تاريخ الإمامِ المبجَّلِ أحمد بن محمد بن حنبل الشّيباني أبو عبد الله
نسبه و مولده :
قال الإمام ابنُ عبدِ الهادِي : شيخ الإسلامِ، و سَيّدُ المسلمين في عَصْرِه، الإمامُ الحافظُ الحُجّةُ، أبو عبد الله، أحمد بنُ محمد بنِ حنبل بنِ أسَدِ الذُّهْليُّ الشّيبانيّ ـ ذُهلُ بنُ شيبانَ ـ المَرْوَزيُّ ثمّ البغداديُّ ، وُلد سَنَةَ أربعٍ و سِتِّينَ و مِئَة [ 164 هـ ] ـ تَلاَقى اْلإمامُ أحمدُ في نَسَبِ رُسولِ اللهِ في نِزارَ ـ .
و قال الإمامُ الذّهَبِيّ محمد بن أحمدَ : " هو الإمام حَقًّا، وشيخ الإسلامِ صِدقًا : أبو عبد الله، أحمد بن محمد بنِ حنبلَ بنِ هلال بنِ أسد بنِ إدريس بنِ عبد الله بنِ حيّانَ بنِ عبد الله بنِ أنس بنِ عَوفٍ بنِ قاسطِ بنِ مازنَ بنِ شيبانَ بنِ ذُهْلِ بنِ ثعلبةَ " و بعض النَّسابين يقدّم ذُهلَ بنَ شيبانَ . [ سير أعلام النبلاء جـ 11 ص : 177 ـ 178 ] .
قال أبو الفضل صالح بن أحمد بن حنبل؛ سمعتُ أبي يقول : ولدتُ في سنة أربعٍ و سِتّينَ و مئة 164 هـ في أولها في ربيع الأوّل، وجيء بي حملٌ من مَرو، و توفي أبوه محمد بن حنبل و له ثلاثون سنة، تَوَلّيته أمّه . [ مناقب الأئمة المجتهدين ليوسفَ بن مرعي ] [ ترجمة أحمد من تاريخ الإسلام للذهبي ص : 10 ] .
قال الإمام الذّهبي : " وكان محمد والدُ أَبي عبدِ الله مِن أجنادِ مَرْوَ، مات شابًّا، وله نحوَ من ثلاثينَ سنةً،و رُبّي أحمدُ يَتيمًا، وقيل إنّ أمّه تحوّلَتْ من مَرْوَ وهي حاملٌ به " رحمها الله . [ سير أعلام النبلاء جـ 11 ص : 179 ] .
طلب أحمدَ بنِ حنبلَ للحديث و العلم :
ابتدأ في طلب العلم مبكِّرًا، واتّجَتْ هِمّتُه إلى طلب الحديث وله من العمرِ خمسَ عشرةَ سَنَةً و ذلك سنةَ تسع و سبعين و مائة[ 179 هـ ]، وكان يحبّ العلمَ كثيرًا، فَرُبَّـمَا كان يريد البكورَ، فتأَخّذَ أمّه ثيابَه وتقول : حتّى يؤذن الناس، أو حتّى يصبحوا، ورُبّما بكّر إلى مجلس أبي بكر عياش و غيره [ مناقب الإمام أحمد ص : 46 ] و [ سير أعلام النبلاء جـ 7 ص : 527 ] .
و كان أوّل مَن كتب أحمدُ الحديثَ عنه هو الإمام أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة [ت 182 هـ] في هذه السّنة نفسها أي 179 هـ قدم إلى بغدادَ المحدّثُ الكبيرُ عبد الله بن مبارك، وسعى أحمد إلى مجلسه، فلم يدركه، إذ كان قد خرج لغزو الرّوم
وفي سنة 186 رحل إلى البصرة وكان دائمَ الرحلة بين الكوفة و البصرة يكتب الحديثَ عن شيوخهما، ورحل في سنة 187هـ إلى الحجاز أول مرّة فسمع هناك عن سفيانَ بن عيينةَ، و التقى في مكة بالشّافعيّ أوّل مرة ثم تعددت اللقاءات بينهما في بغداد حين أقام بها الشافعيّ سنة 195 هـ [ وفيات الأعيان جـ 4 ص : 164 ط دار صاد بيروت ] .
وفي سَنَة 199 هـ مخرج الإمام أحمد إلى اليمن ماشيًا مع رفيق رحلته يحي بن معين لسماع من عبد الرزاق بن همام الصنعاني [ ت 211 ] .
و قال الإمامُ الذّهبِيّ : " طَلَبَ العلمَ و هو ابنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، في العام الّذي مَاتَ فيه مالكٌ وحماد بن زيدٍ " [ سير أعلام النبلاء جـ 11 ص :189 ] .
شيوخه :
قال الإمام أبي عبد الله بن عبد الهادي الدَّمَشقيّ في " طبقات علماء الحديث " : و سمع هُشيماً، و إبراهيمَ بنَ سعدٍ، و ابنَ عُيَيْنَةَ، و عبّادَ بنَ عبّاد، ويحيي بنَ أبي زائدة، و طبقتهم .
و قال اْلإمامُ الذّهبيّ رحمه الله : " سمع مِن إباهيمَ بن سعد قليلاً، و من هُشيم بن بشير، فأكثر و جوّد، و من عبَاد اْلمُهَلّبيّ، و معمرٌ بنُ سليمانَ التيميّ، و سفيان بن عيينةَ الهلاليّ، و أيوب بن النّجار، ويحيي ابن أبي زائدة، وعليّ بن هاشم بن البريد، وقران بن تمام، وعمار بن محمد الثوري، و القاضي أبي يوسف " و ذكر عددا من المشايخ الذين أخذ عنهم... ثم قال : فعدةُ شيوخِه الذين روى عنهم في " المسند " مئتان و ثمانون 280 و نيف ...
و من شيوخه : " عبد الرزّاق، و الحسن بن موسى الأشيب، و أبو عبد الله الشّافعي، لكنّ لم يسمّه بل قال : حَدَثّني الثّقة .
[ تذكرة الحفاظ للذّهبيّ جـ 1 ص : 248 ] [ شذرات الذهب لابن العماد جـ 1 ص : 303 ] . [ تاريخ بغداد جـ 4 ص : 419 ـ 420] .
20 сен 2024
