قال سبحانه: "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ"[العنكبوت:45]. فقيل: المعنى: إنكم في الصلاة تذكرون الله، وهو ذاكر من ذكره، ولذكر الله تعالى إياكم أكبر من ذكركم إياه، وهذا يروى عن ابن عباس، وسلمان، وأبي الدرداء، وابن مسعود رضي الله عنهم. وكان شيخ الإسلام أبو العباس قدس الله روحه يقول: الصحيح: أن معنى الآية : أن الصلاة فيها مقصودان عظيمان، وأحدهما أعظم من الآخر، فإنها تنهي عن الفحشاء والمنكر، هي مشتملة على ذكر الله تعالى، ولما فيها من ذكر الله أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر.
قال أحد العارفين : إنه لتمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب . فمحبة الله تعالى، ومعرفته، ودوام ذكره، والسكون إليه، والطمأنينة إليه، وإفراده بالحب، والخوف، والرجاء، والتوكل، والمعاملة، بحيث يكون هو وحده المستولى على هموم العبد وعزيمته وإرادته، هو جنة الدنية، والنعيم لا يشبه نعيم، وهو قرة عين المحبين، وحياة العارفين. وإنما تقر أعين الناس بهم على حسب قرة أعينهم بالله عز وجل، فمن قرت عينه بالله، قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.
قال بكر بن عبد الله المزني : «من كان مسلمًا، وبدنه في عافية؛ فقد اجتمع علبه سيد نعيم الدنيا، وسيد نعيم الآخرة! لأن سيد نعيم الدنيا هو العافية، وسيد نعيم الآخرة هو الإسلام» .
إن الله يحب التوابين إن الله يحب الصادقين إن الله يحب المتطهرين إن الله يحب المستغفرين إن الله يحب المتقين إن الله يحب الصابرين إن الله يحب الحامدين الشاكرين
لما كانت الصلاة مشتملة على القراءة والذكر والدعاء، وهي جامعة لأجزاء العبودية على أتم الوجوه، كانت أفضل من كل القراءة والذكر والدعاء بمفرده، لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر الأعضاء.
🔴 👁الحكاية 👁 🔴 💧 💧 كنت ليلة معه رحمه الله في (مدينة) في بيت فقال هيا بنا نجلس في الخارج فأنا يضيق نفسي بالجلوس في البيوت المغلقة أو السجون الخرسانية قلت له لابد أن له هذه حكاية أيضاً قال نعم وإن شئت قل هي أصل الحكاية قلت أعد المجلس خارج البيت ولكن الطريق قال كان الناس يجلسون على الطريق ويعطونه حقه بإماطة الأذى وغض البصر وعدم إتباع النظرة النظرة فلما أعددت متكأً خارج المنزل قلت هيا بنا فقام معي وقد رأيت في خطاه ثقل وآلمني ذلك ولكني لم أجهر بذلك له فقد خبرته مع شدته في موضع الشدة إلا أنه أرق الناس وتذكرت قول ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين ومعناه أن لاتقابل الغريب بالخوف بل بالرجاء وقد عاش رحمه الله غريباً مسافراً بين أهل زمانه منذ أن ولد يتيماً يحمل في صدره قلب أم على قومه والمسلمين والمستضعفين في الأرض يحمل في صدره قلب طائر لايحب الأسر كان جمرة مشتعلة تنضج لغيرها الطعام وتأكل من بعضها وإذا قلت له ونفسك قال نفس هالكة ومتعتي هي أنا أرى الناس مجتمعة على فطرة كالأطفال تضحك وتعبد الله وتصل الأرحام وتضرب في الأرض هذا يصلي وهذا يصنع وهذا يزرع وهذا يرعى وهذا يجاهد وهذا يتصدق وينفق وهذه ترعى أبناءها وهذه تطاردهم وهذا يقرأ القرآن ويعلمه وهذا وهذا وهذا وكلهم يسألون رباً واحداً لاشريك له كنت إذا سمعته وهو يتحدث عن الدنيا تقول أنه خلق لها وهو لايملك منها ثمن عشائه وهو قادر بحكمته على أن يكون من أعظم أهلها مالاً ولكنه يرى الحياة رحلة ويرى للرحلة حكاية فقلت أحب أن أسمع الحكاية التي أخرجتنا من البيت للطريق قال قد كنت يتيماً عند أمي وكانت امرأة عظيمة لم تتزوج بعد أبي وفاء له وحتى لاتطفئ جمرتها منه برجل آخر فتخدر عيني بعد إبصارها وتميت جمرتي بعد اشتعالها وكنت بين أهل أمي وكانوا على اجتماع وسنة وكنا نعيش في حي أكثر من فيه