كلما غاب القران عند حياتِنا بهتت وأصبحت نظرتنا لها قاصرة وناقصة، وأصبح تقبلنا لأقدار الله ينخفضُ والصبر ينفذ سريعًا، فالقرآن وحده يحيي أرواحنا، فهو كالماء بالروح العطشىٰ
الإشكال هو قياس الخالق بالمخلوق فهذا هو سر القضية فالمخلوق يريد أن يعلم العلم المطلق وهذا محال فلا يعلمه إلا الله وحده ثم إن إرادة الله الخفية في الناس مجهولة فليس لأحد حجة في ذلك وكون الله يعلم مصير كل مخلوق فهذا إليه وليس للمخلوق شأن به فليس فيه حجة لاختلاف المخلوق الناقص العدم بالخالق الكامل الذي ليس كمثله شي ولا كفؤ له ، والحجة على العباد هو بحجتهم هم مما تهيأ لهم من العقل وليس حجة الله فله الحجة البالغة لا يبلغها أحد ( قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ) ( وقالوا لو شاء الله ما أشركنا فرد الله عليهم ( هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) أي هل عرفتم مصيركم سلفا إذ لو يعرف الانسان مصيره سلفا لكان له حجة ولكنه لا يعلم فيبقى في علم الله وما العمل الصالح والطالح الا علامتان ليستا واجبتان ولهذا يفزع الخلق الى الله ويبكون ويخافون ( ويؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) ( إهدنا الصراط المستقيم ) ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ) فهم لا يعلمون أقبل منهم أو لا نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المهتدين المرحومين بمنه وكرمه وجوده.
أحيك أخي الكريم علي هذه الإضافة الشافية والموجزة في نفس الوقت والتي تدل على سعة إطلاعك وقبل ذلك على إيمانك الراسخ بالله العلي العظيم نتمنى أن نكون أنا وأنت والمستمعون والمشاهدون ممن قالوا (سمعنا وأطعنا)
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين اللهم توفنا مسلمين والحقنا بالصالحين واسكنا الفردوس الأعلى من الجنة مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين
المشيئة العظمى لله وحده ولايحدث شيئ بهذا الكون إلا بعلم الله وتقديره لكن الله اعطا الأنسان عقل واختيار محدود فالخير كله ينسب لله اما الشر فمن نفسك والشيطان الله جل في علاه لايفرض عليك أن تسرق تزني تكذب تسرع تصدم الخ ثم تتحجج بالقدر انه مكتوب بمعنى مفروظ بل عليك حقان حق لله المخالفة وحق للمتضرر بسببك