المواكب
الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ إذا جُبِروا
والشرُّ في الناسِ لا يفنى وإن قُبِروا
وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تحركها
أصابعُ الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالمٌ علمٌ
ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقِرُ
فأفضلُ الناس قطعانٌ يسير بها
صوتُ الرعاةِ ومن لم يمشِ يندثرُ
ليس في الغابات راعٍ...
لا ولا فيها القطيعْ
فالشتا يمشي...
ولكن لا يُجاريهِ الربيعْ
خلق الناس عبيدًا...
للذي يأبَى الخضوعْ
فإذا ما هبّ يوما...
سائرا
سار الجميع
#جبران_خليل_جبران
```
في هذه الأبيات، جبران يعبّر عن نظرته المتشائمة أحيانًا تجاه الطبيعة البشرية. يرى أن الخير في الناس ليس متأصلاً بل هو نتاج الظروف، بينما الشر يمكن أن يبقى ويستمر حتى بعد زوال أسبابه. ويشير إلى أن الناس غالباً ما يتحركون بتأثير الزمن والأحداث، كأنهم آلات موجهة، وأنهم يميلون إلى السير ضمن المجموعات، متبعين القادة دون تفكير عميق.
هذه الفلسفة جزء من رؤية جبران الأوسع للعالم، حيث يدعو إلى التأمل الفردي والبحث عن الحقيقة الداخلية بعيدًا عن القوالب الاجتماعية المفروضة.
16 сен 2024