من أبناء عمومتنا فوالدتي كانت ابنة عم بعيد لأبي وكانت صحفتنا وجفنتنا وقصعتنا واحدة في شدتنا ورخائنا ثم نزغ الشيطان بين أهل أمي فتبدلت سعادتهم لشقاء وبذلهم لحرص وأمانهم لخوف وترقب وحركتهم لرسف في قيد وأثناء هذا كنت بينهم وقد قع الجفاء منهم لأمي فكل طرف منهم يقول إذا أردتي صلتي عليك أن تقطعين الطرف الآخر من أهلنا وكانت جدتي والدة أمي لما رأت ما رأت منهم اعتزلت الفريقين وعاشت بيننا على القلة عقدين وأنا أنظر لهذا كله من حولي وكان أبناء الحي من أبناء أخوالي وعمومتي وأهلنا أقران لي ولكن وحشة التفرد واليتم شحذت ذكائي فكنت كبير في ثياب طفل وكنت أجلس من وحشة التفرد على الطريق فيأتوني ويجالسوني وآنس برؤيتهم وحديثهم ويأنسون بالحديث معي فكانوا يزدادون كل يوم ويأتون بأصدقاء لهم معهم من غير حينا وأنا في موضعي لا أتزحزح لسببين الأول أمي لا أريدها أن تخشى علي فأعقها والثاني أني لا أريد تغيير مكاني فيضلون بعد ذلك عني فكان أباؤهم يمرون بهم ويقولون (لاتجالسون هذا الداشر الهامل) وكنت من موضعي ذاك أحرك حينا وأشعل حركته فيأتي أحدهم ويحكي لي قصة أو حدث وقع له أو لغيره فأتفكر فيها وآخذ ماينفع الناس منها فيأتينا آخر فأعطيه ما أخذت وآخذ منه لأعطي غيره وبقيت على هذا زمناً فحركت بذلك دورة مياه نفوس أهل الحي واستمتعت نساؤهم وبناتهم بالأحداث وباتت حياتهم مشتعلة دون أن يعلمون من المحرك لها كان يظنون أن آباؤهم وأموالهم التي كانت تحركها وليس ذاك اليتيم الذي كانوا يقولون عنه الداشر الهامل وذاك الحي أحيى به الله مدينة أحيت مدن ومازلت على ذلك حتى ثقلت خطوتي كما ترى فأنا كنت إذا رأيت في قومي خمول أشعلت المنافسة بين فريقين منهم دون أن يشعرون وأمسكت زمامها بطرف ثالث دون أن يشعر هذا الثالث لأحرك الرحى فيطعم الناس ويشربون ويلبسون وينكحون ويتنافسون بينهم فتشعل المنافسة منافسات ولكنها محكومة بأحكام المنافسة الأولى لقد كنت يابني أرى نفسي (عنكبوت ونحلة ونملة ) فهل تستطيع أن تكون كل ذلك ؟ فتحمل الراية من أسفل لأن من في أعلى الهرم يحصد ثمار عمل من في الأسفل ويذوق حلاوة ثمر عمله ولايذوق مايذوق من الآلام التي يذوقها والجمر لايوضع فوق القدر بل أسفله فهل تستطيع أن تحمل كل هذا يابني ؟ فذرفت دموعي وهو يتحدث وقال لاتبكي يابني فأنا كنت أعمل هذا لألقى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ولم أدخر جهداً في تعليم أمته والمستضعفين منهم ومن غيرهم أو إيقاظهم أو حتى إلهائهم عن آلامهم أو تحريكهم عند توقفهم حتى لاتتكدر مياه نفوسهم فتخبث طباعهم هذه هي الحكاية يابني ولكل فرد وأسرة وقبيلة ودولة وأمة سالفة وحكاية .....
قال أحد العارفين : إنه لتمر بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب . فمحبة الله تعالى، ومعرفته، ودوام ذكره، والسكون إليه، والطمأنينة إليه، وإفراده بالحب، والخوف، والرجاء، والتوكل، والمعاملة، بحيث يكون هو وحده المستولى على هموم العبد وعزيمته وإرادته، هو جنة الدنية، والنعيم لا يشبه نعيم، وهو قرة عين المحبين، وحياة العارفين. وإنما تقر أعين الناس بهم على حسب قرة أعينهم بالله عز وجل، فمن قرت عينه بالله، قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.
احسنت لاكن لو لم تحط صور الناس هذه ( الرسم ) افضل لانه الصور هذه لاتجوز بـ الاصل فا اخشى انك تكون على نفس الذنب لو تحط صور اشجار او بيت بدون ذوات ارواح احسن وجزاك الله خيرا
عن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز قال : «ما قلّب عمر بن عبد العزيز بصره إلى نعمة أنعم الله عز وجل بها عليه؛ إلا قال : اللهم إني أعوذ بك أن أبدل نعمتك كفرًا، أو أكفرها بعد معرفتها، أو أنساها فلا أثني بها».