يشعر الناس الأكثر عاطفة على مدى الأزمنة بعطف تجاه الحيوانات ، لأنها تعاني من الحياة و مع ذلك لا تمتلك القدرة على توجيه شوكة المعاناة نحو نفسها و تفهم وجودها ميتافيزيقياً ، في الواقع أنه أمر مُثبط بعمق للهمة ! أن نرى هذه المعاناة التي لا معنى لها . و لهذا ظهرت في أماكن عديدة من الارض فرضية تقول : إنّ أرواح البشر المثقلة بالإثم تسكُن في أجساد هذه الحيوانات ، بحيث تكتسب هذه المعاناة الخرقاء التي تثير من أول نظرة الحفيظة معنى و أهمية كعقاب و كفارة أمام العدل الإلهي . إنه حقاً عقاب شديد أن تعيش كحيوان على هذا النحو محكوماً بالجوع و الشهوة ولا تكون قادراً على أي نوع من التفكير بطبيعة الحياة . لا يمكن تصور مصيراً أصعب من مصير الحيوان البري الذي تطارده خلال البرية أقصى العذابات المضنية ، و إذا ماشبع في النادر فإن نفس هذا الشبع سيتحول إلى ألم في الصراع القاتل مع حيوانات أخرى أو من خلال الشره المفرط و التخمة المقرفة . أن تكون حيواناً هو أن تتشبث بالحياة بصورة مجنونة و عمياء من أجل الحياة فحسب ! دون أيّة فكرة عن أن المرء يُعاقب ، و لماذا يُعاقب و أن يتوق بغباء الشهوة المرعبة إلى هذا العقاب كما لو أنه كان السعادة بذاتها ، مع ذلك علينا أن نتأمل ! أين ينتهي الحيوان ، و أين يبدأ الإنسان ؟ طالما يتوق الإنسان إلى الحياة كما يتوق إلى السعادة فإنه لا يزال لم يرفع عينيه إلى أعلى من أُفق الحيوان لأن الإنسان يتوق بوعي أكبر فحسب الى مايسعى اليه الحيوان بغريزته العمياء و هذا هو مانفعله جميعنا في الجزء الأعظم من حياتنا . لا نتحرر عادةً من البهيمية فنحن انفسنا هذه الحيوانات التي يبدو ان حياتها تتكون من عذاب لا معنى له . لكن هناك لحظات حينما نفهم هذا فتتفرق الغيوم و نرى أننا و بالأشتراك مع كل الطبيعة نندفع قُدماً نحو الإنسان مثلما نحو شيء موجود أعلى منا . في مثل هذا الصفاء المباغت نحدق حولنا و خلفنا مرتعبين ! ثمة حيوانات برية رشيقة تمشي هناك و نحن وسطها .. نشاط البشر الضخم في صحراء الأرض الكبيرة ، تأسيسهم للمدن و الدول ، الحروب التي شنوها ، تجمعهم و تفرقهم ثانية ، اندماجهم المشوش ، التقليد المتبادل ، أعمالهم الوحشية و خدعهم المتبادلة ، احتجاجاتهم ، صرخاتهم من الفرح في ساعات الإنتصار . كل هذا هو استمرار للبهيمية ! كما لو أن الإنسان سيجبر للعودة عمداً إلى مرحلة مبكرة من تطوره و يخضع لنزعته الميتافيزيقية .. في اللحظات المنفردة نعرف جميعنا كيف أن أغلب الترتيبات المتقنة في حياتنا قد أُعدت فحسب لكي نهرب من واجباتنا التي علينا إنجازها حقاً ! كيف أننا نُفضل إخفاء وجوهنا في مكان ما .. بحيث لا يتمكن ضميرنا ذو المئة عين من العثور علينا .. و كيف نستعجل لكي نمنح حبنا لجمع الثروة ، إلى الحياة الأجتماعية او العلم ، كيف نشتغل في عملنا اليومي بحماس طائش أكثر مما هو ضروري للحفاظ على حياتنا ، لأننا نجد هذا أكثر ضرورة من عدم الحصول على تفرغ لـ لّم