كل ما تلقيته حتى اليوم وآمنت أنه أصدق الاشياء وأوثقها قد اكتسبته من الحواس، أو بواسطة الحواس، غير أني جربت هذه الحواس في بعض الأحيان، فوجدتها خدّاعة، ومن الحكمة ألا نطمئن كل الاطمئنان إلى من خدعونا، ولو مرة واحدة. لكن قد يُقال: لإن كانت الحواس تخدعنا بعض الاحيان في أشياءٍ صغيرةٍ جداً، وبعيدة جداً عن متناولنا، فقد نقع على أشياءٍ كثيرةٍ اخرى لا نستطيع ان نشك فيها شكاً يقبله العقل، وإن كنا نعرف هذا عن طريق الحواس. مثال ذلك: إني ها هنا جالسٌ قرب النار، لابسٌ عباءة المنزل، وهذه الورقة بين يدي، وأشياء اخرى من هذا القبيل.. وكيف استطيع أن أنكر أن هاتين اليدين يداي!؟ وهذا الجسم جسمي!؟ اللهم إلا اذا أصبحتُ مثيلاً لبعض المخبولين الذين اختلت أدمغتهم، وغشي عليها،، ولكن؛ ينبغي عليّ هنا أن اعتبر أني انسان، وأن من عادتي لذلك ان أنام وأن ارى في أحلامي عين الاشياء التي يتخيلها هؤلاء المخبولون في يقظتهم، بل قد ارى أحياناً أشياء أبعد عن الواقع مما يتخيلون، كم من مرة وقع لي أن ارى في المنام أني في هذا المكان، وأني لابسٌ ثيابي، وأني قرب النار، مع اني اكون في سريري، متجرداً من ثيابي،، يبدو لي الان أني لا انظر لهذه الورقة بعينين نائمتين، وأن هذا الرأس الذي اهزه ليس ناعساً، وأني إنما ابسط هذه اليد واقبضها عن قصدٍ ووعي، ان ما يقع في النوم لا يبدو مثل هذا وضوحاً وتمييزاً، إن التأمل الذي عكفت عليه غمر نفسي بشكوكٍ كثيرةٍ،لم يعد في مقدوري أن انساها، ولا ان أجد الى دفعها سبيلاً، فكأني سقطت على حين غرّة في ماءٍ عميقٍ جداً، فهالني الأمر هولاً شديداً؛ فما أنا بقادرٍ على تثبيت قدمي في القاع، ولا على العوم لتمكين جسمي من سطح الماء، لكني سأبذل جهدي في الطريق الذي سلكته امس ، متجنباً كل ما قد تسمح لي به بادرة من شك، كما لو كنت متحققا من بطلانه، وسأمضي في هذا الطريق قدماً، حتى اهتدي الى شيءٍ يقيني، فإن لم يتيسر لي ذلك، لبثت على حالي، على الاقل حتى اعلم علم اليقين انه ليس في العالم شيء يقيني، فإن ارشميدس لم يكن يطلب إلا نقطةً ثابتةً غير متحركة؛ لكي ينقل الكرة الارضية من مكانها، الا مكان اخر، وكذلك انا يحق لي ان أعلق اكبر الآمال، ان اسعدني الحظ فوجدت شيئاً يقينياً لا شك فيه. أنا لا اعرف بوضوحٍ كافٍ أي شيء أنا، وإن كنت موقناً بأني موجود، اذ انه يجب علي منذ الان، ان احاذر من ان يشتبه الأمر عليّ فأخذ شيئاً اخر بديلا على نفسي، فأظل على الحق، حتى في تلك المعرفة التي ارى انها اكثر معارفي يقينا وبداهةً، ومن اجل ذلك، سأنظر الان من جديد بما كنت اظنني اياه، قبل الشروع في هذه الخواطر الأخيرة، وسأستبعد من آرائي القديمة كل ما يمكن أن يتأثر اقل تأثرٍ، بأسباب الشك التي اوردتها الان؛ لكي لا يبقى إلا ما كان يقينه تاماً، ولا سبيل الى الشك فيه، واذن ماذا كنت اظنني من قبل!! كنت اظنني انساناً بلا شك، ولكن ما الإنسان!! أأقول انه حيوانٌ ناطق، كلا بالتأكيد؛ لان هذا يقتضتي بعد اذاٍ ان ابحث عن معنى الحيوان وعن معنى الناطق، فأنزلق بذلك من مسئلةٍ واحدةٍ الى الخوض دون شعور مني في مسائل أخرى اصعب واكثر تعقيداً، وأنا لا اريد ان اضيع ما تبقى من اوقات الفراغ القليل في محاولة الكشف عن مثل هذه الصعوبات، ولكن أؤثر ان انظر هنا في الخواطر التي تولدت في ذهني، والتي لم استمدها الا من طبيعتي وحدها، حين عكفت على النظر في وجودي حسبت اولا اني لي وجهاً، ويدين وذراعين، وكل ذلك الجهاز المركب من العظم واللحم، على نحو ما يبدو في جسدي، وما كنت ادل عليه باسم الجسم، وحسبت ايضاً ان اتغذى وان امشي وأفكر، وكنت انسب جميع هذه الأفعل الى النفس، ....
