسمية:
• الموقع: dr-shaal.com
• الفيسبوك: FB.com/DrShaal
• التلجرام: t.me/drshaal
خطبة صلاة الجمعة 26/ 5/ 2023 للشَّيخ الطَّبيب محمَّد خير الشَّعَّال, في جامع أنس بن مالك، دمشق - المالكي(مفهوم السعادة)الناس جميعاً يبحثون عن السعادة؛ فمنهم من يظنها مقرونة بالمال، ومنهم من يعتقدها حليفةً للجاه، ومنهم من يؤكد أنها مصاحبة للجمال، ومنهم من يراها بطعام شهي وثوب بهي، ومنهم من يبحث عنها في شهادة عالية أو وظيفة سامية، ومنهم من يطوف الأرض سائحاً باحثاً عنها، وكلُّ هؤلاء إذا ملكوا ما ظنوه يُسْعِدُهم قد يسعدون وقد لا يسعدون. اعلموا أيها الإخوة أن الله تعالى أنزل شرائعه وأرسل رسله ليُسعد الإنسان فرداً وأسرة ومجتمعاً وإنسانيةً، قال تعالى: ﴿‌وَمَا ‌خَلَقْتُ ‌الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] أي إلا ليعرفوني إلا ليوحدوني إلا ليسعدوا بعبادتي، وقال تعالى: ﴿طه (١) مَا أَنْزَلْنَا ‌عَلَيْكَ ‌الْقُرْآنَ ‌لِتَشْقَى﴾ [طه: 1-2] أي ما أنزلناه لتشقى به بل أنزلناه رحمة وسعادة. فمن تمسك بتعاليم الله وعمل بأوامره ونواهيه في عباداته الشعائرية ومعاملاته المالية وعلاقاته الأسرية وأموره القضائية وحياته السياسية حالفته السعادة لاريب، فقيراً كان أو غنياً جميلاً كان أو قبيحاً وجيهاً كان أو بسيطاً، ومن خالفها خالفته فقيراً كان أو غنياً جميلاً كان أو قبيحاً وجيهاً كان أو بسيطاً.في القرآن الكريم قانون للحياة الطيبة وقانون للمعيشة الضنك يؤكد هذا المعنى، ففي قانون الحياة الطَّيبة قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] فالإيمان مع العمل الصالح مؤداهما السعادةُ والحياةُ الطيبة والآخرة الكريمة الحسنة المشرفة كما تقول الآية الكريمة.فالسعادة أيها الإخوة هي زوج تنتظره زوجته إذا عاد من العمل بثوب حسن وابتسامة عريضة واستقبال بهيج ترضى بما قسم الله لها على يديه من الرزق وتدعو له بالبركة وطول العمر والعافية. السعادة هي طالب جامعي بات الليل ساهراً على دراسته أيام الامتحان وباتت أمه تقرأ القرآن على نية نجاحه وتوفيقه، يُقَبِّل يدها في الصباح مودعاً وتغمره بدعواتها وحنانها. السعادة هي إنسان كسير جبرتَه أو شارد عن درب الله إلى درب الله رددتَه أو يتيم كفلته أو مسن أعنته أو مجلس ذكر التزمتَه أو وِردٍ من القرآن حفظتَه، السعادة هي الإيمان والعمل الصالح {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].أما قانون المعيشة الضنك في القرآن الكريم فقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ [طه: 124-126].فالإعراض عن أوامر الله ونواهيه مؤداهما المعيشة الضيقة الصعبة الشديدة، والآخرة المهينة المذلة المخزية.وكلُّ الذين يعرضون عن تعاليم الله وشريعته فقراءَ أو أغنياء، متزوجين أو غير متزوجين، أصحاب سلطةٍ أو بدون سلطة، رجالاً أو نساءً، سيعيشون الحياة الضنك والشدة، وسيحشرون إلى يوم ثقيل.
والحمد لله رب العالمين
#الشيخ #الطبيب #محمد #خير #الشعال