افكارنا . الاستعجال موجود في كل مكان لأن الجميع في هروب من انفسهم ! و يجد المرء في كل مكان هذا السعي المخيف لإخفاء هذا الاستعجال ، لأن كل فرد يريد أن يبدو راضياً و أن لا يسمح للمراقبين الدهاة أن يلاحظوا بؤسه ، و يواجه المرء في كل مكان الحاجة إلى قلائد كلمات رنانة جديدة يعلقها في الحياة بحيث يمكن أن تمنحها نفحةٌ احتفالية صاخبة ! الجميع يعرف هذا الوضع الغريب الذي تضغط فيه الذكريات المكدرة فجأة ! و كيف نبذل جهوداً كبيرة عن طريق الصخب و الإيماءات لطردها من عقولنا . لكن صخب و ايماءات الحياة العادية تكشف أننا جميعاً نجد انفسنا بإستمرار في مثل هذا الوضع و أننا نعيش في خوف من الذكرى و من الاحساس الداخلي . لكن ماهذا الذي يقلقنا مراراً ؟ أيّ باعوض هذا الذي يمنعنا من النوم ؟ ثمة أرواح تحيط بنا كل لحظة من الحياة تريد أن تقول لنا شيئاً لكننا لا نريد الإصغاء إلى أصوات الروح ! عندما نكون وحيدين و هادئين نصبح خائفين من أن شيئاً ما سيهمس في آذاننا و لهذا نكره السكينة و نُخدر انفسنا بالصحبة . وا أسفاه أيتها الآذان الصماء .. أيها الرأس البليد .. أيها العقل المضطرب .. أيها القلب المنكمش .. آه لكل الأشياء التي اسميها اشيائي .. كم اكره هذا ... أن لا تكون قادراً على الطيران بل تخفق بجناحين فقط ! أن ترى ماهو أعلى منك دون أن تكون قادراً على الوصول اليه ! أن تعرف الطريق الذي يفضي إلى أفق الفيلسوف المفتوح بلا حد . و تكاد ان تصل اليه لكن بعد بضع خطوات ترتد ثانية ! و حتى لو تحققت الأمنية الكبيرة ليوم واحد فقط فكم يرغب المرء مبادلتها بفرحة ببقية الحياة . أن تتسلق عالياً في هواء الألب الصقيعي النقي أعلى مما فعلها أي فيلسوف سابقاً . حيث لم يعد شيء يخفيه الغيم أو الضباب و حيث بنية الاشياء الأساسية تتحدث بصوت عنيف و قاسِ ، لكنه مفهوم بصورة قاطعة مجرد التفكير بهذا يجعل الروح وحيدة و أبدية لكن إذا تحققت امنيتها إذا سقطت نظرتها مباشرة ولامعه كحزمة ضوء على الاشياء فسيتلاشى العار ، و القلق ، و الشهوة . بأيّة كلمات سيصف المرء وضع الروح هذا .. هذه العاطفة الجديدة الغامضة دون تهيّج التي ستغدو بواسطتها مثلما روح شوبنهاور .. منتشره على هيروغلافيا الوجود الهائلة و على عقيدة النشوء المتحجرة ليس كالليل بل كضوء الفجر الملتهب الذي يغمر كل الأرض .
ابدعت في اختيار النص ... كالعادة .... صاحب الحنجرة الذهبية خالد اذلهتني بصوتك كاني اسمعه لأول مرة شكرا لك لامتاعنا ....... سؤال صغير انت تختار النصوص يا خالد ؟؟؟ لان الاختيار فظيع .... بعضه حقيقي وواقعي حد الالم ... وبعضه اراه يصفعني كلما سمعتك تقراه ارجوك اجب
انتهى زمنُ الفرد لاشيءَ نفعلهُ خارج القطيع تم تقسيم العالم بنجاح ومانحن إلا فُتاتٌ بين القطع الكبيرة نحن فتات الحروب، والصفقات. إن تمسكتَ بقطعة كبيرة ستُرمى انسانيتُكَ بالقمامة وإن تمسّكتَ بإنسانيَتك ستُرمى أنتَ. وفي النهاية ، لا تحزن إنّها مُجرد حياة.......
