أعظم استعراض على الارض (دوكنز )(4) إرجاع الماهوية إلى أفلاطون تسرع و ينم عن عدم اطلاع و عدم دقة في تناول هذا الموضوع و ان تأخر نظرية داروين في التطور يعود إلى مفهوم الماهية الذي سيطر على العقول كلام خاطىء تماما ، وعي الإنسان بذاته لا يمكن أن يحصل له إلا إذا رسم لنفسه دائرة وضع نفسه في مركزها حتى يرى الدائرة و يرى ما وراء الدائرة و هذا المفهوم مفهوم الماهية خدم الإنسان من احل البقاء. و الاستمرار و لم يعق تطوره ، العكس صحيح فلو قال الإنسان منذ القدم : الوجود يسبق المادية كما قال سارتر حديثا ، لاختلت موازين البقاء و انهزم الإنسان من مركز الدائرة التي رسمها و وضع نفسه فيها المركز فلا أفلاطون و لا الدين هما سببا مفهوم الماهية كما يقول ماير بل العكس هو الصحيح ان مفهوم الماهية او الجوهر هو سبب الدين ، اما ادلة التدخين و التهجين فهي صحيحة او لنقل نصف صحيحة لان الذءب الذي صار كلبا بقي حيوانا و التطور و التغير و التكيف حقائق لا ينكرها عاقل و كون الإنسان هو عامل الانتخاب بدل الانتخاب الطبيعي فيه خلط و قصر نظر !! لماذا ؟ لأن الإنسان جزء. من الطبيعة و عامل من عوامل الطبيعة و هو استدلال كلاسيكي بقي صاحبه يحافظ عليه كبقايا من الذهنية القديمة و المنطق المحدود المعتاد ، فسواء الإنسان كان عامل الانتخاب او الطبيعة عبر التكاثر و مجيء أجيال بعدها أجيال فالأمر سيان و لم يكن لدوكنز ان يستدل على التدجين و التهخين ليؤكد على صحة فكرة الانتخاب الطبيعي و هو هنا يسير بمحاذاة منحدر هشى و هذا المنحدر قد يؤدي الى ان تزل بع قدمه فيقع و يسقط دون أن يدري ، فالانسان و ان أمتلك الوعي و الطبيعة و لو لم تمتلك الوعي فالامر واحد و هو ليس اكثر من تفاعل الوسط مع الكائن الحي و الكائن الحي مع الكائن الحي الآخر و ترتيب الجينات بدل امتزاجها لا يتاتى الا عن طريق التكاثر فسبب التطور او بالتعبير الادق و الاضيق التغير هو ببساطة التكاثر او التناسل و توالي الاجيال على مر الزمن و ما يطرأ من كل ذلك من تغييرات طفيفية مع كل جيل على ترتيب الجينات و مع الاجيال المتعاقبة ، ان الطفرات العشوائية الضارة لا تستمر لان الكائن ينقرض بعد فترة هناك مع عملية التكاثر و لكن مع عملية التناسل هناك طفرت نادرة جدا و هي نافعة و لها أثر في دفع الكائن الحي او تسليحه بما يحتاجه لمواجهة الوسط بطريقة افضل و على علماء التطور ان يركزوا جهودهم على دراسة تاثير كل جين بمفرده و تأثيره مع باقي الجينات و تاثير الجينات على الجين الواحد و التركيز على العمل الجماعي و الفردي للجينات حتى يستفاد اكثر في محاربة بعض الأمراض و كذلك في محاولة لوقف تسلل الشيخوخة إلى الجسم و احتفال الإنسان بشيخوخة جميلة قوية كتعطيل جينات Myostatine و تأخير ظهورها اذا امكن و كل ذلك يتطلب ابحاثا و تجارب و اختبارات و بتطلب مالا و جهودا متصلة و دوكنز رغم علمه الغزير و رغم انجازاته المهمة في علم الأحياء لا يزال بقف موقف علماء القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين عليه التخلص من الايديولوجيا لانه بارع و لان ابتكاراته تهمنا اكثر بكثير من الجدل الفكري و الايديولوجي 18/04/24
نعم صديقي شكرا لك. على كل حال دوكينز لم يقتصر في استدلالاته على التهجين والتدجين. مازال ثمة فصول كثيرة في الكتاب واستدلالات كثيرة اخرى. ولعل هذا كتاب دوكينز الوحيد الذي لا يتناول فيه النواحي الايديولوجية وانما يركز فيه على النواحي العلمية. اسعدني تعليقك الجميل واتمنى سماع رايك دوما في الفصول القادمة من الكتاب.
المسكين دوكينز بين الحيرة والتردد والهذيان الأمر الواضح هو أن الغرب يجب أن يفوز بالحجة أو يفوز بالحرب كل شيء آخر سيكون من قبيل العبودية و من من المستبعد ظهور هذا المستوى من الدقة والحرص في تحليل الملحدين و أتباعهم ممن يتغنى بأصوليته مثلهم مثل خصومهم الحمقى من الأصوليين الدينيين
صديقي معظم الناس تفهم مبادئ النظرية ولكن ليس تفسيراتها وشروح أدلتها العلمية المفصلة. ليست المشكلة في الترجمة فالمفردات بسيطة والجمل سليمة. لكن شرح الأدلة يتطلب بناء الأفكار لبنة لبنة والبدء من شرح الأساسيات الحيوية وتعريف المصطلحات التي سيبنى عليها الشرح مثل مفهوم المستودع الجيني مثلا. ولكن كلما سرت في الكتاب للأمام سيكتمل بناء الفهم لبنة لبنة.. الكتاب مازال طويلا وستحد في النهاية أنك تفهم جميع الأليات والأدلة التي بنيت عليها النظرية. وهذا علم لا يقل صعوبة عن علم الفيزياء الكمومية وغيره. لكن معظمنا يفهم مبادئ النظرية دون فهم آليات البراهين عليها. ومن ينكرون النظرية كبعض رحال الدين هم يردون على مبادئ النظرية وليس على أدلتها العلمية ولا يستخدمون المنهج العلمي الرصين والمفصل الذي يستخدمه علماء مثل دوكينز.
@@TamoBooks صديقي أنا درستها ودرست أغلب ادلتها كما عند دراوين في اصل الانواع وكما في شكلها الحديث" التركيبية التطورية " من عام 2014 ... الترجمة العربية هذه للكتاب لا تفيد المبدئيين ابدا... اعلم جيدا أسلوب دوكنز في الطرح والشرح خاصة مع استخدام الادلة العقلية..لكن الاشكال في استخدام المترجم ابعض الكلمات المعددة الدلالات المبدئيين في دراسة النظرية من العرب
هذه هي العقول التي تستحق التقدير والاحترام والفخر. وليست التي جاءت منتكسة على ذاتها ونفسها دون أدنى مسؤولية ومنفعة. أقل ما يقال عنها ( يالضيعة هامات العقول ذهبت من غير منفعة ) تحياتي