" كل ما تلقيته حتى اليوم وآمنت إنه أصدق الاشياء و أوثقها قد اكتسبته من الحواس او بواسطة الحواس غير اني جربت هذه الحواس في بعض الاحيان فوجدتها خداعة ومن الحكمة ألا نطمئن كل الاطمئنان إلى من خدعونا حتى ولو مرة واحدة .."
✉🕊 *" تعلم من الطقس كيف تغير مزاجك في لحظة ، ومن القهوة كيف تسرق اللهفة ، كيف تبدد كل القلق برشفات هادئة ،كيف تستمتع بالحظة كما يجب ، فدائماً ما نجد هدوء الحياة ونسيان الهموم لو للحظات بأشياء بسيطة لكن عليك تعلم كيف تغير مزاجك ...!* *فنحن بحاجةٍ دائمة الى الأمل الى دفءٍ يُطوّق أرواحنا وطمأنينةٍ واحدة تهزم مخاوفنا "* *عوده ميمونه أستاذ خالد 🌸*
كل ماتلقيته حتى اليوم و آمنت بأنه أصدق الأشياء و أوثقها قد اكتسبته من الحواس أو بواسطة الحواس، غير أني جربت هذه الحواس في بعض الأحيان فوجدتها خداعة! و من الحكمة أن لا نطمئن كل الاطمئنان إلى من خدعونا ولو مرة واحدة. .. لكن قد يقال: لئن كانت الحواس تخدعنا بعض الأحيان في أشياء صغيرة جداً و بعيدة جداً عن متناولنا، فقد نقع على أشياء كثيرة أخرى لا نستطيع أن نشك فيها شكاً يقبله العقل و إن كنا نعرفها بطريق الحواس.. مثال ذلك : إني هاهنا جالس قرب النار، لابس عباءة المنزل، وهذه الورقة بين يدي، و أشياء أخرى من هذا القبيل.. وكيف استطيع أن أنكر أن هاتين اليدين يداي و هذا الجسم جسمي ! اللهم إلا إذا أصبحت مثيلاً لبعض المخبولين الذين اختلت أدمغتهم و غشي عليها. ولكن ينبغي علي هنا أن أعتبر أني إنسان، و أن من عادتي لذلك أن أنام، و أن أرى في أحلامي عين الأشياء التي يتخيلها هؤلا المخبولون في يقظتهم! بل قد أرى أحياناً أشياء أبعد عن الواقع مما يتخيلون. كم من مرة وقع لي أن أرى في المنام أني في هذا المكان و أني لابسٌ ثيابي، و أني قرب النار .. مع أني أكون في سريري متجرداً من ثيابي! يبدو لي الآن أني لا أنظر إلى هذه الورقة بعينين نائمتين ، و أن هذا الرأس الذي أهزه ليس ناعساً ، و أني إنما أبسط هذه اليد و أقبضها عن قصد و وعي ... إن مايقع في النوم لا يبدو مثل هذا وضوحاً و تمييزاً . إن التأمل الذي عكفت عليه غمر نفسي بشكوك كثيرة لم يعد في مقدوري أن أنساها ولا أن أجد إلى دفعها سبيلاً .. فكأني سقطت على حين غرة في ماء عميق جداً فهالني الأمر هولاً شديداً ! فما أنا بقادر على تثبيت قدمي في القاع ولا على العوم لتمكين جسمي من سطح الماء. لكني سأبذل جهدي للمضي في الطريق الذي سلكته أمس متجنباً كل ماقد تسنح لي فيه بادرة من شك كما لو كنت متحققاً من بطلانه. و سأمضي في هذا الطريق قدماً حتى أهتدي إلى شيء يقيني .. فإن لم يتيسر لي ذلك لبثتُ على حالي على الأقل حتى أعلم علم اليقين أنه ليس في العالم شيء يقيني. فإن أرشميدس لم يكن يطلب إلا نقطة ثابتة غير متحركة، لكي ينقل الكرة الأرضية من مكانها إلى مكان آخر . و كذلك أنا .. يحق لي أن أعلق أكبر الآمال إن أسعدني الحظ فوجدت شيئاً يقينياً لاشك فيه. أنا لا أعرف بوضوحٍ كاف أي شيء أنا ! و إن كنت موقناً بأني موجود. إذ أنه يجب عليَّ منذ الآن أن أحاذر من أن يشتبه الأمر عليّ فأأخذ شيئاً آخر بديلاً بي أنا نفسي.. فأضل عن الحق، حتى في تلك المعرفة التي أرى أنها أكثر معارفي يقيناً و بداهة. و من أجل ذلك سأنظر الآن من جديد فيما كنت أظنني إياه قبل الشروع في هذه الخواطر الأخيرة. و سأستبعد من آرائي القديمة كل مايمكن أن يتأثر أقل تأثر بأسباب الشك التي أوردتها الآن، لكيلا يبقى إلا ماكان يقينه تاماً ولا سبيل إلى الشك فيه. و إذن فماذا كنت أظنني من قبل ؟ كنت أظنني إنساناً بلا شك. و لكن ما الإنسان ؟ أأقول إنه حيوان ناطق ؟ كلا بالتأكيد. لأني هذا يقتضي بعدئذ أن ابحث عن معنى الحيوان و عن معنى ناطق.. فأنزلق بذلك من مسألة واحدة إلى الخوض دون شعور مني في مسائل أخرى أصعب و أكثر تعقيداً. و أنا لا أريد أن أضيع ماتبقى من أوقات الفراغ القليل في محاولة الكشف عن مثل هذه الصعوبات، ولكني أُوثر أن أنظر هنا في الخواطر التي تولدت في ذهني والتي لم أستمدها إلا من طبيعتي وحدها، حين عكفت على النظر في وجودي. حسبت أولاً أن لي وجهاً ويدين و ذراعين وكل ذلك الجهاز المركب من العظم و اللحم على نحو مايبدو في جسد آدمي ، وهو ماكنت أدل عليه بأسم الجسم. و حسبت ايضاً ان من شأني ان أتغذى و ان أمشي و ان أفكر . و كنت انسب جميع هذه الأفعال إلى النفس. و إن كنت لم اطل التفكير في ماهية هذه النفس، او إن وقفت للتفكير فيها.. كنت اتصورها شيئاً مخلخلاً جداً شيئاً لطيفاً شبيهاً بالريح أو بالنار أو بالهواء الرقيق جداً قد انبث و انساب في اعضاء جسمي الغليظة. أما الجسم فما شككت ابداً في طبيعته، بل كنت احسب أني اعرفه معرفة متميزة، ولو أردت أن اشرحه طبقاً للمعاني التي كانت بذهني حينئذ لوصفته على هذا النحو.. أقصد بالجسم كل مايمكن أن يحد بشكل وما يمكن أن يحتويه مكان و يشغل حيزاً بحيث يقصي عنه أي جسم آخر، وما يمكن أن يحس إما باللمس أو بالسمع أو بالذوق أو بالشم ، وما يمكن أن يحرك على انحاء شتى وليست حركته في الحقيقة بذاته بل بشيء خارج عنه يمسه فيترك اثره فيه.. لأني ما اعتقدت أبداً أن القدرة على التحرك من الذات وكذا القدرة على الإحساس والتفكير ، بل بالعكس كان يدهشني أن أرى مثل هذه القوى واقعة لبعض الاجسام . ولكن أنا من أكون الآن ؟ فهل أستطيع أن اؤكد أني أملك صفة من جميع الصفات التي قلت من قبل بأنها طبيعة الجسم ؟ افكر في الأمر ملياً ، و أجيل هذه الصفات و أديرها في ذهني فلا أجد منها شيئاً يصح أن أقول إنه من خواص نفسي . ولا حاجة إلى التمهل لإحصائها ، فلننتقل إذن إلى صفات النفس و لننظر هل منها ماهي موجود فيَّ. اول ماذكرنا منها قوة التغذي وقوة المشي. ولكن إذا صح أني لا جسم لي ، صح ايضاً أني لا قوة لي على المشي ولا على التغذي. و صفة أخرى من صفات النفس هي الإحساس ، لكن الإحساس مستحيل كذلك من دون الجسم! يضاف إلى هذا أني كثيراً ماكنت اعتقد فيما مضى أني احسست في النوم اشياء كثيرة تبينت في اليقظة أني لم احسها في الواقع ! و صفة ثالثة من صفات النفس هي التفكير. و أنا واجد هنا ان الفكر هو الصفة التي تخصني ، و أنه وحده لا ينفصل عني. أنا كائن، و أنا موجود .. هذا أمر يقيني . و لكن إلى متى ؟ أنا موجود مادمت أفكر ؛ فقد يحصل أني متى انقطعت عن التفكير تماماً انقطعت عن الوجود بتاتاً . لا أُسلم الآن بشيء مالم يكن بالضرورة صحيحاً .. و إذن فما أنا على التدقيق إلا شيء مفكر ، أي ذهن أو روح أو فكر أو عقل. وهي ألفاظ كنت أجهل معناها من قبل .. فأنا إذن شيء واقعي و موجود حقاً . ولكن أي شيء ؟ لقد قلت إنني شيءٌ مفكر .
ماشاء الله، اقتباس رائع ونافع يبعث الأُنس، ويخلقُ الابتهاج! ما أجمل منطقك، ونطقك، ليتك تكثر من انتقائاتك الرائعة والماتعة وتجعلها هاهنأ عن مرأى من الجميع كي نروي بها عطشنا المعرفي وجوعنا العاطفي لإصوات الروح إنك روح خالدة الأثر بإذن الله.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)؛ متفق عليه.
هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيدُ الخيالْ إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولونَ الجبالْ وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ
اظن بل اجزم باني اسمع مقطعك بقلبي وليس بسمعي فاذني موصل للصوت لا اكثر ولكن التمييز بالجمال والابداع اعرفه بقلبي اكمل في ابداعك فقلبي ينتظر منك الكثير 🌹