ما يحززني انني في هذه الايام استشعر وجود الخالق بمجرد اللنظر الى الطبيعة و الحيوانات , اكثر بكثير من النظر في عيون بعض البشر الذين لم أعد افهم ما هي غايتهم في الحياة و لأسؤ من هذا سعيهم المستمر لتضليل الاخرين عن حقيقة الحياة ..
صوتك الشجي يمتلك سحراً خاصاً يأسر قلوبنا ويسافر بأرواحنا المثقلة بالألم والمعاناة إلى عالم آخر لاتدركه أجسادنا المادية المعذبة بالهموم والخوف من المستقبل المجهول...شكراً جزيلاً على هذا الإبداع ولمجهودك ومحتواك الرائع ولأختيارك مواضيع رائعة مميزة💐🌺💐
تضيف جمالية لمايكتب جمالية فريدة احسنت على هذاالالقاء الفريد كنت لااحب ان اسمع مقاطع كتب واجدمتعة بلقرائة ولكن بعدان سمعت مقاطعك استمتعت جدا بلاستماع رائع جدا كلعادة🌹👏👏👏👏
ليس فقط القاءك الرائع و ليست فقط تلك الفلسفة التي سردها نيشته و القى فيها وجه التشابه بين العاطفة و الانسانية و ليست فقط موسيقى Adiago The Strings التي وضعت في هذا الفيديو، بل كلها جعلت منها تحفة، شكراً من القلب ❤
خالد والله ثم والله إني أبحرت في عالم الخيال وتخيلت كل هذه الحياه مجرد صوت وكلمات ذهبت بي بعيدا جدا جدا اطلت كثيرا ولا تطل غيرها فوالله إني أتشوق دائما وأبدا لسماع محتواك 💕
هواي اسمع هذه الجزئيه وكل مره اسمعها احس وصلت للفهم وتقرء سطر وترجع بافكاري لنقطه الصفر واحس رغم هذه بتفاق وعجاب بلكلام رغم عدم فهمي لجزء كبير منه ما اعرف شلون بس شوبنهاور ونيتشه دائما عدهم استفزازيه للعقل جذابه
صوت حلو خلاني احب الكتاب وفكر اشتري وقراه بالوقت الحالي ماكدر اقره لان الوزاري قريب اونس نفسي بهذه المقاطع وكتاب مميز بالصفر وروايه ظننته رجلا. هذه الفديوات عباره عن طاقه ايجابيه وهديه بالنسبة الي 📚🎻☕ استمر صوتك والمعلومات هذه اكثر شي احبه لمن ادرس كيمياء او رياضيات 💭
ما شاء الله أقل من نص ساعه على رفع الفيديو وفيه اكثر من ألف شخص يتابعون ويهتمون بما نسمع منك، فينا شغف للصوت العذب الجميل والاداء البديع واختيارك لمقطع ماتع شكر لك
خالد انت رائع وعظيم كمنتقياتك ❤ وفيك شيء من المعجزة بصوتك أرجو منك أن تستمر مع نيتشه لأنه وبصراحة نيتشه وبصوتك شيء يفوق الإبداع والشغف لطالما تأثرت بهذا الشاعر والفيلسوف ولأن بعد سماع شيء من حكمته بحنجرتك وكأنني أبدأ الشغف مع نيتشه من جديد وبافراط وخصوصا الموسيقى التي تنتقيها انت ونيتشه بالذات أصبحتم بالنسبة لي شيئان متلازمان يكمل بعضكم الآخر تحياتي من سوريا❤❤
المرأة لا تريد الحقيقة. ما هي الحقيقة للمرأة؟ منذ البداية ، لم يكن هناك شيء أكثر غرابة و بغضه وعداءً للمرأة اكثر من الحقيقة - فنها العظيم هو الكذب ، واهتمامها الأكبر هو مجرد المظهر والجمال -نيتشه