الفلسفة أو الفلسفة السياسية أو الفكر السياسي كلها مواد تدرس ضمن حقول معرفية متقاربة جدا هي علم الاجتماع وعلم السياسة والانثروبولوجيا السياسية ، لهذا فالثراث الفكري السياسي لرواد النهضة في اوروبا مثلا يندرج في إطار الفكر السياسي أو الفلسفة السياسية وليس الفلسفة ، لأن الفلسفة لا تتناول فقط المواضيع ذات الصلة بالفكر السياسي بل تتجاوز ذلك الى طرح الأسئلة الوجودية الكبرى ، وما ذكر في البرنامج قريب جدا من السيرة الذاتية لرواد الفكر السياسي النهضوي في أوروبا أو تبسيط لافكار ميكيافيللي ، وبالاخص التركيز على واقعية ميكيافيللي أي ماهو كائن وليس مايجب أن يكون ، على كل حال شكرا على هذه الا لتفاتة لأحد الأعمدة الكبرى للفكر السياسي والذي عانى كثيرا من عدم الفهم والاستيعاب الصحيح .
شهادتي مجروحة في الحلقة الماضية و في حلقة اليوم.. تطور جميل في الأداء و المضمون أتمنى أن يصاحبه زيادة في مدة البرنامج أو في حلقات الأسبوع... متعتي الثقافية كانت باذخة و أنا أتابع حكيك السلس و المحترف... صراحة لو كنت بالمغرب، لقابلت مدير القناة و رفعت له طلبي شخصيا... و بالدارجة : شوف أسيدي المديرالمحترم، عشر دقائق ـ ماكافياشي ـ ، الرائعة ليلى البدري صالحتني مع الثقافة في التلفزة المغربية و أنا مخاصمة معاها من نهار وقفوا برنامج ـ كمبيوتر سبعة لفاطمة التواتي ـ ، يعني من العصر الطباشيري هههه... بخصوص موضوع الحلقة، ذكرني بواحدة من أروع تجاربي الجامعية بأمريكا قبل سنوات، حيث خضعنا كطلبة ـ مهنيين محترفين ـ لتجربة حقيقية معتمدين على قواعد ميكيافيل، كان علينا إتخاد قرارات صعبة و لا أخلاقية، دخلت في مناظرة تاريخية مع الأستاذ و كانت بوابة لتغيير عميق في طريقة التفكير.. كانت بحق أغرب مغامرة في علم الأخلاق و القيادة و السياسة.. و التعايش مع الشر... و وقفنا واحدا واحدا على خط التنافس فيه ... سألني أستاذي في نهاية المطاف، ما قرارك؟ أجبت بما تبقى في من خير، سأعود لبلدي المغرب .. سأعود لأغسلني ... تلطخت بما يكفي! ــــــــ شكرا جزيلا ليلى و دمت متألقة... و أنيقة بكل شيء.
إيطاليا 1513 منطقة توسكانا ، كان هناك رجل حزين فلورنسي ، كان شخصا مهما ، كان سكرتير حكومي و سفير ، مكيافيلي ، و يقول و يتكلم عن السيادة و السياسة ، السيادة هي السياسة .