*هل صحيح ان حفظ القرآن سنة عن النبي محمد، وهل كان هناك من يحفظ القرآن كاملاً؟
*لماذا كان هناك اكثر من مصحف، وليس مصحف واحد، لماذا كانت مختلفة عن بعضها البعض؟
*لماذا يصر الإخوان والإسلاميون علي تحفيظ القرآن وليس تدبر القرآن؟
Music promoted by : www.chosic.com
مقال للأستاذ مؤمن سلام:
اتبع الإسلام السياسي الكثير من التكتيكات الدعوية لنشر أفكارهم في المجتمع المصري من أجل إحكام السيطرة على العقل المصري وتسخيره لخدمة الأهداف السياسية لهذه الجماعات الأصولية. أحد هذه التكتيكات كان التسويق لتحفيظ الأطفال القرآن بالكامل باعتباره سنة عن الرسول والسبيل لدخول الجنة مستشهدين بجملة من الأحاديث للتدليل على صحة موقفهم. والحقيقة لم يكن الهدف هو حفظ القرآن بقدر ما كان شرح وتفسير القرآن لهؤلاء الأطفال، بطريقة تجعلهم حاملين لفيروس الإسلام السياسي فإذا كبروا وعقلوا كانوا في أقل تقدير داعمين ومؤيدين ومصوتين لصالح الأحزاب الدينية ورؤيتهم السياسية الدينية إن لم يكونوا أعضاء مقاتلين في صفوف هذه الجماعات.
وهنا يأتي السؤال هل حفظ القرآن سنة عن الرسول كما يدعون؟ وإذا كان سنة عن الرسول فلماذا لم يحفظ أحد من الصحابة القرآن كاملا؟
بالطبع سيستغرب الكثير كيف أن أحد من الصحابة لم يحفظ القرآن كاملا، نعم لم يحفظ أحد من الصحابة القرآن كاملا، وان لم تصدق ذلك فما عليك إلا العودة إلى قصة جمع القرآن في عهد أبو بكر الصديق والذي أعتقد أن الكثير منا يحفظها، ولكن لأننا فقدنا منطق التفكير وفقدنا القدرة على تحليل الأخبار والروايات ونقدها أصبحنا نردد قصص التراث دون أن نعقلها باعتبارها حكاوي القهاوي. فأغلبنا يعرف قصة جمع القرآن وأغلبنا أيضا يعتقد أن حفظ القرآن سنة في تناقض فاضح!!!
الرواية التاريخية لجمع القرآن طويلة حول اقتراح عمر ورفض أبو بكر في البداية ثم موافقته ولكن ما يهمنا منها هو هذا الجزء من الحديث الذي رواة البخاري عن زيد بن ثابت المكلف بجمع القرآن حيث يقول زيد (فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرحَ الله له صدر أبي بكرٍ وعمر. فقمتُ فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسُبِ وصدور الرجال، حتى وجدتُ من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحدٍ غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128- 129]، إلى آخرهما، وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفّاه الله ثم عند عمر حتى توفّاه الله ثم عند حفصة بنت عمر).
هكذا جمع زيد بن ثابت القرآن من مصادر وأشخاص مختلفة، وهو ما يؤكد على أنه لم يكن هناك شخص أو مجموعة أشخاص يحفظون القرآن كاملا وإلا لأحضرهم أبو بكر أو عمر أو زيد وأمرهم بتلاوة القرآن كاملا وأمر الكتبة بالتسجيل وراءهم، وانتهى الموضوع بسهولة ويسر. فالرواية تؤكد أن كل واحد من الصحابة كان يحفظ بعض من القرآن وليس كله بل أن هناك آيتين لم يكن يحفظهما إلا شخص واحد فقط هو خزيمة الأنصاري.
كيف بعد هذه الرواية الواضحة الصريحة والصحيحة وفقا للبخاري، يدعى الإسلام السياسي أن حفظ القرآن سنة وأن ختم القرآن سنة في رمضان وأن من يختم القرآن في أكثر من شهر فقد اتخذ القرآن مهجورا، رغم أن أحد من الصحابة لم يكن يختم القرآن في شهر، ببساطة لأن أحدا من الصحابة لم يكن يحفظ القرآن كاملا.
كل أفكار ودعايات وتكتيكات وأهداف الإسلام سياسي هي دعايات حزبية سياسية لا علاقة لها بالدين، ويمكن كشفها بسهولة، فقط نحتاج لمواطنين يفكرون بطريقة منطقية ويحملون عقلية نقدية، وهذا يعيدنا مرة أخرى لإصلاح التعليم.
photo.php?fb...
5 ноя 2021