الإسلام ليس خلفية ثقافية، وليس مرجعية عليا فحسب، ولكنه المنهج نفسه، الذي يحدد للناس أفكارهم، ويصوغ مشاعرهم ويوجه سلوكياتهم، ويبني مؤسساتهم ونظمهم الاجتماعية الممتدة من إصلاح النفوس وتربيتها إلى تسيير المعاش وإدارة السلطة والحكم.
ولذلك فإن "الفقيه" هو القادر على إدارة الأحداث والاشتباك معها وتوجيهها على مرادات الله ورضوانه، وليس " الفقيه" من يخرج بياناً أو تعليقاً عن الأحداث، حتى لو كان هذا البيان صائبا ومرضيا للضمائر!
والمسلمون يُعانون من نقص شديد في " أهل الفقه" القادرين على الجمع بين فهم النصوص الشرعية وآفاقها، وبين هداية الناس وتحريكهم بها في واقع متغير وملىء بالتناقضات والإشكالات، من أجل تحقيق مقاصد ومآلات تلك النصوص الشرعية.
لذلك على كل سالكٍ سبيل العلم والإمامة أن يتعلم هذا الدرس ويحفظه جيدًا، وعلى من هو غير ذلك ( كحال أغلبنا) أن يبحث له عن فقيه مجتهد يلزمه، فلا يأخذ رأيًا مصيرا، ولا يُـكون رأيا كليًا في الشأن العام ( السياسة والناس والمجتمعات) إلا خارجٍ من عباءة الفقه، حتى يضمن كونه متزنًا، فتتحقق به سعادة الدنيا والآخرة.
للاشتراك في برنامج أين الطريق، يرجى متابعة صفحة القناة الرسمية على التليغرام
t.me/WhereIsTheRoad
4 ноя 2020