شبهة: "لغات الميرزا ليست فصيحة، بل هي لغات شاذة ولا يقاس عليها" - الجزء الأول - . 

ما يظنونه شاذا لا يقاس عليه موجود في القرآن الكريم
رسالة 57
الفصاحة في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..1
1: الفصاحة والبلاغة في لغة المسيح الموعود عليه السلام بينة وظاهرة لكل منصف، ولكن نريد أن نتحدث عن الفصاحة بالذات في الجزء المتعلق باللغات التي وجهنا عليها لغة المسيح الموعود عليه السلام.
2: عندما أفحمنا المعارضين وأثبتنا لهم أن كل ما يظنونه خطأ أو عجمة في كلام المسيح الموعود عليه السلام، ما هي إلا لغات عربية أصيلة تندرج تحت لغات القبائل العربية والمذاهب العربية المختلفة، وما من شيئ منها إلا وأقرّ بصحته مذهب أو عالم من علماء اللغة؛ لجأ هؤلاء المعارضون إلى اعتراض أكثر سخافة وقالوا بأن هذه اللغات ليست فصيحة بل هي لغات شاذة ولا يقاس عليها. وهنا أريد أن أثبت بهذه الرسالة وربما بعض الرسائل الأخرى بأنه حتى هذه اللغات هي من صميم الفصاحة العربية.
3: أول ما أقول لهؤلاء دحضا لهذه الفكرة الخاطئة وأذكّرهم بأن القرآن الكريم والقراءات القرآنية التي نعتبرها وحيا، جاءت بجزء من هذه اللغات التي تقولون بشذوذها وأنه لا يقاس عليها، وهذه كلها قد جاءت قبل أن يولد النحاة وقبل تقسيماتهم لهذه اللغات بما هو شاذ وغير شاذ أو يقاس ولا يقاس عليه. وقد أوردنا العديد من الأمثلة على هذه اللغات في القرآن الكريم والقراءات القرآنية منها:
أ: لغة اكلوني البراغيث أو ما سمي تعسفا بهذا الاسم، يقول المعارضون بأنها لغة شاذة لا يقاس عليها، ولكنها موجودة في القرآن الكريم، في الآيات: { عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ } (المائدة 72) و {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } (الأنبياء 4) بغض النظر عن بعض التأويلات لها، فنحن لا يهمنا التسميات والتأويلات، بل ما يهمنا هو التركيب النحوي، فهذا التركيب النحوي الذي يخطئه المعارضون ويقولن بأنه ليس صحيحا أو ليس فصيحا موجود في القرآن الكريم، فكيف يمكن أن نصم لغات القرآن الكريم بالشذوذ وعدم الفصاحة. وهنا أشير بالذات إلى أن عباس حسن في النحو الوافي يقول عن لغة أكلوني البراغيث بأنها لغة عربية فصيحة.
ب: لغة إلزام المثنى الألف في جميع حالات إعرابه كما في قراءة الآية : {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } (طه 64). هذه اللغة التي يدّعون عدم فصاحتها، موجودة في القراءات القرآنية.
ج: لغة ثبوت حرف العلة في المضارع المجزوم موجودة في القراءات :{لَا تخف دركا وَلَا تخشى} (طه 77) و {إِنَّه من يَتَّقِي ويصبر} (يُوسُف 90).
وهنا أقول للمعارضين: هذا الذي تعدونه شاذا وليس فصيحا ولا يقاس عليه موجود في القرآن الكريم وقراءاته قبل أن يولد النحاة وقبل تقسيماتهم لهذه اللغات بالشذوذ وغيره، فما عليكم لتبرير موقفكم إلا أن تشطبوا القرآن والقراءات القرآنية.
هذا يدلنا على أنّ الوحي الإلهي يحاكي لغات العرب المختلفة على أصالتها وفصاحتها كما سمعت عن العرب، بغض النظر عن تقسيمات النحاة لها، وعلى هذا النهج جاءت لغات المسيح الموعود عليه السلام بفعل الوحي الإلهي.
ولأثبت أن كل هذه اللغات فصيحة، أذكر ما ذكره محمد الخضر في كتابه القياس في اللغة العربية حيث قال:
"إن النحاة لما استقرأوا كلام العرب وجدوه قسمين: قسم اشتهر استعماله وكثرت نظائره فجعلوه قياسا مطردا، وقسم لم يظهر لهم فيه وجه القياس لقلته وكثرة ما يخالفه فوصوفوه بالشذوذ ووقفوه على السماع لا لأنه غير فصيح بل لأنهم علموا أن العرب لم تقصد بذلك القليل أن يقاس عليه" [ القياس في اللغة العربية لمحمد الخضر ص 31]
ألا هل بلغت!؟ اللهم اشهد ...
#الاحمدية #القاديانية #المسيح_الموعود #أيمن_عودة #هاني_طاهر