الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
هناك أسباب كثيرة تجلب محبة الرحمن ، وأعظم هذه الأسباب وأهمها وهو أساس كل سبب بعده : أن تتعرف على ربك سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله ، فتثني عليه بما هو أهله .
هل هناك أحد أحق بالثناء منه سبحانه ؟ وهل خلق الإنسان وأعطي اللسان وعلم البيان إلا ليثني على الله ، ويمجد الله ، ويسبح الله ، ويذكر الله ؟ من أحق بالثناء منه ؟ ومن أولى بالمدح منه ؟ ومن أجدر بالتمجيد منه سبحانه ؟
وجاء حديث لا يُملُ سمــاعُه شـــــــــهي إلينا نشرُه ونظامُه
إذا ذَكَرتْه النفسُ زال عناؤها وزال عن القلب الكئيب قتامُه
فهو سبحانه أحق من ذكر ، وأحق من حمد ، وأولى من شكر ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، له الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا ، له الحمد حتى يرضى ، وله الحمد بعد الرضى ، وله الحمد عدد خلقه ، وزنة عرشه ، ورضا نفسه ، ومداد كلماته ، سبحانه لا نحصي ثناء عليه ، هو كما أثنى على نفسه .
كلما تعلق قلبك بربك زادت محبته في قلبك ، ووجدت نورا في قبلك ، وانشراحا في صدرك ، وراحة في نفسك ، وسعادة في حياتك .
تعرف إلى ربك بأسمائه وصفاته تنال محبته ، التي هي الروح والحياة والسعادة :
إنه الله سبحانه ، الملاذ في الشدة ، والأنيس في الوحشة ، والنصير في القلة ، يتجه إليه المريض الذي استعصى مرضه على الأطباء ، ويدعوه آملا في الشفاء .
يتجه إليه المكروب يسأله الصبر والرضا ، والخلف من كل فائت ، والعوض من كل مفقود .
يتجه إليه المظلوم آملا يوما قريبا ينتصر فيه على ظالمه ، يتجه إليه المحروم من الأولاد سائلا أن يرزقه ذرية طيبة .
كل واحد من هؤلاء آمل في أن يجاب إلى ما طلب ، ويحقق له ما ارتجى ، فما ذلك على الله ببعيد ، وما ذلك على الله بعزيز .
28 мар 2012
