أنبه أن الشيخ جزاه الله خيرا أخطأ في تفسيره لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم لحاطب رضي الله عنه.. و هو إنما شفع لحاطب رضي الله عنه عمله في بدر وعفو الله تعالى على أهل بدر وذلك من خصائص و ميزات أهل بدر رضوان الله عليهم أجمعين ....و لكن ذلك الفعل يأخذ بظاهره الكفر البواح إذ أنه نصر دنياه على دينه فذلك يؤخذ بالعموم .... قال عبد الله بن عتبة : ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا ، وهو لا يشعر . قال : فظنناه يريد هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء [ بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ] ) الآية . تفسير بن كثير . والتولي نوع من أنواع الشرك وهو شرك المحبة ! قال تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ الله شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)). و التولي قد يكون قلبي أو عملي ( كالأقوال والأفعال ) و كلاها من الكفر البواح ولكن يختلفان في الأحكام : 1- إن كان التولي قلبي من دون أعمال الجوارح والأقوال والتمويل فحكمه حكم المنافقين الذين يبطنون الكفر و يظهرون الإسلام وهو معاملتهم معاملة المسلمين و نكل السرائر إلى الله ما دام لم يظهر توليه التولي الأكبر . 2- إذا كان التولي عملي بالأقوال و الأفعال فحكمه حكم المرتد الذي خرج عن الإسلام ولو كان يكره الكفار باطنا و لكن فضلهم على مصلحة أو غيرها ولم يكن هنالك عذر كالكره . و من التولي الأصغر الذي يأثم صاحبه كالإعجاب بالكافر لأجل رياضة كالكرة القدم أو لأجل أخلاقه أو ملابسه وغيرها من الإعجاب الذي يفتح بابا للتولي الأكبر و لأجل ذلك يمنع و يحرم أي وسيلة تؤدي لإضعاف الولاء والبراء و التوحيد الذي أمر بالغلظة على الكفار والشدة عليهم و الكفر بالطاغوت الذي لابد أن يحققها العبد بالقول و العمل .