مشكور جدا استاذ يوسف على هذا التقديم المتميز لتاريخ الفلسفة و أصول الفكر الديني في الحضارة الصينية حيث يبدو جليا مدى تركيزها و تمحورها على الإنسان سلوكا و أخلاقا و تصرفا و تعاملا إجتماعيا و هنا طبعا تلتقي مبادىء معظم الأديان، حيث أن كل ما زاد عن ذلك لا يعدو أن يكون سوى من باب الطقوس و النارجيسية و نبذ الآخر و استعمال العنف و هذا طبع لا يخدم في شيء لا الإنسانية و لا الأديان نفسها...تحياتي 📚🌲
أعتقد أن الفلسفة الصينية أعمق وأسهل من كل نظيراتها ، فعندما كان الفلاسفة الغربيين يتنافسون على إستخدام المصطلحات ويصعبون الفهم على الآخرين كان الصينيون يتنافسون على تبسيطها .
التعقيد والمصطلحات المختلفة هي فن يتقنه المثقفون حتى يفصلون أنفسهم عن السواد الأعظم وعلى الرغم من انغماسهم بمشاكل ومعضلات المجتمع إلا أنهم وبكل اعتداد يختارون أن يجعلوا مهمة الفهم عصّية على العقل العادي أو البسيط بمعنى أدّق ، وترى كل ما هو ناجح ومقبول بلفعل هو قمة البساطة مختلطة بروعة الأداء في جميع مجالات الحياة ، فن أدب والفلسفة ، العلوم الطبيعية والطب المجالات الوحيدة التي لا يمكن تطويرها بالتبسيط والابتعاد عن المصطلحات الحديثة .
نشكر استاذ حسين على هذه السلسة المبسطة للتعريف بالفلسفات والعقائد الصينية يوسف حسين : الكونفوشية : فلسفة سياسية واقعية اجتماعية اخلاقية تنطلق من مفهوم العائلة لبناء المجتمع والدولة وتعترف بوجود الطبقات الاجتماعية وتهتم بمفهون (الزن) اي الحب والخير لذا فهي فلسفة متفائلة معيارية ذات نسق و منهج والكونفوشية فلسفة عملية وليست دين فلم تهتم بالغيبيات والالهيات يوسف حسين : الطاوية : فلسفة وجودية قدرية وهي اقرب للدين جاءت لتعوض الفراغ الديني الذي تركته الكونفوشية الطاو هو الطريق او القدر الذي ينتظر الانسان وهو صراع بين النور والظلام او الشر والخير لذا تدعو الطاوية الى التماهي مع الطبيعة و القدر والانسياق مشيأته الطاوية فلسفة شكية نسبية في تقييم الوجود الطاوية فلسفة نسكية تتجنب الطاوية فلسفة تهذيبية للذات تهتم بمفهوم (السكون) للوصول الى التركيز و التأمل والتوازن النفسي والحكمة والسلام و السعادة وتجنب الصراع الإجتماعي
شكراً استاذ يوسف واتمنى أن تتكلم أكثر عن الفلسفة السياسية وأن تضع لنا روائع فلسفة كل مفكر في سياسته كتاب تاريخ الفلسفة السياسية ليوشتراوس اتمنى لو تعطينى مقتطفات منه
لقد كان يوجد في الصين القديمة اكثر من مائة مدرسة فكرية حسب السجلات الصينية القديمة وذلك خلال القرن السادس قبل الميلاد إلى 221 قبل الميلاد خلال أواخر فترة الربيع والخريف وفترة الممالك المتحاربة في الصين القديمة. وفي عصر اول امبراطور صيني وهو تشين شي هوانغ مؤسس سلالة تشين ومؤسس اول دولة مركزية موحدة في الصين القديمة والمقصود بالصين القديمة الموحدة هي اراضي السهول الصينية الممتدة من النهر الاصفر شمالا الى نهر يانغتسي جنوبا وليس شكل الحدود الصينية الحالية التي تضم اراضي ليست صينية اصلا. قام الامبراطورة تشين شي هوانغ بحرق الكتب وقمع المفكرين وهذا ادى الى اختفاء اغلب المدارس الصينية المائة لأن الامبراطور رأى حسب زعمه ان اختلاف هذه المدارس وجدالاتها سوف يضر بوحدة الصين. ومن المثير للانتباه ان ابي زيد السيرافي في كتابه "اخبار الهند والصين" يذكر بالنص الصريح انه لا يوجد دين في الصين وهذا يعني انه فهم بشكل صحيح ان الكونفوشيسية والطاوية هي مدارس فكرية بحتة وليست اديان وذكر ان الدين الموجود في الصين هو البوذية وهي منقولة من الهند، حيث قال: "وليس لأهل الصين دين وانما أصل ديانتهم من الهند، وهم يزعمون أن الهند وضعوا لهم البددة، وانهم هم أهل الدين ...".
